خبر دولة المستوطنين" تصعـد حربها في الضفة

الساعة 05:53 ص|13 مارس 2010

فلسطين اليوم- الأيام المحلية

ما أن وصل عزمي النجار وأشقاؤه الثلاثة إلى أرضهم قرب قرية جيت الواقعة بين نابلس وقلقيلية للعمل فيها، حتى اطل المستوطنون على صهوة جيادهم يحثونها على السير يهددون ويتوعدون من بعيد.

وعندما اقتربوا من حدود ارض عائلة النجار، التي تستغل يوم الجمعة للعمل فيها، والتي كان أبناؤها الثلاثة للتو انهمكوا بقياس مساحتها وقدموا من مدينة نابلس، حتى بدا المشهد أكثر وضوحا، فقد ظهرت الأسلحة والعصي والأدوات الحادة التي سرعان ما استخدمها المستوطنون ضد أفراد العائلة وبعض سكان القرية الذين هرعوا لنجدتهم، عندما شاهدوا نحو ثمانية مستوطنين يعتلون خيلا، وآخرين جاؤوا مشيا من بؤرة استيطانية مجاورة.

"مجرد أن دخلنا الأرض جاءوا كما فعلوا ذلك من قبل لطردنا من أرضنا التي لا يمر أسبوع دون أن نأتي إليها" قال عزمي النجار بينما كان هو ومجموعة من الفلاحين في مستوطنة ارئيل لتقديم شكوى لدى مركز الشرطة الإسرائيلية هناك ضد المستوطنين.

وهاجم المستوطنون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ثلاث قرى في ثلاث محافظات تمتد من شمال الضفة الغربية حتى جنوبها، واستخدموا أسلحتهم التي يستخدمونها، فمرة النار والعصي والتهديد وأحيانا الأسلحة الرشاشة وغاز غريب يعطي مفعولا بعد ساعات من استخدامه.

وعلى مدار الأسبوع الماضي تعرضت ثلاث قرى في نابلس لهجوم أو أكثر من قبل المستوطنين الذي أحرقت خلالها مركبات، لكن هجوم اليوم في جيت وقع في وضح النهار دون أن يأبه المستوطنون لوجود الشرطة والجيش الإسرائيليين الذين من المفترض أن يمنعوهم من تنفيذ أي هجوم ضد السكان الفلسطينيين.

لكن ذلك لم يحصل لا في جيت ولا في صافا في الخليل التي أشعلوا النيران في حقول سكانها، إذ يشكو المواطنون الفلسطينيون من أن جيش الاحتلال وشرطته لا يطبقون القانون على المستوطنين الذين يفلتون من العقاب كل مرة يقومون فيها بعمل ارهابي.

وقال زكريا السدة وهو عامل في منظمة حاخامين لحقوق الإنسان كان وصل إلى ارض النجار للمساعدة في منع المستوطنين من ضرب الفلاحين هناك "إن المستوطنين ارتكبوا فعلتهم في النهار دون إن يمنعهم احد".

وذاته زكريا وشقيقاه معتصم وحكم اللذان صحباه إلى ارض آل النجار هوجموا من قبل المستوطنين وتعرض احدهم للضرب بأداة حادة نزف الدم من يده على إثرها.

وعندما اندفع احد المستوطنين نحو حكم احد أشقاء زكريا ضربوه ورشوه في وجهه بغاز غريب، ولم تمض ساعات حتى وقع حكم مغشياً عليه في مركز شرطة ارئيل نقل اثر ذلك إلى مستشفى في نابلس.

وقال زكريا "هاجموني بماسورة حديدية. لقد هوى احدهم بها نحو رأسي، لكن لحسن الحظ تنبه احد أشقائي له والتقفها قبل أن تصل رأسي ببضعة سنتميترات".

وقال سكان القرية والفلاحون إن المستوطنين لاذوا بالفرار إلى بؤرة استيطانية قريبة عندما شاهدوا نجدة من القرية وصلت لمساعدة الفلاحين الذين كانوا يعملون بأرضهم.

وقال السدة إن الجيش يدعي أنه اعتقل ثلاثة من المستوطنين الذين يسكنون في بؤرة "حفات جلعات" التي تتكون من نحو أربعين منزلاً متنقلاً معظم سكانها من المستوطنين الشبان، وهم ذاتهم الذين هاجموا الفلاحين قرب جيت.

وقال السدة إنهم يحرثون الأراضي بعد طرد مالكيها منها، وفي الصيف يشعلون النيران في الحقول والهشيم مثلما فعلوا العام الماضي.

لكنهم في قريوت فعلوا أمراً مختلفاً عما فعلوه في صافا.

وعندما كان أبناء النجار يتعرضون لضرب المستوطنين في أرضهم، كان سكان من قرية قريوت التي تبعد عن نابلس نحو 26 كيلومتراً يحصون أعداد أشجار الزيتون التي اقتلعت فجراً.

وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في محافظات شمال الضفة إن تخريب حقول الزيتون جرى بعد منتصف الليلة الماضية، وان 40 شجرة قطعت في القرية.

وأضاف"هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الحقول وأشجار الزيتون في قريوت للتخريب من قبل المستوطنين. لقد خربوا أشجاراً وحقولاً كثيرة هنا".

وفي مناطق نابلس التي بني فيها عدد كبير من المستوطنات، تظهر مستوطنتا "عيلي" و"شيلو" اللتان أقيمتا على أراضي قريوت المكانين الأكثر تطرفاً مثل "يتسهار" التي تكونت فيها من قبل مجموعات إرهابية منظمة.

على قمم الجبال والهضاب المحاطة بقريوت، يمكن مشاهدة منازل المستوطنات وسطوحها القرميدية، لكن في الليل لا يمكن رصد المستوطنين الذين يهبطون إلى الحقول لتخريبها، لذلك لم يعرف أهالي البلدة ماذا حل بحقولهم إلا عندما طلع النهار.

وقال بشار القريوتي، وهو شاب من القرية وينشط في مجال العمل الشعبي لمقاومة الاستيطان "فوجئنا عندما وصلنا الحقول. المستوطنون قطعوا الأشجار. كانت الأغصان مرمية على الأرض، وبعض الأشجار قطعت من جذورها".

ومحمد جبر واحد من المزارعين الذين قطعت أشجارهم، كان في طريقة لحراثة الأرض حولها، لكنه ما أن وصل الحقل حتى وجد أشجاره مقطعة غصناً غصناً.

ويقول إنه أصبح محتاراً في حياته، فلا هو قادر على ترك أرضه ولا قادر على وصولها.

وقال القريوتي فيما كان يتفقد ومزارعين آخرين الحقول التي خربت "هذه ليست أول مرة يصلون فيه إلى هذا المدى ويتوغلون داخل الزيتون، لقد جاؤوا هنا الأسبوع الماضي ووضعوا المسامير في طريق الجرارات الزراعية حتى تثقب إطاراتها ولا تستطيع حراثة الأرض".