خبر ثمن الاستيطان..هآرتس

الساعة 10:01 ص|14 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو قاد اسرائيل الى أزمة خطيرة في علاقاتها مع الولايات المتحدة،  والى انهيار محادثات السلام مع الفلسطينيين عشية استئنافها. في ختام سنة من ولايته يتبين ان سياسة حكومته، التي وضعت في رأس اهتمامها اسكان شرقي القدس باليهود، تؤدي الى تشديد العزلة الدولية لاسرائيل وتعرض للخطر مصالح أمنية حيوية باسم ايديولوجيا يمينية متطرفة.

بدأت الأزمة مع اهانة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ببيان حول اقرار الخطة لبناء 1600 شقة جديدة في حي رمات شلومو، نشرت في ذروة زيارته الى اسرائيل. وقدر نتنياهو بأن ترضي معاذيره على نمط "لم أعرف، الموظفون افشلوني ومن الان فصاعدا سأشرف عليهم"، كي يغفر بايدن المس بكرامته وكرامة الولايات المتحدة. وأمل نتنياهو بأن تكون الازمة انقضت، ولكن تقديره كان منقطعا عن الواقع، مثلما اوضحت له اول امس وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في حديث هاتفي طويل. بتوجيه من الرئيس براك اوباما، قالت كلينتون لنتنياهو، ان البيان عن البناء في رمات شلومو كان "اهانة" للولايات المتحدة، وطلبت منه ان يتخذ خطوات تجسد التزامه بالعلاقات الثنائية وبالمسيرة السلمية. وقد أعلن عن هذه الرسالة على الملأ.

للازمة يوجد سبب واحد: اصرار نتنياهو على مواصلة البناء في شرقي القدس، على اسكان اليهود في الاحياء العربية وسلب الفلسطينيين منازلهم في المدينة. هذا لا يتعلق "بالتوقيت"، بل بالجوهر: من يضرم النار في النقطة الاكثر حساسية للنزاع، رغم التحذيرات المتكررة والتجربة المريرة من الماضي، من شأنه ان يتورط. نتنياهو أوضح في افعاله بأن الدعم الامريكي لاسرائيل – الحيوي الان على نحو خاص في ضوء التهديدات من ايران – أهم له اقل من امكانية اسكان بضعة يهود في الشيخ جراح. وحتى لو كان خصوم نتنياهو في الادارة الامريكية استغلوا كبوته كي يحشروه في الزاوية، مثلما سيدعي بالتأكيد "مقربوه" فان سياسيا مجربا مثله كان يفترض به ان يحذر حذرا مضاعفا.

لقد اوضحت كلينتون لنتنياهو بأنه لا يمكن الاستيطان في شرقي القدس والتمتع بصداقة الولايات المتحدة. تذبذب نتنياهو بلغ منتهاه. كما انه بثمن المخاطرة الحزبية، عليه ان يختار المصلحة الوطنية وان يعمل على تعزيز الدعم الامريكي لاسرائيل.