خبر حسن شقورة.. الشاب الذي لم يختلف عليه أحد..!

الساعة 10:11 ص|15 مارس 2010

حسن شقورة.. الشاب الذي لم يختلف عليه أحد..!

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

في الخامس عشر من شهر مارس/ آذار 2008 كان حسن شقورة جالساً في إحدى غرف إذاعة صوت القدس التي تبث أثيرها من غزة، يرسم ابتسامة جميلة على ثغره يضحك وينشد الأناشيد بصوته الذي اعتاد زملائه على حيويته.. وبعد ساعة من الوقت كان حسن على موعد مع ابتسامته الأخيرة.. وفرحته المنشودة.

 

فلم يكن يعلم "حسن" أن ضحكاته هي فرحةً بلقاء ربه المرتقب بعد حين من الوقت، وكأنه كان ينتظر الحدث الذي عمل من أجله سنوات من المقاومة والجد والاجتهاد والمثابرة في صفوف حركة الجهاد الإسلامي.

 

وفي هذا اليوم يستذكر زميله الصحفي أكرم دلول:" كان حسن يومها فرحاً ويضحك وينشد الأناشيد بشكل ليس طبيعياً، وقد سألته مراراً عن سبب حالة فرحه فيقول لا شئ، وبعد ساعة من ذلك سمعنا خبر استشهاده فعرفت لماذا كان فرحاً".

 

وأشار دلول، إلى أن حسن كان يتميز بصمته الهادئ، وابتسامته التي كانت دائماً مرسومة على شفتيه، وكان قليل التحدث عن سبل مقاومته، وعمله في الجهاد، الأمر الذي يعد مميزاً لكل المقاومين الناجحين.

 

وعن خسارة الإذاعة لـ"حسن"، أوضح دلول أن الإذاعة خسرت أحد فرسانها ومسؤولاً عن التصميم  لعدد من المواقع وهي موقع إذاعة القدس، ووكالة فلسطين اليوم الإخبارية، والأسرى للدراسات، وكان يعد دينامو الإذاعة.

 

صديقه المقرب وزميله كمال أبو ناصر من الإذاعة، لم يكف الحديث عن الشهيد حسن، مستذكراً مواقف جمة بـ"حسن"، ولكنه يذكر دوماً حديث الشهيد عن علاقته بزوجته أمل الحجار، حيث كان دائم القلق على مستقبلهما في ظل الحياة الجهادية التي يعيشها، وحرصه على علاقة أهله بزوجته، وسبل إسعاد الجميع من حوله.

 

وأضاف أبو ناصر، أن الشهيد تميز بطيبة قلبه الكبيرة، وخدمته الدائمة للآخرين، وتحمل المشاكل التي كانت تواجهه دون أن يفصح عنها، مشيراً إلى أن الشهيد كان منذ صغره طفل برئ وجميل ولماح ويحب تعلم كل شئ.

 

وقد استذكر أبو ناصر، أنه كان يدرِِب الشهيد حسن الكراتيه، حيث كان يواظب على مسجد القسام الذي استلهم الشهيد منه الكثير الأمر الذي أنضج فيه شخصية جهادية ومقاوم كان يعمل من أجل الله والوطن.

 

وقد أكد أبو ناصر، أن الشهيد حسن كان مختلفاً عن باقي جيله، وكان الاعتماد عليه كبير، حيث كان يخطط ويصمم ويعمل في قلب الميدان، بيد أن أخلاقه الحميدة جعلت من حب الآخرين له مايتميز به.

 

وعن خسارة حسن، شدد أبو ناصر، أن الأمة فقدت كثيراً باستشهاد حسن، قائلاً:" إذا كان الشهيد حسن كان يجب أن يعمل فيجب أن يكون مقاوماً في التصميم"، مشيراً في هذا الصدد إلى ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

 

أما زميله رمزي العديني، فيؤكد أن الشهيد حسن ترك أثراً طيباً بين جميع من عرفوه، وقد كانت سيرته شرفاً لعائلته وذويه، حيث تميز بحب الآخرين الكبير له، وهذا مايجمع عليه الجميع.

 

أما فيما يتعلق بتكريم الشهيد حسن، فقد أجمع زملائه على أن الشهيد حسن شخصية مميزة تعجز الكلمات عن وصفه، ويستحق الكثير، حتى وإن كان زملائه يفعلون كل مايمكنهم فعله فلن يعطوه حقه.

 

لقد ارتقى "حسن" شهيداً ولكن بقيت روحه معلقه بين محبيه، ذكره العطرة تفوح في المكان، وسيرته لا تنته على لسان من عملوا معه، ليجمعوا أنه رجل بمعنى الكلمة، لا يختلف عليه أحد، فاجتمعوا على حبه وابتعد عنهم وبقى حبهم له.