خبر ملاحظات طبية علي الأدوية الحديثة لعلاج حساسية الصدر

الساعة 02:36 م|15 مارس 2010

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية 

استعرضت مناقشات المؤتمر الـ‏45‏ لجمعية الإسكندرية لحساسية الصدر والملتقي العربي الأول لأمراض الحساسية أحدث علاجات حساسية الصدر‏.

 

وتم خلال المؤتمر إعلان الملتقي الإقليمي للحساسية والمناعة بهدف الارتقاء بالأبحاث في هذا المجال وتحفيز شباب الأطباء لتعلم التقنيات الحديثة في العلاج وتشجيعهم علي النشر في دوريات علمية عالمية‏,‏ بدعم ذاتي من الجمعية‏.‏

ويشير الدكتور سمير خضر أستاذ الحساسية ورئيس جمعية الإسكندرية للحساسية والمؤتمر إلي أن حساسية الصدر ليست مرضا أو نمطا واحدا‏,‏ بل توجد عدة أنماط مختلفة من حيث الشدة ونوع الخلايا الالتهابية‏,‏ أو عدم وجودها علي الإطلاق والاستجابة لمشتقات الكورتيزون سواء كاملة أو جزئية أو لاتوجد استجابة‏,‏ مما يدعو إلي ضرورة رسم خريطة جديدة لأنماط حساسية الصدر لوضع استراتيجية علاجية خاصة لكل نمط‏,‏ فهناك مثلا حساسية الصدر ذات القابلية للانتكاسة‏,‏ وغير المستجيبة للعلاج‏,‏ وحساسية الصدر في الطفولة وبعد البلوغ‏,‏ وحساسية الصدر المرتبطة بالدورة الشهرية وحساسية الصدر المهنية‏,‏ والحساسية بعد المجهود‏,‏ وغيرها‏,‏ ولاتزال حتي الآن بعض أنماط حساسية الصدر غير مستجيبة للعلاج‏,‏ كما أن أعراض حساسية الصدر قد تظهر بعد التوقف عن العلاج الوقائي طويل الأمد بالكورتيزون المستنشق‏,‏ مما يعني أن العلاج بمشتقات الكورتيزون لايؤثر علي التاريخ الطبيعي للمرض‏,‏ كما أن الأدوية الحديثة لعلاج حساسية الصدر تنقصها الأبحاث عن مرض الربو الشعبي غير المتسبب بالحساسية‏,‏ فمضادات السيتوكينات‏5‏ لم تعط حتي الآن الاستجابة المطلوبة‏,‏ ومشتقات الإتينرسبت في الازمات الصدرية الفجائية لم تتوصل لنتائج محددة في جميع الأبحاث‏,‏ كما تنقصها الأبحاث عن استجابة مرضي حساسية الصدر الداخلية لمضادات الأمينوجلوبين هـ‏,‏ كذلك فإن تقنية الثيرموبلاست للتقليل من توتر الشعب الهوائية في بعض المرضي نتائجها محدودة وشملت أبحاثها عددا قليلا من الحالات‏.‏ ويوضح الدكتور حاتم الملواني أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب الإسكندرية أن من أسباب عدم الاستجابة لعلاجات حساسية الصدر‏,‏ الخطأ في استخدام البخاخات وعدم الالتزام بخطة العلاج واستخدام العلاج الوقائي عند الحاجة فقط والتشخيص الخاطئ والالتهابات في الشعب البعيدة التي لاتصلها مشتقات الكورتيزون بالبخ‏,‏ وعدم وجود خلايا حمضية والتي تتأثر بالكورتيزون والعامل الوراثي الذي يؤدي لعدم الاستجابة لمضادات الالتهاب بالإضافة للعوامل البيئية خاصة التدخين والتلوث‏.‏

ويقول الدكتور نادر فصيح أستاذ طب الأطفال بجامعه الإسكندرية إن الضجيج التنفسي هو أصوات تحدث أثناء التنفس‏,‏ وهو عبارة عن أصوات مثل خشخشة الصدر‏,‏ الأزيز الصدري‏,‏ بحة الصوت‏,‏ الشخير‏,‏ وهذا يحمل رسالة مهمة جدا لكل من المريض والطبيب‏,‏ حيث يعطي معلومة دقيقة عن مكان ونوع الخلل بالمجري الهوائي من الأنف حتي الشعيبات التنفسية‏,‏ فالأزيز الصدري يعني وجود ضيق بالمجري الهوائي داخل القفص الصدري‏,‏ وبحة الصوت تعني ضيقا في المجري الهوائي من الحنجرة إلي الجزء خارج القفص الصدري من القصبة الهوائية‏,‏ أما خشخشة الصدر فهي مؤشر لضيق أو تجمع مخاط وإفرازات داخل المجاري الهوائية الكبري كالقصبة الهوائية أو الشعب الهوائية الرئيسية‏,‏ مما يسهل علي الطبيب تحديد المكان الذي سيكشف عليه وتحديد نوع المطلوب من منظار شعبي أو أشعة مقطعية أو أشعة عادية لتحديد نوع الخلل‏.‏ وقد تم عرض حالة بها خليط من أزيز الصدر وخشخشة الصدر وبحة الصوت وتبين أن الخلل سببه ضيق نتيجة تشوه خلقي بالقصبة الهوائية من خارج إلي داخل القفص الصدري‏,‏ واجتمعت بسببه الأصوات الثلاثة في مريض واحد‏,‏ وتأكد ذلك بالأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد ومنظار الشعب الهوائية‏,‏ وتم إصلاح هذا التشوه في المركز الطبي العالمي علي يد خبير مصري‏,‏ وبعدها اختفت هذه الأصوات تماما‏.‏

ويشير الدكتور طارق محفوظ أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب أسيوط إلي تغير النظرة الشاملة للسدة الرئوية المزمنة من كونها مرضا يصيب الشعب الهوائية والرئتين فقط إلي اعتباره جزءا من منظومة متكاملة من التغيرات المناعية التي تصيب أجزاء مختلفة من الجسم يطرأ عليها تغيرات وتشارك جميعها في معاناة المرض‏,‏ فمثلا السبب الرئيسي للوفاة في السدة الرئوية هو المضاعفات التي تحدث في القلب وتشمل الذبحات الصدرية وجلطات القلب والرئة وارتفاع ضغط الدم الشرياني واضطراب ضربات القلب والتهابات الأوعية الدموية الطرفية‏,‏ لذلك تغير الدور العلاجي للسدة الرئوية بتنامي دور الكورتيزون المستنشق‏,‏ وتعدي كونه عقارا للحد من النوبات الحادة التي تصيب المريض إلي الحد من المضاعفات القلبية التي تحدث في أنسجة الشعب الهوائية والتي تتحول إلي سرطانات رئوية‏.‏