خبر الاحتلال يقوم برسم « خط أخضر » جديد

الساعة 08:35 ص|17 مارس 2010

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

حصلت صحيفة فلسطينية على معلومات وخرائط وتقارير تؤكد أن ما تقوم به إسرائيل في مدينة القدس هو رسم خط أخضر جديد داخل هذه المدينة بشكل يتلاءم مع مصلحة الدولة العبرية وتحقيق هدفها الاساسي وهو منع تقسيم المدينة في اطار أي اتفاق قادم مع الفلسطينيين، وأن تتحول أية دعوات الى فصل المدينة الى مطالب غير واقعية في ظل التشابك السكاني بين الاحياء اليهودية والمناطق العربية من خلال التواجد اليهودي المكثف في أحياء القدس الشرقية.

 

وتقول دوائر مطلعة أن الخط الأخضر الجديد الذي يجري رسمه سيفرض حالة من الأمر الواقع تدفع أي طرف يرغب في فرض حلول لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى القبول بالفكرة الاسرائيلية بالانسحاب الرمزي أو التقسيم الرمزي من خلال منح احياء كانت قبل اقامة جدار الفصل تعتير ضمن حدود مدينة القدس الى الفلسطينيين على أن تبقى المناطق الاخرى داخل اطار جدار الفصل مناطق تحت سيادة اسرائيل مع حرية الوصول الى "الحوض المقدس" لاداء الشعائر الدينية لمختلف الديانات.

وأكدت هذه الدوائر لصحيفة "المنار" المقدسية أن الهدف الاسرائيلي من وراء تكثيف الاستيطان في مدينة القدس هو استباق اية تطورات قد تحدث في المنطقة في المرحلة المقبلة، ومحاولة البعض دفع اسرائيل واجبارها على دفع ثمن هذه التطورات من خلال تحقيق تقدم كبير في عملية السلام.

وأضافت الدوائر أن الادارة الامريكية تدرك تماما ماذا تقوم به اسرائيل وتخطط له، وهي معنية باسنادها ودعمها، ومن هنا، جاء طرح جورج ميتشل المبعوث الامريكي لموضوع ترسيم الحدود للدولة الفلسطينية المؤقتة، فهذا الترسيم يتلاءم مع رغبة اسرائيل في مسح الخط الأخضر، والحديث عن الخط الاخضر القديم أصبح مثيرا للسخرية في ظل الواقع القائم على الارض، خطة أمريكية تقوم على دعم خطط اسرائيل الهادفة رسم خط أخضر جديد يدمج في اطار ما تطرحه واشنطن ويشمل القدس ويجمد الوضع على ما هو عليه لسنوات قادمة. وأشارت الدوائر الى أن رسم هذه الحدود هو مصلحة للطرفين الامريكي والاسرائيلي فمن خلال هذا الترسيم سيصبح بالامكان منع حدوث أي أزمات في المستقبل قد تنزلق الى اشتعال حقيقي من أعمال العنف.

واشارت الدوائر الى أن واشنطن تقوم حاليا رغم الادعاء بحالة من الغضب ازاء ممارسات الحكومة الاسرائيلية بمحاولات لاقناع العرب والفلسطينيين بالموافقة على ترسيم الحدود على أساس الرغبة الاسرائيلية المدعومة أمريكيا تحت ادعاء منع الانزلاق نحو العنف والاشتعال.

وأكدت الدوائر أن ما تقوم به اسرائيل حاليا، هو تنفيذ لخطة اسرائيلية مدروسة تهدف الى رسم خط أخضر جديد يلائم مصالح ورغبات تل ابيب لا تقسم منطقة القدس فقط حسب المفهوم الاسرائيلي، ولكن، أيضا الضفة الغربية على اساس الكتل الاستيطانية الضخمة على الاراضي الفلسطينية وكذلك المستوطنات ذات الطابع الامني الاستراتيجي التي ستضم الى اسرائيل وايضا خلق واقع في القدس لا يمكنى بأي شكل من الاشكال في المستقبل تقسيم المدينة، وفرض الرؤية الاسرائيلية التي تحمل عنوان "قدس موحدة تحت سيادة اسرائيل ومفتوحة أمام جميع الديانات" وأن لا سيطرة في المدينة بما فيها منطقة الحوض المقدس الا لاسرائيل.

وترى الدوائر أن هذا الموقف الاسرائيلي يشكل تراجعا عما طرحته تل أبيب في كامب ديفيد، وما أعلنه أيهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي، حيث الموقف الحالي هو الاكثر تشددا. ومن خلال التحرك الاسرائيلي الحالي على الأرض لا قيمة لأية افكار طرحت من جانب اسرائيل على الفلسطينيين بعد قمة كامب ديفيد وحتى الافكار التي طرحها ايهود اولمرت وليفني على محمود عباس وأحمد قريع هي عبارة عن افكار وعروض لم تصل الى درجة الصياغة في اطار وثيقة ملزمة، وهي لم تكن لتصل الى درجة الصياغة الكاملة والوثيقة الملزمة حتى لو بقي اولمرت في الحكم حتى يومنا هذا.

وذكرت الدوائر المطلعة أن ما يجري خارج اسوار البلدة القديمة وخارج منطقة الحوض المقدس من عمليات تشابك وترابط مقصود بين القدس الشرقية والغربية عبر تواصل سكاني يهودي داخل احياء التماس بين شطري المدينة وبين القدس الغربية والاحياء اليهودية في القدس الشرقية ما هو الا جزء من خطة ترسيم الخط الأخضر الجديد، وهو مرتبط ايضا بما يتم ويجري داخل اسوار البلدة القديمة من خلال خلق حالة من تكثيف البناء الديني عبر اقامة مواقع دينية يهودية وتحت ادعاء احياء آثار يهودية قديمة من خلال اعادة بنائها والعمل على ترميمها بشكل يجعل من الصعب مستقبلا تنازل اسرائيل عن سيادة مطلقة في جميع انحاء القدس الشرقية والغربية.