خبر إضاعة فرصة .. معاريف

الساعة 01:49 م|12 مارس 2010

بقلم: بن كاسبيت

كان يفترض ان تكون هذه هي الزيارة التي تعيد بناء الثقة. فكانت الزيارة التي هدمت الثقة. ركل بنيامين نتنياهو مرة اخرى الدلو الذي كان فارغا من الحليب. وكان يفترض ان يملأه بايدن. بدل  ذلك استشاط بايدن غضبا. "لقد غرسوا سكينا في ظهري"، قال نائب الرئيس في يوم الثلاثاء في المحادثات التي اجراها، "مسوا بي، وبالرئيس اوباما، وبالولايات المتحدة، وبمسيرة السلام، وبالثقة، وبكل من يؤمن انه يمكن فعل شيء ما ها هنا". لقد غضب. في ليلة الثلاثاء حادث الرئيس اوباما. اشتمل الحديث على تعبيرات تنديد لا تستطيع النشرة احتمالها. كان يوشك ان يلغي العشاء مع الزوجين نتنياهو. غير، مرة بعد اخرى الخطبة المعدة ليوم الخميس في الجامعة. لم يعرف ماذا يفعل مع نفسه، والى اين يذهب بخيبة الامل وبالاحساس بالخيانة واضاعة الفرصة.

مثل بقالة

بايدن هو افضل اصدقائنا في الادارة الامريكية. ولا يوجد لنا هناك كثير من الاصدقاء. كان يفترض ان يحرك المسيرة من جديد. ان يحدث آخر الامر نوعا من علاقات الثقة بنتنياهو. بدل ذلك وفي اللحظة التي حط فيها تبين خطة هيكلية لبناء 1600 وحدة سكنية في رمات شلومو. أين تقع رمات شلومو؟ المفارقة هي انه لا يوجد لايداع هذه الخطة الهيكلية اي اهمية. فليس الحديث عن مناقصات أو عن شيء لم يكن يمكن ان يحدث على نفس القدر ايضا قبل ثلاثة اشهر او بعد نصف سنة. ضجيج للاشيء.

للموازنة نقول: قبل بضعة اشهر اراد وزير الاسكان اريئيل اتياس نشر مناقصات بناء لـ 690 وحدة سكنية في جبل ابي غنيم، وبسغات زئيف ونفيه يعقوب. وهو اجراء اكثر اشكالا. تعني المناقصات وجود جرافات على الارض.

عمل اتياس بهدوء. سافر اسحاق مولخو ومايك هرتسوغ الى واشنطن وابلغوا الامريكيين. تمت مفاوضة هادئة. مكالمات هاتفية ورسائل ومحاولات. ولم يتسرب ذلك ايضا. تم الاتفاق على التفصيلات سلفا. ادرك الامريكيون انه مناص ووعدوا بنشر تنديد في أدنى حد. نشرت المناقصات في اسبوع عيد الميلاد الذي تكون فيه امريكا في سبات ولا تعمل، ومرت بسلام.

وهنا يأتي ايلي يشاي. لم أعرف ولم أسمع. أنا أسف للكآبة. يريد يشاي، كما يقولون حول رئيس الحكومة أن يثبت نفسه على انه "حامي القدس". ربما يشعلها بدل ان يحميها. لكن من يتهم ايشاي يفوته الادراك. هكذا تبدو بقالة بغير مالك. بدل ان يقرر نتنياهو ما الذي يريده وأن يمضي الى هناك، وبدل الحديث بلغة واحدة يعوج طول الوقت. كان يستطيع اقامة كلام منتخبيه في اليمين وان يعلن بأن اسرائيل ستستمر على البناء وأنه لا يوجد الان من يتحدث اليه، او ان يخونهم وان يعلن بأنه حان الوقت لرسم حدود الدولة هذه ولاقامة دولة فلسطينية الى جنبها. لكن بيبي، مثل بيبي، غير مستعد للمخاطرة. انه عالق في الوسط ويحاول ان يخدع الطرفين. فعندما يجالس بيرس يتحدث في السلام. وعندما يكون مع بني بيغن يغمز بعينه. وعندما يكون مع تسيبي لفني ويتحدث في السلام (شلوم) فانه يقصد الى شلوم شلومو، مستشاره السياسي، الذي يواصل مع اسرائيل كاتس محاولة حل عرى كاديما. من المؤسف ان كاتس لا يبذل ربع الطاقة التي ينفقها في هذه الحماقات على عمله الاصلي وهو منع حوادث الطرق.

في الطريق الى المسلخ

ان من ينصت في الاسابيع الاخيرة لاسحاق مولخو الممثل الاكثر حميمية وقربا من نتنياهو في المجال السياسي، ولشريكه مايك هرتسوغ (المستقيل)، يسمعهما يقولان الشيء نفسه وهو ان المسيرة السياسية لا حياة لها، وان كل شيء تكتيك وأن نتنياهو لا ينوي البتة المضي في اجراء حقيقي، وان كل شيء منسق مع بني بيغن. باختصار يستطيع المستوطنون الاطمئنان. لكنهم غير مطمئنين، والعجب من ذلك. لانهم ايضا يعرفون بيبي. فهو اليوم على هذا الحال، ومن الغد يمكن ان يتغير. الامر متعلق بمن يضغط عليه ومن يخيفه اكثر.

بالمناسبة يعلم مولخو وهرتسوغ ايضا جيدا ما يحاول نتنياهو اخفاءه وهو انه سيكون تجميد آخر بعد التجميد. لن يقبل الامريكيون تذويب تجميد البناء. وهكذا فانه ينتظر نتنياهو في ايلول جلبة اخرى.

أنى نظرنا رأينا رئيس الحكومة سجين حلقة، او مسار يفضي به كما في قناة ضخمة مسورة الى المسلخ. ازاءه، يواصل ابو مازن وفياض بناء السلطة الفلسطينية على أنها خيار وشريك وناضجة مسؤولة. سيأتيان العالم في السنة المقبلة باقتراح قرار دولة في حدود 1967. ماذا سيفعل بيبي؟ لن تكون عنده ذريعة ولن يوجد له حلفاء.

قالت عناصر امريكية رفيعة المستوى هذا الاسبوع ان اسرائيل لا تسلك سلوك حليف للولايات المتحدة. لا يوجد قول اشد من هذا في فترة حرجة الى هذا الحد،  وايران تنقض على آخر المراحل في الطريق الى القدرة الذرية. في هذه المرحلة كان يجب ان يوجد تنسيق أعمى بينهم وبيننا، وكان يجب على نتنياهو ان يكون افضل اصدقاء اوباما، ان تكون الكلمة كلمة والوعد وعدا، وكان يفترض ان تكون جميع تفصيل عملية وقف المشروع الذري الايراني مغلقة وفي ضمنها التفاوض مع الفلسطينيين والسوريين من اجل تسكين الساحة وابطال عمل القنابل المتكتكة. لكنه لا يوجد شيء في الواقع. يوجد فقط الزجاج المهشم لهدية الذكرى التي اعدها بيبي لبايدن وهشمها بيديه.

مزراحي يتلقى صدمة

بعد ان تولى آفي مزراحي قائد منطقة المركز عمله بشهر التقى رؤساء اجهزة الامن الفلسطينيين في الضفة. يستعيد مزراحي قائلا وجدت ازائي جماعة اشخاص شبان نسبيا من ابناء الاربعين الى الخمسين مثقفين واذكياء ويتكلمون بصوت واحد، ولا يتوسلون ولا يتملقون، وينظرون في العيون ويقولون الحقيقة. يقولون ويقصدون ما يقولون. أتوا مستعدين للقاء، وكان واضحا انهم درسوا واجباتهم، وانهم درسوني، قالوا لي ان كل ما يفعلونه في الميدان ليس من اجلنا بل من اجلهم. قالوا لي لن نمكن حماس من السيطرة على بيتنا، ولن نمكن حماس من إلباس نسائنا البراقع.

برغم ان سلفه، اللواء جادي شمني، اعده للواقع الجديد، صدم مزراحي. يقول لم أعلم أهذا حقيقي. لكنه حقيقي تماما. لقد قرأ المعطيات في المادة الاستخبارية ورأها في الميدان ايضا. يقول مزراحي ان الامر حسم عندهم بعد احداث غزة وانهم ادركوا انهم في حرب على بيتهم. قال له حسين الشيخ الذي التقاه بصراحة ان الاجهزة لن تدع حماس تسيطر على الميدان. قال الشيخ لمزراحي ادركنا اننا لن نهزمكم بالحرب ولا يجدي علينا الارهاب ايضا. ادركنا ان الطريق يجب ان تكون مختلفة.

يبدل اللواء مزرحاي الان القرص عنده. فبخلاف ما يعتقد كثيرون، أتى قيادة المركز مع تجربة عملياتية غنية ومعرفة عميقة للمنطقة. في الانتفاضة الاولى كان قائد كتيبة، واصبح ايضا قائد لواء في الخدمة النظامية. كان حوالي اتفاقات اسلو وفي احداث افتتاح نفق حائط البراق قائد لواء 401 (لواء مدرعات) ووقع عنده قتيل وجرحى في رام الله، وفي السوق الواقي كان قائد الفرقة 36. يقول ان ما وجده الان في الميدان يختلف اختلافا تاما عما عرفه. فقد كان الفلسطينيون في نظره هم الذين يخرجون معك في جولات مشتركة في الصباح ويطلقون النار عليك في المساء اما الان فقد اختلف الامر بالكلية.

يقول مزراحي نحن نعطي مستوى أمنيا جيدا في يهودا والسامرة، وكثير من هذا بفضل الجيش الاسرائيلي والشاباك وأذرع الامن، لكنه وبقدر غير قليل بفضل فلسطينيين ايضا. طلبت اليه ان يقسم ذاك في درجات مئوية. قال 40 الى 60 في المائة بل ربما 45 الى 55 لطرفنا بطبيعة الامر لكن هذا يقال في حقهم. نتيجة ممتازة.

قلت له، لقد قالوا حتى الان انهم يعيشون على حراب الجيش الاسرائيلي، اما يزال هذا صحيحا؟ قال اللواء لم يعد هذا دقيقا، فهم يعيشون على حرابهم وعلى حرابنا ايضا. انهم يقوون من يوم الى يوم ويقفون على اقدامهم.

لا يهتم مزراحي بالسياسة. وهو يرى الكلام على أفق سياسي غير ذي صلة. يقول ان عملنا الحفاظ على هذا التنسيق الأمني حتى يجد الساسة افقا سياسية. هذا عملهم. يستعمل مزراحي مصطلح "التنسيق الامني"، ولا يستعمل "التعاون" الذي توجد فيه كما يقول دلالات على العمالة. يتم التنسيق اليوم في مقام التساوي. فهنالك طرفان مع لقاء مصالح وهي منسقة. لقاءات منتظمة بين قادة الالوية ورجال الشاباك وسائر العاملين في العملي وبين نظرائهم. جو عمل.

يقول قائد اللواء انهم يعملون عملا ممتازا. في كانون الاول كان يوم حماس. اعتقلوا في الليلة 330 من نشطاء حماس. ومن الغد لم ير حتى علم واحد لحماس. يواصل الجنرال الامريكي دايتون الذي يمكث في القدس تدريب كتائب فلسطينية. اصبح يوجد الان خمس كتائب والسادسة في  الطريق. 2500 مقاتل. يقول مزراحي لقد أتوا من الحمائل وهم جديون يظهرون التكتل والحرفية. من يسكن جنين يخدم في الخليل والعكس. يتلقون أوامر عسكرية بصوت واحد ومن مصدر سلطة واحد. وهم يقوون كل يوم. وروح القائد ابي مازن تغشاهم طول الوقت. هذه الروح تقول بغير ارهاب. وهم يؤمنون بأنهم سيحرزون هدفهم على نحو أفضل على هذا النحو.

يتلقى الميدان أوامر واضحة، لا يوجد باب دوار، ويوجد هدف مشترك. توجد سجون جديدة تبنى الان، ويعتقل قراب 800 من نشطاء حماس الان، وهم يحققون معهم افضل منا لانه لا يوجد عندهم قانون الشاباك. انهم ناجعون. وبرغم ان رؤساء الاجهزة الامنية يسمعون احيانا يشكون من قاض أمرهم باطلاق مشتبه فيه ما. ماذا يفعلون في هذا الوضع. يطلقونه ويأتي جهاز آخر من الغد يعتقله. باب دوار لكن على نحو معكوس.

يوجد هدف واضح

اذا قايسنا السلطة الفلسطينية بشركة اقتصادية فان ابا مازن هو الرئيس وسلام فياض هو المدير العام. تأثير فياض في الميدان حاسم. لقد خلصا معا الشركة من افلاس وحجز على الممتلكات، وأقرا وضع السهم وهما الان يحلقان. كلاهما ينشىء سلطة هادئة تطبق القانون منظمة مستقرة. والاقتصاد في نماء. يدبر الجيش الاسرائيلي اليوم في الحصيلة العامة 16 حاجزا ونقطة تفتيش في الميدان (قياسا بـ 44 كانت منذ وقت)، يمكن اجتيازها بسهولة نسبية. يستطيع الفلسطيني اليوم الخروج من نابلس وان يسافر مستريحا الى جنين. سمح قائد المنطقة في المدة الاخيرة للعرب  الاسرائيليين بالدخول مع سياراتهم في المدن الفلسطينية وهذا شيء يبعث الحياة في الاقتصاد الفلسطيني.

يقول اللواء مزرحاي ان عائلة عربية اسرائيلية تترك في نابلس او في جنين في سبت واحد ما بين 500 شيكل الى 1000 شيكل، وهذا مبلغ كبير. ان اتفاق المطلوبين (الذي فصل ها هنا قبل بضعة اشهر) انهى تماما الاضطراب والمحسوبية. قويت مكانة الشرطي الفلسطيني، ومن يسوق الان في رام الله بغير حزام او يتكلم بالهاتف الخلوي وهو سائق بغير جهاز التكلم، يتلقى مخالفة سير. في نابلس وفي جنين يبنون دور سينما، وفي الخليل يبنى ملعب رياضي ودار أوبرا ايضا. وعدد أقل من المساجد. كل ذلك، يقول قائد المنطقة، يتلقى صبغة واتجاه واضحين. بلا ارهاب، ومع استقرار ومع هدف  واضح.

أكل هذا يعد أنباء جيدة؟ يتعلق ذلك بمن تسألون. فالحديث عند اليمين الاسرائيلي عن اتجاه اخطر كثيرا من انتفاضة ثالثة.

سيبلغ فياض هدفه. في السنة المقبلة سيعرض على العالم سلطة هادئة، تحافظ على القانون، مع مؤسسات واصلاحات وسلاح واحد وقانون واحد وسلطة واحدة. آنذاك سيطلب اعترافا بدولة فلسطينية في حدود 1967.وسيعترفون به كما يبدو الان. الجميع سوانا. لكن اللواء مزرحاي لا  يشغل نفسه بهذا السؤال. فهو يرى انه يجب ان يوجد هدوء وأمن. وهذا موجود في هذه الاثناء. انه يجول كثيرا في الميدان وينظر ويتأثر. كان في بيت لحم، وكان في الخليل وكان ضيفا لرجال اعمال وقادة محليين وتحدث وتأثر.

في الخليل التقى نصار نصار، وهو رجل صناعة ينتج بمائة مليون دولار كل سنة (الحجارة والرخام)، وجال في مصنعه وأصيب بصدمة. يقول مزرحاي ان المصنع مبني ويعمل بمعايير خضراء تماما. برغم ان الحديث عن انتاج الرخام وقلع الحجارة، لا يوجد غبار ولا يوجد تلويث، وتوجد هناك آلات من الاكثر تطورا في العالم. نصار نفسه لا يهتم بالسياسة، ويحب فصل الخطاب. يعيب على البيروقراطية ووسائل الامن التي تمر حياته. قال للواء انتم تفتشون بقالاتي في ترقوميا، وذلك لا بأس به، لكن لماذا تفتشونها مرة اخرى في ميناء اسدود؟ ولماذا ترغموننا على ان نحدث في وسط الحاوية فراغا بين الواح  الرخام؟ قال له اللواء: كي يستطيع كلب الاثر ان يمر ويشم. حسن، قال نصار، يوجد فراغ، لكن اعلموا فقط ان هذا الفراغ يسبب اهتزازات في البحر ويكسر كثيرا من رخامنا.

الاصغاء قبل ذلك

بعد كل هذا التفاؤل، يعلم اللواء مزرحاي انه يجلس على برميل بارود. تستطيع ثلاثة اشياء ان تشعل المنطقة والعالم في غضون ثوان. جبل الهيكل، ومغارة  المكفيلا وعنف المستوطنين. لو كانت حادثة المسجد في قرية ياسوف انتهت مع مسجد محروق بالكلية وعشرة مصلين قتلى لانفجر الامر. يقول ان احداث شغب التراث في الخليل كانت أقل شدة مما صورت وسائل الاعلام. عالجت اجهزة الامن ذلك معالجة حسنة، ونحن ايضا.

يقول انه يجب القيام بأعمال الترميم في مغارة المكفيلا لكن بالتنسيق فقط. كأن نأتي الفلسطينيين ونقول لهم خذوا المال، فالنفقة علينا، ورمموا انتم. لماذا يصلون هنا بغير سقف؟ تحت المطر والشمس؟ ولماذا لا توجد مراحيض منظمة؟ كل شيء بالتحادث وبهدوء، معا.

بلغنا المستوطنين. وأمرهم أشد. ان الكثرة الكاثرة من المستوطنين، يقول قائد المنطقة، هم أناس يحافظون على القانون، وهم مواطنون طبيعيون، يجندون للجيش الاسرائيلي ويسهمون للدولة. أنهى سلف مزراحي، اللواء غابي شمني عمله وفر بجلده. فقد كاد جزء كبير من المستوطنين يحسبونه عدوا وليس هو وحده. فقد ذاق ضباط كبار آخرون شدة بأسهم. غير مزرحاي توجهه. يقول أنا أتحدث اليهم قبل كل شيء. وأصغي. الحديث عن أناس أخيار. يجب ان تبنى ايضا لغة مشتركة. قررت ان اساعدهم حيث تمكن مساعدتهم بغير مس بالقانون او بالنظام. بلا غمز وبلا اختصار للطريق.

قرب تولي العمل جال في الميدان وحفظ عن ظهر قلب تقرير تاليا ساسون عن البؤر الاستيطانية غير المرخصة. عندما أتيت البؤر الاستيطانية أنفسها، يقول، رأيت شوارع جديدة، وأعمدة نور حديثة، وبنى تحتية وماء وصرفا صحيا وهواتف، لا يوجد عندنا بنى تحتية جيدة كهذه في مركز البلاد. ان احدا ما بنى كل ذلك. وان احدا ما أجاز. سلطات الدولة فعلت ذلك. ولهذا، يقول اللواء، لا استطيع منع هؤلاء الناس العيش. يجب ا لمضي في اتجاههم الى ان يقرر المستوى السياسي. كما يعطى البدو والدروز والعرب الذين يبنون بلا رخصة امكان العيش الى ان يتخذ القرار.

هو يساعد اذن. لكنه من جهة ثانية لا يتنازل. يطبق تجميد البناء بالكلية. يقول اللواء مزرحاي: هم يبنون وأنا أهدم. أطير طائرة صغيرة بلا طيار، وأحدد الموقع ويأتون في الليل ويهدمون. الامر حاسم. انهم يسمونني سراق ليل، لكنهم يعلمون ان هذا عملنا. يجب تطبيق التجميد ونحن نطبق ذلك. أقول للمستوطنين ماذا تعني عشرة أشهر قياسا بخلود اسرائيل. وهم لا يصدقون. فهم على قناعة من أن التجميد لن ينتهي في ايلول. لكنهم في هذه الاثناء يعيشون.

يجب احداث ردع

ويوجد متطرفون ايضا. هنا اللواء مزرحاي غير مستعد للمهادنة. يقول: لست مستعدا لان أرى جنديا اسرائيليا ومن وراءه شبان تلال يرمون حجارة على الشارع. لا يوجد شيء كهذا. ولست مستعدا لان أظل أقبل وجود متطرفين في الطرف  الثاني ايضا. المظاهرات في نعلين وبلعين التي تستمر كل يوم جمعة تقلق راحته. يقول: جالست ممثلي الصليب الاحمر. انهم يسمون هذه المظاهرات "احتجاجا غير عنيف". ونحن نسميها "احداث شغب عنيفة". بينت لهم المعطيات. في السنة الماضية جرح عندنا 68 جنديا لم يعد اثنان منهم ليصبحا محاربين، وهنالك اضرار بمليون شيكل وقعت للجدار، وكلفتنا وسائل تفريق المظاهرات 5 ملايين شيكل ونصفا، وجرح 92 فلسطينيا وقتل اثنان. بدأ ذلك يهدأ في نصف السنة الاخير. والى الان ما زال لا يوجد قدر كاف لتعاون سلطات تطبيق القانون والمحاكم. انا اصور يونتان بولك يهدم الجدار، وتقضي عليه المحكمة بعشرة أيام ابعاد. ليس هذا ردعا.

في هذه الاثناء هو يستمتع كثيرا. يكثر من الجولات الميدانية، ويمارس الفاعلية ويباشر الغبار. وعد الناس في يتسهار بأنه سيأتي يوم، ليس بعد كثير وقت وهو "سيدخل المستوطنة راكبا دراجة، ويساعد من الطرف الى الطرف بهدوء، حتى انكم لن تثقبوا اطارات دراجتي". ضحكوا.  انتهت مغامرته ومغامرة رئيس مقر قيادته موتي ألموز على هذه الآلة الخائنة، مطلع الاسبوع في القدس الى ضلع مكسورة للواء ويدين مكسورتين لرئيس مقر القيادة (الذي انحرف فجأة كي لا يصدم ولدا فلسطينيا). ان طاقة التشظي المحتملة في قيادة المركز، كما يعلم اللواء آفي مزرحاي اكبر  كثيرا من الضلع. فهناك يمكن تحطيم الرأس. لكن يمكن ايضا ان تخرج عظيما. يفضل مزراحي الامكان الثاني. سيستغرب كثيرون لكنه يوجه نفسه قدما. الى اين؟ الى اعلى. حتى النهاية. أجل ان مكتب رئيس هيئة الاركان يراوده ولا سبب لئلا يكون الامر كذلك. صحيح، يتحدث الجميع عن ايزنكوت وغينتس وكابلينسكي وغلنت، لكن لا احد منهم بارز في الحقيقة. باراك لا يحب ايزنكوت حقا، ويرى غينتس رماديا، وغلنت مشكل، وكابلينسكي في الخارج منذ سنين. لقد حدث من قبل اكثر مرة ان أتى شخص ما فجأة من لا مكان وحصل على الجائزة الكبرى. حدث هذا مع شاؤول موفاز. الان يؤمل آفي مزرحاي ان يحدث معه ايضا.