خبر كتب أيمن خالد في ذكرى استشهاد الزميل شقورة: أحببتك يا حسن ..

الساعة 03:29 م|15 مارس 2010

بقلم: أيمن خالد

كثرة الشهداء في قضيتنا، وتوالي تعدادهم لا يعني أن الذين يرحلون يمكن نسيانهم وطي صفحتهم، فللشهيد ذاكرة خاصة تنبض بحنين خاص، تتسلل بين جنبات أنفسنا، تشعرنا أننا تأخرنا قليلا لكن الطريق هو الطريق والمسافة التي سار بها من قبلنا يسير عليها كل هذا الشعب المضطهد المظلوم في شتى بقاء شتاته يعيش هذا الهاجس، ويرحل بذات الأفق إلى وطن بعد ام قصر في الجغرافيا لكنه قريب في سكون هذه النفس التي لا تستطيع أن تنبض همسا دون ذكره.

 أخي .... أتعبنا الليل ولعل السابق منا يحمل نصيبه من الألم ولعل اللاحق يحمل أكثر من السابق، فنحن شعب قدر لنا ان نعيش هذا الجرح وسط مرارة لا توصف، فلعل كثير من الجراح تشعر صاحبها بالدفء عندما يحن الحبيب والقريب، ولكن جرحك أيها الفلسطيني مختلف لأنك وسط اهلك وبيتك وناسك تشعر انك تعيش الألم وحدك وان أحدا ما لا يفكر أن يواسيك في هذا المصاب.

وفوق هذا كله، فنحن بداخلنا نعيش مرارة الوجع والقسوة فينا، ولا ندري ما الذي يجعلنا نُعبرُ عن حالة القسمة والضرب والطرح ومفردات المرور العربية على جسد الأمة، لنكون بصغر حجمنا وقسوة حالنا نحمل فوق هذا كله اختصار الأمة لفنون القهر الذي نحن ضحاياه لكننا ضحايا إلى ما لا نهاية لطالما لا يزال الطريق محاطا بكل هذه القائمة من الكآبة العربية المذلة.

نتعذب عن السابقين ..وحلم الماضي... وكيف كنا على اقل درجة من المعرفة على اكبر درجة من الأمل غير أن الأمل يتحول إلى أعباء جديدة، فما أصعب علينا من احتمال الأمل وكأنه ثقل كبير، وكان ذات مرة هذا الأمل وسيلة صبرنا ووسيلة طمأنينة نعيشها أو نقتات عليها لغد قادم لكن لم  يأت.

سبقنا كثير من الشهداء الذين لم يروا انقسامنا واختلافنا على أنفسنا، وخرجت الروح وهم يبتسمون ليس لهم إلا غصة الألم لحظة الفراق، وليس ورائهم هذا العبء من الهم الذي علينا أن نعيشه وندرك مدى قسوتنا حتى نحن، فنتذكر شهداءنا الذين مضوا وسط أيام أكثر رحمة، ولا ندري ماذا نقول لهم ونحن بأيام ما ظنوا أننا سنصل إليها،

 لكن وصلنا إلى الذي لم يخطر لهم على بال، فالوطن بالنسبة للزمان الحالي بات يعني دولة، ونحن كنا نعرف أن فلسطين اكبر من خريطة الكرة الأرضية وأوسع من تضاريس الدنيا لان فلسطين نقطة انتصار الحق على الباطل، وفلسطين كانت تعني لنا اية في كتاب الله قدسيتها ليست باختيارنا ورسالتنا ليست بتقدير عملينا وتحملنا للأعباء كان جهادا نرتضي به وجه ربنا لكننا لم نفكر يوما أن يصبح الزعماء فينا مثل الزعماء في غيرنا، ولا أن يكون حالنا كحال غيرنا، وكنا نعيش الم الفراق ونفرح لكم لأنكم سبقتمونا إلى الذي آمنتم به وسرتم عليه وارتضاه الله لكم وبينما نحن نعيش ذلك نتحسر ونخاف اللحظة القادمة ونسال الله السلامة من الفتنة التي أيقظت كلا ظلام الليل وزرعته في أزقتنا وبات الليل قريبا نرهب حضوره وقد كان الليل لحظة السمر ونشيد في الرباط وأية من القران وقيام ليل.

يا الله

ماذا نفعل عندما نتذكر أحبابنا الذين سبقونا قبل الفتنة

يا الله أنقذنا من الفتنة

يا الله أعدنا كما كنا نترقب لحظة لقاءك ....

ولا ننتظر من الدنيا أحدا  ... ولا دولة

ولا دولة

ولا دولة.

أحببتك يا حسن واذكر أخر كلامك لي كنت تحدثني عن رجال صدقوا مع الله وهم كيفما أطلقوا صواريخهم  فان الله متوليها بان تفي بالغرض وتنزل القصاص ببني صهيون.