خبر صرخة نسوية لإنهاء الانقسام وكسر الحصار.. فهل من مجيب؟

الساعة 07:25 ص|15 مارس 2010

صرخة نسوية لإنهاء الانقسام وكسر الحصار.. فهل من مجيب؟

فلسطين اليوم- غزة

عقد اليوم مشروع دعم وتأهيل المرأة بغزة التابع لبرنامج غزة للصحة النفسية بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي ورشة عمل بعنوان صرخة نسوية لإنهاء الانقسام وكسر الحصار" بحضور كبير من النساء وممثلي المؤسسات النسوية والشخصيات والمهتمين، وذلك في قاعة فندق الكوميدور بغزة.

 

وكانت الورشة بدأت بكلمة نعيمة الرواغ مديرة مشروع دعم المرأة وتأهيل المرأة التابع لبرنامج غزة للصحة النفسية التى عرفت فيها المشروع من حيث أهدافه ومايقدمه للمجتمع الفلسطينى بشكل عام والأسرة بشكل خاص وخاصة المرأة وذلك فى اطار حماية وتقوية النساء ضد العنف والعنف الاسرى .

 

وتحدثت الرواغ عن الخدمات التى يقدمها المشروع فى التدريب المهنى والتوعية المجتمعية وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية والقانونية , وكذلك العمل على تحسين وعى المجتمع وتحسين قدراته , والتدخل فى المدارس من خلال التدريب والتدخل النفسى , مستعرضة انجازات المشروع خلال فتره عمله السابقة , سيما خلال عام 2009 .

 

ومن جهتها قدمت المدير التنفيذى لاتحاد لجان المرأة تغريد جمعه ورقة عمل بعنوان ( الانقسام والحصار وأثاره على المرأة من وجهه نظر نسوية ) أوضحت فيها أن الحصار أدى إلى إغلاق نحو 95 % من المنشات وساهمت فى رفع معدلات البطالة إلى نسبة 75% ومعدلات الفقر إلى 85 % مشيرة إلى ان نحو 90% من المواطنين فى غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية .

 

وأوضحت جمعه أن الحصار أثر على المرأة الفلسطينية من حيث الوضع النفسي فهي فقدت أمانها النفسي والاجتماعى والغذائى , كما أثر الحصار والانقسام على المرأة فحسب بل طال على ماهو فلسطينى ولكن كون النساء فى أي مجتمع هى الحلقة الأضعف دائما والأشد تأثيراً فى جميع الأحداث التى يتعرض لها المجتمع سواء كانت أحداث داخلية أو خارجية , مبينة أ، نتيجة للوضع القائم أصبحت المرأة تقوم بأدوار إضافية لم تكن تقوم بها من قبل فى ظل الحصار فاضطرت إلى القيام بأى عمل بسبب تحملها مسؤولية الأسرة وعجز الرجل عن تقديم الاحتياجات الأساسية للأسرة.

وبدوره تحدث ممثل وزاره الصحة في غزة مدحت عباس فى ورقة عمل بعنوان ( أثر الانقسام والحصار على الوضع الصحي ) عن وجود أربعة مشاريع لتوسيع وبناء مستشفيات جديدة تتضمن أقسام الجراحة والعناية المركزة بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 6,15 مليون دولار.

 

وأوضح، أن هذه المشاريع علقت بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع , كما أن هناك مشاكل كثيرة نتجت عن الحصار والانقسام تمثلت فى عدم وجود وقطع غيار لبعض الأجهزة الطبية وتعطل بعض مولدات الأوكسجين وبعض مكيفات الهواء فى المستشفيات بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء , كما قلصت جلسات غسيل الكلى للمرضى المصابين بالفشل الكلوي.

 

وتطرق عباس إلى أثر الانقسام على الوضع الصحي قائلاً: إن عدد المستنكفين عن العمل نتيجة الانقسام بلغ 1972 موظفاً وأن المرضى نتيجة لذلك يتركوا فى المستشفيات دون علاج , وبالتالي تم الاعتماد على العديد من المتطوعين كما تم ازدواجية فى إدارة أمور الموظفين والتسيب بمشاكل إدارية بسبب الازدواجية فى وضع الإجازات وحرمان أبناء غزة من التمثيل الرسمى للعديد من المؤتمرات .

 

وفى الجلسة الثانية تحدث الباحث التنموى تيسير محيسن عن الانقسام والحصار وتأثيره على الوضع الاقتصادى قائلا ان تأثير الأول للانقسام حال دون قدرة الفلسطينى على تحدى المخاطر الممحدقة به , وهذا ينطبق على المسألة الاقتصادية حيث أصبح من غير المعروف أن الاقتصاد الفلسطينى يحتاج فى غزة ان كان اقتصادا مقاوما أو اقتصاد انفاق أو اقتصاد طبيعى فى ظل هدر الموارد وعدم وجود ثروات طبيعيه باستثناء رأس المال البشرى

 

وأكد محيسن أن من تضرر من هذا الانقسام والحصار هو الإنسان الفلسطينى الذى استنفذت قدرته على الصمود، قائلاً:"لعدم وجود قانون اقتصادى يحكم السلوك العام الفلسطينى فى غزة نزلنا إلى اقتصاد ما تحت الأرض إلا وهو اقتصاد الأنفاق الذى أردناه أن يكون اقتصاداً مقاوماً فتحول إلى اقتصاد أسود أبرز أثرياء للحرب مازاد من حدة الفقر والتهميش الاجتماعى.

 

وأنهى حديثه بالقول:"يبدو أن حكومة غزة رفعت شعاراً يقول بلديه لكل مواطن أي أنه فى ظل هذا الوضع الغير مستقر مطلوب من كل مواطن أن يحفر بئر للمياه للتغلب على أزمة المياه, وأن يشترى مولداً كهربائياً للتغلب على انقطاع التيار الكهربائي المتكرر, كما تطرق إلى اقتصاد الكابونة التى أصبحت شكل من أشكال العلاقة بين الناس وأطر ما فيها أنها لا تعزز القيم الإنسانية .

 

ومن جانبها استعرضت الأخصائية الاجتماعية فى مشروع المرأة جواهر بركات ورقة عمل بعنوان ( الانقسام والحصار  وتأثيره على الأوضاع النفسية والاجتماعية للمرأة) ذاكره فيها أن المرأة الفلسطينية ضربت نموذجا رائعا للصمود والتحدي فى مواجهه التحديات والصعوبات التى يواجهها الشعب الفلسطينى وخاصة تداعيات الحصار وتأثيراته على الوضع الاقتصادى والاجتماعى والصحى والبدنى والتعليمى , حيث فاقم الحصار من الوضع المعيشى للنساء فى قطاع غزة وحرم الكثير منهن من التمتع بحقوقهن فى التعليم والعمل والسكن المناسب.

 

وأضافت، أن المرأة باتت المرأة فى مقدمة ضحايا الحصار وتداعياته وبينت بركات أن من أثار الحصار السلبية, وقد أدى إلى حدة الطبع وسرعه الغضب فى السلوك والتصرفات , وضعف الثقة بالنفس التي ينتج عنها عدم احترام الذات وهذه الظاهرة تنذر بالحرمان من الطمأنينة ويقلل من فرص النجاح بالحياة كما أدى إلى الخمول وقلة النشاط والشعور باليأس وازدحام الأفكار وكثرة النسيان , والتوتر والقلق والشعور بالهم والحزن والخوف من المستقبل, والحقد على الآخرين والانطواء والعزلة , وتنامى روح الانتقام.