خبر هذا محتمل، هذا ممكن- يديعوت

الساعة 09:39 ص|16 مارس 2010

بقلم: حانوخ داووس

 (المضمون: ليست اسرائيل وحدها بحاجة الى امريكا بل امريكا ايضا بحاجة الى اسرائيل. انظروا الى التدهور في التأييد للرئيس اوباما - المصدر).

        لنبدأ من النهاية، مع الحقيقة البسيطة، التي يعرفها كل عم يساعد ابن اخيه في أجر الشقة: مع كل الاحترام للمساعدات المباركة، لا يمكن شراء روح الانسان باي مبلغ مالي كان. وبالتأكيد ليس روح دولة.

        اسرائيل تحتاج الى أمريكا، ولكنها تحتاج بقدر اكبر الى الاستقلالية بالنسبة لمبادئها المقدسة. الناس في هذه الدولة، وهذا شبه اجماع، يعتقدون أن القدس هي العاصمة الموحدة لاسرائيل. وهم يؤيدون البناء في غيلو، وفي رمات شلومو. 42 سنة ونحن نبني هذه المدينة. غولدا، رابين، شارون، اولمرت، كلهم بنوا فيها. هل خطأ موظف في لجنة مالية يحرم اسرائيل من حقها في القدس؟ هناك القليل من الامور المهمة لنا اكثر من التحالف مع امريكا، والقدس الموحدة هي بالتأكيد واحدا منها.

        عودة الى الموضوع نفسه: حسن انك لم تصعد الى شجرة عالية جدا يا سيد اوباما، عندما بعثت وزيرة الخارجية لان تعطي اسرائيل قائمة مطالب مرفوضة للتكفير عن سوء تصرفنا الفظيع، سوء التصرف الذي أعلن نائب الرئيس نفسه بانه اقتنع بانه تم ببراءة تامة. اسرائيل تحتاج الى الولايات المتحدة، يا فخامة الرئيس. هذا صحيح. ولكن يوجد جانب آخر في هذه المعادلة، لم تتمكن من تعلمه بعد: الولايات المتحدة هي ايضا تحتاج الى اسرائيل.

        لم يسبق أن كان هناك رئيس فقد في غضون فترة زمنية قصيرة بهذا القدر التأييد الكبير له. الان في اسرائيل ايضا يفهمون لماذا: خلافا لما يقول لك رام عمانويل، الرجل والوعد الكبير الذي خاب، بنزعة القوة لا يمكن الوصول الى شيء. وبالتأكيد ليس في الشرق الاوسط. التصريحات العدائية ليست بديلا عن السياسة. هذا موضوع يتعلق بضغط قليل آخر بالنسبة للقدس، الى أن تخرج الحكومة التي انتخبت بشكل ديمقراطي من مواطني اسرائيل (وليس، كما يجدر بالذكر، من مواطني الولايات المتحدة)، من الصدمة وتسأل ما الذي يجري هنا بحق الجحيم. لماذا، في واقع الامر، قبل أن تبدأ أي مفاوضات، قبل أن يتضح بانه يوجد على الاطلاق من يمكن الحديث معه في الطرف الاخر، وبعد أن تكون اسرائيل جمدت البناء في المستوطنات، في الشكل الذي اعترفت به هيلاري كلينتون بانه تاريخي، ينبغي لاسرائيل أن توقف البناء في القدس؟ لا توجد خطوة منطقية يمكنها أن تدعم التراجع التام لاسرائيل امام الامريكيين، ولكن لا يقل عن ذلك، لا توجد خطوة منطقية يمكنها أن تدعم الطلب الامريكي بالتراجع الاسرائيلي.