خبر أزمة بايدن..يديعوت

الساعة 10:02 ص|14 مارس 2010

بقلم: عمانويل روزين

عند الاستماع الى انفجار الغضب الامريكي على رئيس الوزراء نتنياهو يمكن فقط السخرية من تبجح بعض الاشخاص هنا على الاملاء للسادة والسيدات في واشنطن سياسة الرد والعقوبات تجاه ايران. الى جانب الامكانية في أن تكون حادثة زيارة بايدن خربت امكانية استئناف المسيرة السلمية، فانها ايضا وضعت اسرائيل في مكانها الطبيعي، الصغير والمحصور، في القدرة على أن تقرر حقا اذا ما، كيف ومتى سيعمل العالم ضد التهديد من طهران.

الدرس السريع لنتنياهو، في أن يُنَصّب موظفا من جهته في اللجنة اللوائية التي تقر البناء في القدس، هو في افضل الاحوال يثير الشفقة. فالمشكلة ليست انعدام اللطف او سوء الفهم اللحظي. المشكلة هي أنهم في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية لا يصدقوننا، بل ولا يريدون جدا ان يروا في اسرائيل الشريك الحميم والمفضل مثلما كانت على مدى سنوات طويلة. دفعة واحدة اعادتنا الحادثة الى العهود الاولى لاوباما في منصبه – كلهم أبناؤه، كلهم متساوون امام القانون، يهودا وعربا، بيبي وابو مازن.

الهجوم الامريكي على نتنياهو كان هذه المرة فظا وعديم كل الملاطفات الدبلوماسية. الناطق بلسان الخارجية الامريكية لم ينسى بان يذكر في استعراضه حقيقة ان الامريكيين يتوقعون ممن يتلقى منهم مساعدة سخية جدا ان يتصرفوا بموجب ذلك. كان هذا فظا ومهينا. ولكنه كان ايضا أصيلا. تعبير حقيقي على المزاج السائد في الادارة الامريكية التي لا يوجد فيها الاستلطاف الاساسي الذي كان لكلينتون، وبالتأكيد ليس السياسة المناهضة للاسلام التي املاها جورج بوش.

السؤال هو بالطبع اذا كان نتنياهو يريد ويستطيع ان يعيد علاقاتنا مع امريكا الى المكان الذي تكون فيه حتى في اثناء ازمة الحياة الزوجية، مستقرة ومحترمة. الوضع الحالي الذي يصبح فيه الجبان وعديم العمود الفقري ابو مازن الرجل الذي تفضله امريكا هو وضع غريب. ينبغي لنتنياهو ان يرمم المصداقية وان يعود الى المسار الذي تكون فيه الخلافات واضحة ولكن ان يكون واضحا ايضا ان اسرائيل هي دولة مسؤولية وطبيعية. ومن أجل هذا لا يحتاج هو الى موظف في اللجنة اللوائية لبلدية القدس، من اجل هذا يحتاج هو لان يكون رئيس وزراء.

يمكن، بالتالي، الهدوء في هذه الاثناء من محاولة الاملاء على الولايات المتحدة أين تهاجم ايران. توجد عدة مواضيع اكثر الحاحا على جدول الاعمال الاسرائيلي – الامريكي قبل أن نعود الى ايهام انفسنا في أن احدا ما على الاطلاق يحصينا في جملة الاعتبارات للقرار الاكثر حساسية والاكثير مصيرية في السياسة الخارجية الامريكية والعالم بأسره.

في اثناء زيارة بايدن نجح نتنياهو في أن يحطم ليس فقط منظومة الثقة بينه وبين اوباما، بل وايضا الهدية التي اعدها لنائبه. لم يسبق أن كانت هناك هدية كهذه، من ذاك النوع الذي تعطى هنا لضيوف الحكومة من الخارج، مثل هذا القدر من الرمزية – وبالاساس عند تحطمها. نتنياهو خرج من موضوع الهدية بكياسة مبتسمة. اما من صرخات هيلاري كلينتون فكان صعبا أكثر قليلا عليه انقاذ نفسه. والان لا بد سيقولون عنه ان امرأة شقراء واحدة تسيطر على قراراته هنا في البلاد، واخرى من الولايات المتحدة تتصرف نحوه مثل تلميذ موضع توبيخ.

ليس لطيفا، بل فظيع. وبالاساس يحتاج الى اصلاح عاجل.