خبر موسى: إسرائيل « سرقت » الفرصة التي أعطاها العرب لأميركا

الساعة 05:18 ص|14 مارس 2010

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن كل الدول العربية ستشارك في القمة العربية المقبلة، وبنوايا صادقة، لخدمة المصالح والملفات العربية، وقال ردا على سؤال بشأن العلاقة بين ليبيا ولبنان: «سأجيب عن هذا السؤال بعد عودتي من بيروت».

ومن المقرر أن يزور موسى العاصمة اللبنانية بيروت يوم الأربعاء المقبل، لبحث الأزمة بين ليبيا ولبنان.

وتحدث موسى في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن جملة من القضايا العربية، في مقدمتها مطلب الجزائر بتدوير منصب الأمين العام، مؤكدا أن «تدوير منصب الأمين العام غير مطروح على جدول أعمال القمة العربية»، وكشف عن أجندته ومفاوضاته طوال الأيام التي تسبق انعقاد القمة العربية، وشدد على أهمية الدور الأميركي في منع التدهور الحاصل في الأراضي الفلسطينية وقال إن إسرائيل «سرقت الفرصة التي أعطيناها لواشنطن وأهانت دولة عظمى». فإلى نص الحوار:

* كيف ترى القرار اللبناني بعدم مشاركة الرئيس في القمة العربية؟

- أفضل تأجيل الإجابة عن هذا السؤال إلى بعد زيارتي إلى لبنان، التي سأقوم بها خلال ساعات، ولكن كل الدول العربية ستشارك وبنية تطوير العمل العربي المشترك.

* ملف العلاقات العربية - العربية لديكم منذ قمة دمشق، هل من جديد؟

- هذا الملف مطروح على القمة والجميع ذاهب إلى القمة بنوايا معالجة هذا الموضوع.

* هل تدوير منصب الأمين العام مطروح على جدول أعمال القمة؟

- هذا الموضوع غير مطروح على جدول أعمال القمة.

* قبل أيام من انعقاد القمة العربية، ما هي أجندتكم؟

- سوف ألتقي رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة التي تزور الجامعة يوم 15 من الشهر الحالي، وسأجري معها مباحثات، ثم غذاء عمل ويمتد وجودها في الجامعة لإلقاء محاضرة عن السياسة الأوروبية في الشرق الأوسط، خاصة في هذه الظروف، والموقف الأوروبي الذي يقترب من المواقف العربية، وقد تم دعوة شخصيات سياسية ودبلوماسية وإعلامية، وبعد ذلك سوف ألتقي السيناتور جورج ميتشل، لبحث ما حدث في القدس خلال الأيام الأخيرة، وكذلك لدي اتصالات مع الرئاسة الأوروبية، الممثلة في وزير خارجية إسبانيا والدولة المضيفة للمجموعة الرباعية (روسيا)، وكذلك مع أركان الدبلوماسية الأوروبية جورج ميتشل كما ذكرت، وأيضا مع وزير خارجية تركيا، وكل هذا من أجل مواجهة ممارسات إسرائيل ووقف الاستيطان في القدس، ويسبق ذلك كله زيارة إلى دولة قطر لترتيب انتقال رئاسة القمة من الدوحة إلى سرت.

* من خلال كل هذه الاتصالات، هل لمست تجاوبا كي تعلق إسرائيل قرار بناء المستوطنات؟

- حتى الآن ليس لدينا أكثر من إعلان إسرائيل أن توقيت بناء المستوطنات خطأ، وهذا كلام لا يسمع أو يفهم ولكننا نحيي المواقف الصريحة التي عبر عنها نائب رئيس الولايات المتحدة والسيناتور ميتشل وكلينتون وكل أوروبا، وكل هذا مرحب به ولكن أصبحت لا تكفي في ذاتها، ولا بد من التحرك نحو مواقف عملية أو نحو تحقيق نتائج عملية، لأنه من الصعب أن نجري مفاوضات والموقف الإسرائيلي يخرج القدس من التفاوض، وهى إجراءات أحادية الجانب تقوم بها إسرائيل في الوقت الذي ترفض فيه إعلان الدولة الفلسطينية، وإضافة إلى هذا لا يمكن إقامة دولة فلسطينية من دون العاصمة القدس الشرقية، ولا يمكن إقامة دولة فلسطينية إذا أخذت منها إسرائيل 30 في المائة من الأرض، ولذا قبلت المجموعة العربية الرجاء والطرح الأميركي بوقت للتفاوض عن قرب وأقره الاجتماع الوزاري في 2 مارس (آذار) لمدة 120 يوما على أساس أن هناك تأكيدات بأن التفويض سوف يعطي حجة للوسيط الأميركي أن يصر على عدم اتخاذ إجراءات أحادية الجانب، وخاصة في موضوع الاستيطان والقدس.

* إذن، لديكم ضمانات أميركية بأن يجري التفاوض في أجواء أفضل، وليس في ظل بناء مستوطنات.

- لدينا تأكيدات وليس ضمانات بإجراء مفاوضات في أجواء أفضل وإذا بإسرائيل تعلن في اليوم الأول عن بناء 112 وحدة استيطانية في وجود ميتشل، ثم 1600 وحدة أخرى في وجود نائب الرئيس الأميركي بايدن، وهذه إهانات إسرائيلية موجهة إلى الدولة العظمى، وبالنسبة إلينا نعتبره تغييرا في الأرض، وهو أخطر من الإهانة التي تجعل من الصعب جدا إقامة الدولة الفلسطينية وتطرح نوايا لا تتمشى مع المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، ولذا فنحن في انتظار نتيجة الاتصالات والجهود مع الولايات المتحدة، وكلنا يرى أن الولايات المتحدة لها دور كبير جدا وليس كما يرى أو يكتب البعض أن واشنطن لا يمكن الاعتماد عليها، وأرى أن أميركا لها دور كبير ورئيسي ومهم جدا والاجتزاء في الاقتباس أعتبره خطأ، ولذا أرى أهمية الاستمرار في إقناع أميركا وأوروبا، لأن دورهما رئيسي في وقف التدهور الذي يحدث في الأراضي المحتلة لتمكين أي جهود سلام من التحرك للأمام. وفي الحقيقة، إن بيان العرب في 2 مارس أو حتى بيان الأمس (11 مارس)، كان غاية في الأهمية والموقف واضح جدا ومتسق وبه نوع من الخط الواحد الذي نسير فيه من دون أن نتراجع أو نتنازل أو نبعد عن السياسة والدبلوماسية الرصينة التي نحاول اتباعها بصرف النظر عن الانتقادات، لأننا نحن أيضا ننتقد الوضع، والجميع قال لا حاجة للتفاوض في ظل عدم تقدمه، وقد أكدنا على ذلك وقلنا إنه على الرغم من عدم الاقتناع بالتفاوض مع إسرائيل، فإننا نعطي الفرصة لـ120 يوما، ولكن إسرائيل سرقت الفرصة!.. المهم أن تعاد الأمور إلى ما كانت عليه حتى تسير هذه المفاوضات المطروحة، فعلى الأقل نرى شيئا ظهر في الأفق بشكل إيجابي.