خبر مصر تترقب عودة الرئيس .. و رحلة البحث عن الرجل الثانى

الساعة 04:27 م|12 مارس 2010

فلسطين اليوم- الشروق المصرية

فى الأوساط الرسمية المصرية بدأت الاستعدادات لعودة الرئيس حسنى مبارك لمصر بعد أن يمضى فترة نقاهة فى ألمانيا يقرر مدتها الفريق الطبى المشرف على علاجه. مبارك الذى غاب عن مصر لمدة 17 يوما من 20 يونيو وحتى 7 يوليو 2004 لدى خضوعه لعملية بالعامود الفقرى عاد إلى القاهرة فى ذلك الحين بدون أن يكون فى انتظاره استقبالات كبيرة. «ربما يكون الأمر مختلفا هذه المرة»، قال مصدر رسمى مصرى بلهجة غير قاطعة.

وكان الاستقبال الأكبر هو الذى انتظر عودة مبارك فى صيف 1995 لدى عودته من السودان بعد نجاته من محاولة اغتيال، حيث كان فى انتظاره ممثلون عن طوائف مختلفة من الشعب المصرى وقيادته السياسية والدينية.

وفى أوساط الدبلوماسيات الأجنبية فى مصر السؤال الملح ليس طبيعة الاستقبال، الذى سيحظى به مبارك. السؤال هو ما إذا كان الرئيس سيبقى على نوايا ربما كانت لديه للترشح للانتخابات الرئاسية فى العام المقبل بحثا عن مدة رئاسة سادسة، وما المعادلة السياسية لحكم مصر ــ البلد الذى يبقى للعديد من عواصم العالم محوريا وفاعلا ــ فى حال ما اختار الرئيس الاقتصار على خمس مدد تنتهى آخرها قانونيا أكتوبر 2011؟

سفراء أجانب تحدثوا لـ«الشروق» بعد الإعلان عن نجاح العملية الجراحية للرئيس ليلة السبت قالوا إنهم غير قلقين إجمالا على مستقبل الحكم فى مصر فى المدى القريب ولكن ما يعنيهم هو المدى الطويل خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.

«لا شك لدىّ فى أن الرئيس مبارك سيعود قريبا من ألمانيا وأتمنى له ــ مثل الشعب المصرى ــ أن يكون فى خير حال، ولكن الطبيعى بالنسبة لنا أن نفكر ماذا سيحدث فى مصر قادما» هكذا قال دبلوماسى غربى فى القاهرة مشترطا عدم ذكر اسمه.

الدبلوماسيون الأجانب ــ بمن فيهم غربيون وعرب ــ الذين تحدثوا لـ«الشروق» مشترطين عدم ذكر أسمائهم قالوا إن هناك عددا من الأشخاص، اختلف ترتيبهم بحسب المتحدث، تجرى متابعة أبنائهم باهتمام فى ظل غياب الرئيس عن مصر للعلاج وفى ضوء الاستعداد لانتخابات رئاسية مقبلة.

الاسم الأول على لسان كل من تحدث هو اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة. «الجنرال سليمان رجل بالغ الأهمية فى حكم الرئيس مبارك، وهو رجل محل ثقة الرئيس واحترام الشعب واتيحت لنا الفرصة للعمل معه عن قرب ونثق أنه رجل ممسك بزمام الأمور» هكذا قال أحد الدبلوماسيين.

الرجل الآخر الذى تتبع العديد من السفارات الأجنبية أنباءه، والذى جاء اسمه ثانيا لدى البعض وثالثا لدى البعض الآخر هو جمال مبارك النجل الأصغر للرئيس مبارك والشخصية السياسية الفاعلة فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم.

جمال مبارك، كما يقرر الدبلوماسيون الأجانب فى مصر، هو الرجل الذى لديه كل المواصفات المنصوص عليها فى الدستور المصرى بصورته الحالية للترشح. «هناك دوائر قوية فى الحزب الوطنى الديمقراطى تقول لنا إنها ترغب فى ترشيح جمال مبارك، وتقول لنا إن لديه دعما لا بأس به وقابل للزيادة سواء فى مؤسسات الدولة «المهمة» أو فى الشارع»، هكذا قال أحد الدبلوماسيين الغربيين فى القاهرة. الدبلوماسى نفسه أشار إلى ما يقدره «بعلاقة جيدة جدا تجمع بين جمال وبين القيادات الأمنية المهمة فى مصر».

جمال مبارك كما أضاف دبلوماسى غربى آخر «نجح وبصورة لا يجب التقليل منها خلال السنوات الماضية فى طرح نفسه على الساحة الدولية بوصفه رجلا سياسيا لديه أفكار إصلاحية ورغبة فى التطوير السياسى والاقتصادى، وهو وجه مقبول دوليا فى حال ما كانت لديه القدرة والدعم على «إدارة دفة الأمور» فى دولة بالغة الأهمية مثل مصر».

شخصيات مهمة أخرى فى الدولة تحرص السفارات الأجنبية على تتبع أنبائها تتضمن قيادات أمنية وتنفيذية رفيعة المستوى.

فى قائمة الشخصيات محط الاهتمام أيضا وإن كان بدرجة أقل الدكتور محمد البرادعى الداعى للتغيير، والذى يبدو للعدد لا بأس به من الدبلوماسيين الأجانب فى القاهرة قادرا على انهاض دعاوى الديمقراطية، ولكن ليس بالضرورة الوصول إلى سدة الحكم.

عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية هو أيضا من الشخصيات الوارد اسمها فى حديث الدبلوماسيات الأجنيية فى مصر. ما تردده الدوائر الدبلوماسية الأجنبية العاملة فى مصر حول رفض إسرائيلى قاطع تم إبلاغة للولايات المتحدة حول أى إمكانية لوصول موسى لحكم مصر بعد مبارك.

 «لنكن صرحاء موسى أثار حفيظة الأمريكيين خلال توليه وزارة الخارجية وأنتم تعلمون أنه غير محبوب فى إسرائيل، وأن ليس له الحق الدستورى للترشح وأنه أصبح خارج النظام، ولكننا نعلم أن شعبيته ما زلت قوية وأن له احتراما فى الشارع السياسى المصرى».