خبر قل « نعم » لأوباما .. هآرتس

الساعة 09:50 ص|17 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

الغاء زيارة المبعوث الامريكي جورج ميتشل، المكلف باستئناف المفاوضات السياسية، تجسد المنحدر  السلس الذي علقت به اسرائيل في  الاسبوع الاخير. فقبل ان تكتمل سنة على ولايته الثانية في رئاسة الوزراء، تمكن بنيامين نتنياهو من احداث أزمات في مجالين استراتيجيين مركزيين: المسيرة السلمية مع الفلسطينيين والعلاقات مع الولايات المتحدة. قضية البناء في حي رمات شلومو، والتي القت بظلالها على زيارة نائب الرئيس جو بايدن، أبعدت حل الدولتين. وفي نفس الوقت، مسا زائدا بكرامة ضيف ودي، اصبح شرخا عميقا بين حكومة اسرائيل والبيت الابيض.

لانقاذ محادثات التقارب ولحل الازمة في العلاقات مع اسرائيل، طرحت ادارة اوباما على نتنياهو ثلاثة مطالب: الغاء قرار اللجنة اللوائية في وزارة الداخلية اقرار ايداع خطة البناء في رمات شلومو، بادرة طيبة "ذات مغزى" للفلسطينيين، واعلان على الملأ بأن محادثات التقارب ستعنى بكل مسائل اللباب، وعلى رأسها القدس. من المسلم به ان الولايات المتحدة تتوقع من اسرائيل ان تحافظ على الوضع الراهن في شرقي القدس وتمتنع عن تثبيت حقائق جديدة على الارض.

المطالب الامريكية منطقية ونزيهة. اجراءات اقرار خطة البناء في رمات شلومو استمرت خمس سنوات وأكثر، وعلى أي حال لن تنضج في الاشهر القريبة القادمة، نتنياهو يمكنه ان ينقل الى السلطة الفلسطينية اراض من منطقة ج، ان يحرر السجناء وان يرفع حواجز؛ موافقة اسرائيلية على البحث في كل مواضيع اللباب، بما في ذلك القدس، تنبع من اتفاقات اوسلو ومن خريطة الطريق، التي التزمت الحكومة بها.

وحتى دون السحابة الثقيلة التي تظلل على العلاقات مع الولايات المتحدة فان حكومة اسرائيل معنية عن حق وحقيق بوضع حد للنزاع، ينبغي لها ان تعمل على تعزيز مكانة الشريك الفلسطيني، ان تمتنع عن قرارات استفزازية وان تستأنف المفاوضات على مواضيع اللباب من النقطة التي توقفت عندها قبل سنة ونصف. وبدلا من اشعال النار بتصريحات عديمة المسؤولية عن استمرار البناء في شرقي القدس، يجمل برئيس الوزراء ان يرد بالايجاب على المطالب الامريكية. الجمود في المسيرة السياسية، في ظل أزمة متعمقة في العلاقات مع الحليف الاكبر، هو تهديد استراتيجي لا يمكن لاسرائيل أن تسمح به لنفسها بأي حال.