خبر نجم الروك « نتنياهو »- يديعوت

الساعة 10:05 ص|15 مارس 2010

بقلم: ناحوم برنياع

عندما سيصل بنيامين نتنياهو الى مؤتمر اللوبي اليهودي في واشنطن الاسبوع القادم، سيستقبل بحماسة هائلة. فالجمهور سيقف على قدميه وسيصفق له تصفيقا عاصفا. الشباب سيطلقون هتافات التشجيع. ولكنهم لن يهدأوا الا بعد أن يطلب الرئيس الهدوء مرة اخرى. رئيس وزراء اسرائيل سيشعر بانه مثل نجم الروك، مثل المحتل.

الاكثر صخبا بين الجميع سيكونون الفتيان بالقبعات المحبوكة، من سليلي العائلات الارثوذكسية. واكثر العناقات حرارة سيتلقاها نتنياهو من الاثرياء على المنصة، معظمهم من المتبرعين الكبار للحزب الجمهور. المواجهة بين نتنياهو وادارة اوباما هي لحظتهم الجميلة. مواجهة اسرائيل مع اوباما هي شهادة دخولهم الى العالم الاخر لامريكا الجمهورية.

اللحظة ستكون مسكرة، ولعلها ايضا كاذبة. للحظة سينسى رئيس وزراء اسرائيل من أين أتى ومصلحة من يمثل. بعد ذلك تأتي الصحوة.

اسرائيل تفقد الجناح الليبرالي في الطائفة اليهودية في امريكا. هذه مسيرة لم تبدأ مع نتنياهو، ليبرمان أو ايلي يشاي. اسبابها عديدة وليست جميعها مرتبطة بسياسة حكومات اسرائيل او بالاحتلال. الكثيرون في هذا الجناح يبتعدون عن كل التزام يهودي، وليس فقط الالتزام باسرائيل.

ولكن خلافا لاسرائيل، فان الليبراليين، ممن يمكن ان نسميهم بالتعابير الاسرائيلية اليسار المعتدل، هم اغلبية مطلقة بين الجمهور اليهودي. لديهم تأثير حاسم على الحزب الديمقراطي الذي يوجد في هذه اللحظة في الحكم في البيت الابيض وفي الكونغرس على حد سواء.

نتنياهو يمكنه أن يتباهى قدر ما يشاء بعطف اليمين اليهودي، أما الحقائق السياسية فلا يمكنه أن يغيرها: اوباما سيجلس في البيت الابيض لثلاث سنوات اخرى على الاقل، مع عصبة من الليبراليين حوله، بعضهم يهود. التصفيق العاصف الذي سيستقبل به نتنياهو في مؤتمر ايباك لن يجديه في اتصالات المستقبلية مع البيت الابيض. بل ان من شأنه أن يخرب عليه. هذا بالضبط ما حصل لنتنياهو في الولايات المتحدة، حيال بيل كلينتون وعصبة الليبراليين حوله.

وعليه، فكان يجمل بنتنياهو لو أنه وجد حجة جيدة وبقي في البيت. وحتى اقوال مفهومة من تلقاء ذاتها، ممجوجة حتى التعب، عن وحدة القدس ستستقبل في المعسكر الليبرالي في واشنطن كعمل استفزازي، غرس سكين في ظهر الرئيس في لحظة اختبار.

يهود امريكيون، استثمروا سنوات من حياتهم في العمل من أجل اسرائيل يتحدثون بألم عن التعب من اسرائيل ومن الشرق الاوسط بأسره. احيانا التعب يأتي من ابنائهم: الابناء يصعب عليهم أن يفهموا لماذا يكرس اباؤهم هذا القدر الكبير من الجهود لدولة نائبة في الشرق الاوسط لا يمكنها بعد 62 سنة من أن تحل مشاكلها بنفسها.

من ناحية 90 في المائة من الاسرائيليين رمات شلومو مثلها مثل تل ابيب. من ناحية باقي العالم رمات شلومو مثلها مثل رام الله. لقلائل فقط توجد القوة للتعمق في التفاصيل لفهم الفارق بين الشيخ جراح وجيلو، بين سلوان وبسغات زئيف. والنتيجة هي شرخ. اذا كان كاتب رأي مثل توم فريدمان، محبته وصلته باسرائيل لا حاجة لهما الى الادلة، يصف رئيس وزراء اسرائيل كسائق سكير يحتاج الى الاشفاء فلدينا مشكلة. فريدمان هو الناطق الاكثر اصالة بلسان اصدقاء اسرائيل في المعسكر الليبرالي في امريكا.

نتنياهو ليس سائقا سكيرا. الاصح هو ان نشبهه كواحد من اولئك السواقين العجائز الذين يسافرون على مسارين خشية أن يقعوا في خطأ، يثيرون جنون السواقين الذين يمتدون وراءهم في الطابور ويقعون في حوادث طرق. عندما يضرب غمازه الى اليسار يتجه يمينا. عندما يتجه غمازه الى اليمين تجده يواصل الى الامام في الطريق. وبدلا من أن يحظى بالتصفيق في واشنطن لعل من المجدي له ان يخضع لدورة سياقة مانعة في القدس.