خبر حكومة خطيرة -هآرتس

الساعة 10:14 ص|15 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

رئيس وزراء اسرائيل، اعتقد على ما يبدو ان بوسعه ان يدير مفاوضات مزدوجة القنوات فيخلق بذلك واقعا يتناسب والائتلاف: تبني شعار "دولتين للشعبين"، ولكن تخريب قدرة الفلسطينيين على اقامة دولتهم؛ عناق نائب الرئيس الامريكي جو بايدن وفي نفس الوقت توجيه اصبع وسطى في وجه الادارة الامريكية؛ الطلب من الادارة اعادة محمود عباس الى طاولة المفاوضات وزرع مسامير في الكرسي الذي يجلس عليه. وحسب بياناته وبيانات مقربيه، الان ايضا، حين تتجه الانظار الامريكية اليه ولاسرائيل يؤمن نتنياهو بان هذا مجرد "سوء فهم"، وان طلب الاعتذار، او لجنة فحص، سيكفر عن كل خطيئة.

        تفضيل الخطابية اللامعة على السياسة، والغمزة على الاستراتيجية، تعرض للخطر وجود دولة اسرائيل مثلما يفعل ايضا مسار الصدام مع واشنطن الذي رفع نتنياهو الدولة اليه. لا يمكن تقسيم الدعم الامريكي لاسرائيل الى بنود فرعية مثل التجند ضد التهديد الايراني او المساعدة الاقتصادية والعسكرية. كل هذه حيوية بحد ذاتها لبقاء الدولة، ولكنها فرعية بالقياس الى العامود الفقري الذي تستند اليه ثقافة الدعم الامريكية، حكومة وشعبا على حد سواء، لاسرائيل. من الافضل ان يزاح منذ الان عن الطريق خطأ شائعا: اسرائيل ليست الذخر الاستراتيجي للولايات المتحدة، الولايات المتحدة هي مصدر القوة الاسرائيلية وثمة واجب في كبح جماح الجنون الذي يهدد بتحطيم العلاقة بين الدولتين.

        الادارة الامريكية لا تغير سياستها بحركات حادة. وهي تشبه أكثر الجبل الجليدي الضخم الذي يتحرك ببطء. بحيث يصعب الملاحظة بانه بات يوجد في موقع جديد. واشنطن، بصفتها الصديق الافضل لاسرائيل، تطلق اشارات الاخطار الموجهة ليس فقط ضد سياسة نتنياهو او البناء في المناطق وفي القدس بل وتحذر من الخطر الجسيم الاكثر تهديدا: المس بالدعم الامريكي لاسرائيل.

        حكومة اسرائيل ونتنياهو على رأسها يتبينان الان بانهما خطر استراتيجي. من الحيوي منعه من خلال تبني سياسة علنية ومسؤولة، في اطارها يتم الاعلان عن النية للانسحاب من المناطق، التجميد التام للبناء في الضفة وفي شرقي القدس وتحديد موعد نهائي لانهاء المفاوضات.