خبر 33 عاما وجثمان الشهيدة دلال المغربي لا زال في الأسر!

الساعة 06:10 ص|11 مارس 2010

فلسطين اليوم – غزة

أعرب الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، عن قلقه الشديد من استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي في احتجازها لمئات الجثامين لشهداء وشهيدات من جنسيات مختلفة فيما يُعرف بـ "مقابر الأرقام" أو في ثلاجات الموتى في أماكن سرية.

وأشار فروانه  إلى رفض "إسرائيل" التجاوب مع المناشدات الحقوقية والإنسانية العديدة والدعوات الرسمية والشعبية المتكررة، الداعية إلى ضرورة إطلاق سراح "الجثامين" وإعادتها لذويها لدفنها في أماكن مؤهلة ومخصصة لذلك.

وأكد أن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تنتهج هذه السياسة مع الذكور والإناث منذ عقود طويلة وبشكل ممنهج في تعاملها مع الفلسطينيين والعرب عموماً، بل وتصدر أحكاماً بالسجن على الشهداء والشهيدات بعد موتهم، انتقاماً منهم على ما قاموا به من أعمال فدائية قبل استشهادهم، وعقاباً جماعياً لذويهم.

وبيّن بأن القانون الدولي اعتبر احتجاز الجثامين جريمة أخلاقية وإنسانية وقانونية، أما المادة (17) من اتفاقية جنيف، فلقد كفلت للموتى إكرامهم ودفنهم حسب تقاليدهم الدينية وأن تُحترم قبورهم ، فيما دولة الاحتلال تضرب كافة المواثيق والأعرف الدولية بعرض الحائط وتصر علانية على الاستمرار في انتهاكاتها الصارخة للمعايير الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية.

الذكرى الثالثة والثلاثين للمغربي

وذكر فروانة بأنه في الحادي عشر من مارس/ آذار عام 1978، قادت الشهيدة الفلسطينية "دلال المغربي" مجموعة من مقاتلي "حركة فتح" مكونة من 11 فدائيا، وبإشراف الشهيد القائد "أبو جهاد"، ونفذت عملية فدائية نوعية تمثلت بعملية إنزال بحرية على الساحل قرب تل ابيب احتجزت خلالها المجموعة حافلة ركاب إسرائيلية.

وانتهت العملية في حينه بمقتل قرابة 30 إسرائيليا، واستشهد خلالها 8 مناضلين فيما أصيب وأسر ثلاثة آخرين هم: خالد أبو أصبع وحسين فياض ويحيى سكاف، واحتجزت سلطات الاحتلال الأحياء والأموات منهم، وتحرر جميعهم الأحياء والشهداء

وبين أن جميع المشاركين بالعملية –سواء الأحياء أو الشهداء- تحرروا من الأسر ضمن صفقات التبادل السابقة، باستثناء جثة الشهيدة دلال التي مازالت محتجزة لدى دولة الاحتلال رغم مرور 32 عاماً، والأسير يحيي سكاف الذي لا زال مصيره مجهولاً، ما بين أسير في السجن الإسرائيلي السري 1391 أو شهيداً أسيراً في مقابر الأرقام.

وأوضح فروانة بأن عائلة الشهيدة دلال المغربي في مخيمات الشتات في لبنان، لا زالت على أمل بتحرر رفات ابنتهم وإكرامها ودفنها بكرامة في مقابر مهيأة لذلك ووفقاً للشريعة الإسلامية، وتأمل أن يكون ذلك قريباً.

فيما عائلة "يحيى سكاف" تأمل بتحرر ابنها من سجون الاحتلال وعودته حياً، حيث لا زالت تؤكد وفي أكثر من مناسبة وآخرها على لسان شقيقه "جمال" على أن ابنها لازال على قيد الحياة أسيراً يقبع في سجون الاحتلال حسب المعلومات والوثائق التي يمتلكونها ويستندون إليها.

سرقة الأعضاء

وفي السياق ذاته، أكد فروانة بأن استمرار انتهاج سياسة احتجاز جثامين الشهداء والشهيدات، والإصرار على عدم الإفراج عنهم، يضع تساؤلات كبيرة حول جدوى ودوافع وأهداف دولة الاحتلال من وراء ذلك ومنها "سرقة أعضاء الشهداء والشهيدات" وإخفاء آثار جرائمها البشعة المتمثلة في طريقة قتلهم والتمثيل بجثثهم.

وطالب بأن يتحرك المجتمع الدولي بشكل جاد تجاه فتح هذا الملف وتوابعه وكل ما له علاقة بالموضوع كمقابر الأرقام وسرقة أعضاء الشهداء، ومصير المفقودين، وسياسة إخفاء واختفاء المعتقلين والسجون السرية والقتل بعد الإعتقال .. الخ.

كما دعا إلى التحقيق بكل الحقائق ذات الصلة المباشرة بالملفات المذكورة وبحث كل الشبهات المثارة حولها، والاتهامات الموجهة للاحتلال وانتهاكاته الصارخة لكافة المعايير الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية، والعمل من أجل ضمان إنهاء هذا الملف المؤلم وإعادة كافة الجثامين لأصحابها وتحرير المرأة الفلسطينية الشهيدة من سجون الاحتلال الإسرائيلي