خبر انقض برقه -معاريف

الساعة 09:59 ص|15 مارس 2010

انقض برقه -معاريف

بقلم: شموئيل روزنر

 (المضمون: الرئيس اوباما في أزمة سياسية ويبدو له ان نتنياهو يستغل هذه الحقيقة اكثر من اللازم - المصدر).

مرت سنتان ونصف سنة، في الحصيلة العامة، منذ سمعت هيلاري كلينتون تقول ما يلي: "أنا أومن بحق اسرائيل بالوجود في أمن كدولة يهودية، مع حدود قابلة للدفاع عنها والقدس غير المقسمة عاصمتها". ليست فلتة لسان، ولا خطأ في مقابلة عارضة. هذا ما كتب في ورقة الموقف الرسمي للمرشحة للرئاسة كلينتون التي هي اليوم وزيرة الخارجية. وكذلك قال براك اوباما في خطبة رسمية في حزيران 2008 بعد ذلك بأقل من سنتين: "ستظل القدس عاصمة اسرائيل ويجب ان تظل غير مقسمة". تلقى غير قليل من النقد على أثر هذا التصريح. اضطر الى التعوج وابداء الذكاء. كما اضطر رئيس الحكومة بننيامين نتنياهو الى التعوج الان بالضبط. أرسل مستشارو أوباما لبيان أنه "قصد في الحصيلة العامة حرفيا بأنه لا يؤمن أنه يجب ان يوجد جدار أسلاك يقسم القدس".

        وعد أوباما بالقدس غير  المقسمة نوابا هاتفين في مؤتمر جماعة الضغط اليهودية الايبك، في الصباح الذي تلا فوزه السياسي الاكبر على كلينتون. في الاسبوع القادم سيعود اولئك النواب الى واشنطن، الى مؤتمر 2010، للكلام على الازمة في العلاقات بين الدولتين. وسيكون من المثير للعناية أن نرى كيف سيستقبلون المتحدث الرئيس الذي أرسلته الادارة الى هذا المؤتمر، اي هيلاري كلينتون. من استقبلت قبل سنتين بحرارة وبحب يحتفظ به للخاسرين وبخيبة أمل لانها خسرت لاوباما. كان كلينتون المرشحة التي يفضلها اكثر اليهود الذين يقع تأييد اسرائيل عندهم في مكان عال من سلم افضلياتهم. من لم تترك ولايتها وزارة الخارجية حتى الان وسما يستحق الذكر في أي مجال تناولته. ومن اختارت ان تقوم في نهاية الاسبوع الاخير على رأس معسكر موجهي الضربات الى نتنياهو.

        لم يكن يحل التصديق عندما وعدت بقدس غير مقسمة. كانت كلينتون آنذاك في ذروة منافسة سياسية، وكان جوهر اهتمامها ضمان تأييد اشياع اسرائيل – لا أن تصدر برنامجا سياسيا ذا فعل. والان ايضا لا  يوجد سبب لتصديقها. ان الصفعة التي وجهتها الى رئيس الحكومة ايضا هي اجراء لا يوجد من ورائه فهم سياسي بل تأليف بين عدم مشايعة نتنياهو منذ التسعينيات،  وغريزة انتقام من حكومته، وتعبير عن غير قليل من صراعات القوة داخل الادارة في اطار المعركة بين "فريق وزارة الخاجية" (كلينتون)، و "فريق المبعوث الخاص" (جورج ميشتل)، و "فريق البيت الابيض" (دينيس روس)، على الهيمنة على المسيرة السياسية في الشرق الاوسط. ان أناس كلينتون يستخفون بميتشل، وأناس ميتشل يعيبون على روس، وعلى كلينتون احيانا، ويجلس في البيت الابيض رئيس محاصر.

        كل شيء يبدأ وينتهي بذلك. يبدو لاوباما كما بدا لبيل كلينتون في  منتصف التسعينيات ان نتنياهو لا يدرك "من هنا القوة العظمى" – أي امريكا. وكما فعل كلينتون بفيه، يوجد حول أوباما من سمى نتنياهو "ابن الزانية هذا". في الحقيقة ان الرئيس الامريكي أجاز الاتفاق الذي توصلت اليه الادارتان في أواخر الصيف – تجميد مؤقت للبناء لا يشتمل على شرقي القدس. لكنها كانت اجازة عن الخضوع لا عن الحب. أدخل في أذن أوباما اشاعة ان وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، الذي أظهر تشددا مع حكومة اسحاق شامير اليمينية، يعتقد أن أداءه متوسط. قال بيكر في مقابلة خاصة إن نتنياهو "يستطيع ان يشم الضعف من هذا النوع على مبعدة ألف ميل". ولا يريد أوباما كلما ضعف ان يبدو كذلك في علاقته بنتنياهو.

على ذلك يمكن أن نلخص باختصار العلاقات بين الحكومتين في الماضي والحاضر والمستقبل. فبعد بداية عرجاء، ومتابعة واهية، ومحاولة تقويم وتصحيح، توجد أزمة مرة اخرى. بالنسبة لحكومة نتنياهو انقض البيبي، أما ادارة اوباما فنقض برقها. كتب النبوءة المتفائلة للسنين القادمة في نهاية الاسبوع من كان مستشار شؤون الشرق الاوسط لجورج بوش، نائب مستشار الامن القومي السابق إليوت ابرامز: "الزمن والانتخابات (في تشرين الثاني القريب) سيحلان المشكلة. يوجد لاسرائيل درجة تأييد أعلى (في الولايات المتحدة) مما للرئيس اوباما". لكن يمكن اقتراح نبوءة أقل حسنا ايضا وهي انه ما ظل هذان الاثنان يليان عملهما فستظل الازمة المقبلة قريبة دائما. يحسن البدء في التعود.