خبر أمريكا وإسرائيل والعرب.. أيمن خالد

الساعة 08:39 م|14 مارس 2010

 أمريكا وإسرائيل والعرب .. أيمن خالد

 الاعلام العربي الغبي او المرتبط، سيان، جل اهتمامه بان هناك خلافا بين امريكا واسرائيل، وبالطبع فالكلام عن خلاف يوشك ان يصل بنا الى ان نتوقع قيام الأساطيل الامريكية لضرب اسرائيل التي خرجت عن ارادة امريكا في مسالة الاعلان عن بناء مئات المستوطنات، فيما ان كل المسألة مجرد إعلان، فالاستيطان ماض سواء اعلن الكيان ام لم يعلن.

 واضح تماما ان الاعلام العربي يسير بخطى حثيثة ستصل في النهاية الى ترميم فكرة التسوية الامريكية واعادة طرحها من جديد، واخراج امريكا بثوب قريب للعرب، نزيه بما فيه الكفاية وخاصم إسرائيل بشأن موضوع الاستيطان، وكأن قضية فلسطين كلها تم اختزالها ب1600 وحدة سكنية، بينما الاحتلال هو الاحتلال بكل تفاصيل الجريمة اليومية التي تسير في كل مكان في الضفة وغيرها.

 الخلاف الامريكي الاسرائيلي هو بمثابة غضب السيد من الكلب، الذي يسير وراءه لان هذا الكلب اقتنص صيدا دون اذن سيده، فالمسألة بالنسبة لامريكا، ان الرؤية الإستراتيجية تقوم على اساس الخلاص من الملف الافغاني والتحول الى الملف الايراني، وترى امريكا ان افضل حل هو تجميد ملف الشرق الاوسط، الذي اوكلت للزعماء العرب به، وكان ذلك التجميد من خلال اعلان مفاوضات غير مباشرة، بمعنى ان امريكا ارادت من العرب تجميد الملف بحدود عباس ونتن ياهو ويعني ذلك استمرار تقزيم القضية وبقاء اسرائيل تمارس ما تقوم به بصمت وهو الاستيطان والتهويد.

 فهي اربعة اشهر حرام على المقاومة حلال للكيان الصهيوني بان يمرح بدون ضجيج غير ان ضجيج الصهاينة الاخير تدرك امريكا ان يحرج الانظمة العربية ويصنع من القمة القادمة موعدا للصراخ من اجل الأقصى والقدس وهو موعد تريده امريكا ان يمر بسلام وان يحمل في طياته افاق التسوية وليكون اتفاق العرب في القاهرة على استمرار المفاوضات بمثابة مقدمة لاعلان عربي او تأييد صامت او أي شيء يبقى الوضع كما هو على الطاولة بلا حراك.

 الغباء في الإعلام العربي انه يتعامل مع القضية الفلسطينية بحيادية، ويفصل بين البرنامج الأمريكي والصهيوني بل ويكتشف في لحظة معينة ان أمريكا تختلف مع اسرائيل بما يعني ان مصلحة الاختلاف تخدم مصالح العرب.

 لا يوجد ادنى شك ان مصالح امريكا لا تلتقي مع مصالح العرب، وغضب امريكا من اسرائيل لا يصل درجة الغضب الحقيقي الذي يمكن ان يتم بناء مواقف عليه، وانما كل ذلك فيما بعد يتم استثماره في خدمة الكيان الصهيوني نفسه وهو بناء نظري لا قيمة له لا يغير في السياسة الامريكية شيئا التي ترى في الكيان الصهيوني الشريك الاول والاوحد لها لان احدا لا يمكنه ان يكون مثل هذا الكيان الذي لا يستطيع الا ان يكون بما هو عليه   الان.

   اظن ان الساسة العرب سيحاولون ايضا ايهام الشعوب العربية ان الدنيا تغيرت، وسننتظر توضيحات للموقف الامريكي ليس من الامريكان انفسهم ولكن من زعامات عربية عديدة وظيفتهم ان يساندوا الاعلام العربي بالتصريح ان امريكا تغيرت وان العرب انتصروا وحققوا هدفا مهما.

 بعض العرب وأمريكا وإسرائيل بعضهم  من بعض وجل هدفهم رأس المقاومة.