خبر صباح الخير يا بايدن .. معاريف

الساعة 10:58 ص|10 مارس 2010

بقلم: شموئيل روزنر

في نيسان 2007، في احدى المواجهات المسلية لفترة المنافسة في رئاسة الولايات المتحدة، انقض جو بايدن، وهو اليوم نائب الرئيس وضيف اسرائيل الجليل، على مرشحين آخرين، كانوا أقل منه احتمالا. كان بايدن في ذروته في هذه المواجهات. ان لغته المفخمة واسلوبه الهجومي، الى جنب مقام ذي سلطة لمن سمع كل شيء ورأى كل شيء لكونه خبيرا بالسياسة الخارجية، قد خدمته جيدا. كان ضحيتاه هذه المرة المرشحين الاكثر يسارية للحزب. لا – لم يكن براك اوباما واحدا منهما. كان دينيس كوسينيتش ومايك غرافيل، هدفين أسهل وأقل شأنا. "كفا عن الكلام الفارغ هذا عن أن استعمال القوة أمر غير منطقي. ان استعمال القوة في افغانستان - منطقي وعدل، وفي دارفور - منطقي وعدل، وفي البلقان – منطقي وعدل. انتما ايها الرفيقان تستطيعان مواصلة الهذر لكن يوجد واقع ايضا".

انتخب بايدن ليصبح نائب اوباما بفضل تلك "الخبرة" بالسياسة الخارجية. لقد كان البالغ السن المسؤول الذي جعله اوباما الى جنبه لكي يسكن ناخبين خائفين من رئيس بلا تجربة، شاب، ليس خبيرا بالضبط بشؤون العالم. فهل سكنوا؟ ليس بيقين. يوجد عند بايدن ميل الى اندفاعات كلامية من النوع الذي يدخل العصاب في الجهاز. في هذه الاثناء، ليس واضحا ايضا كم ينصت الرئيس اذا انصت لنصائحه. لكنه هنا، يحمل رسالة كلها تحفظ من امكان استعمال القوة على ايران. كان يرسل – كما أعلن في المعركة الانتخابية – مروحيات جيش الولايات المتحدة الى دارفور. لكن فيما يتصل بايران كان متحفظا دائما. "الحرب مع ايران ليست خيارا سيئا فقط. ستكون كارثة"، صرح ذات مرة. وبرغم انه تبنى الاعلان المعتاد بـ "الخيارات" التي بقيت "على المائدة" وبرغم انه قال مثل الجميع ان ايران الذرية ستكون أمرا "غير مقبول في الذهن" فقد كان الانطباع ان هذه كلمات لا يوجد وراءها نية تنفيذ.

سيبتسم بايدن كثيرا عندما يتحدث الى الجمهور الاسرائيلي. فله أسنان بيضاء ناصعة، تكاد تكون اعلانا لمعجون اسنان. لكن في الغرفة المغلقة، في لقاءاته مع قادة اسرائيليين، قد يكون اكثر اندفاعا للتيقن من ان الرسالة قد وصلت. عندما استقر رأي اوباما على تعزيز قوات الولايات المتحدة في افغانستان، كان بايدن بين اولئك الذين تحفظوا، وحذر في اللقاءات السياسية من التورط. كان ذلك توجها مفاجئا قليلا ممن كان من أكابر مؤيدي الحرب. بيد ان بايدن فقد في السنين الاخيرة الثقة برئيس افغانستان حامد كرزاي. في 2008 سافر ليلتقي كرزاي في كابول (مع رفيقيه من مجلس الشيوخ جون كيري الذي كان في اسرائيل قبل اسبوع، وتشاك هيغل)، للقاء لم ينجح. حقق بايدن مع كرزاي في الاشاعات عن فساد الحكومة وزيادة الاتجار بالافيون. تهرب كرزاي، وارتفعت الاصوات الى ان نهض بايدن، ونزع المنديل عن قميصه وأعلن بأن "هذا اللقاء انتهى". عندما يتحدث الى مسؤولي حكومة اسرائيل الكبار عن ايران، وعن الحاجة العاجلة الى تحسين ظروف العيش في غزة، فانه يتوقع ان يصغوا.

تؤمل ادارة اوباما ان تحسن خطبة بايدن المعلن شيئا ما صورة ادارة اوباما في نظر مواطني اسرائيل. ليس متيقنا ان هذا ما سيحدث. ان تجديد المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين بعد سنة من جر الاقدام لن يهيج الرأي العام. كذلك فشل الاجراء الامريكي مع ايران – قبل ذلك اخفاق الحوار المباشر، والان الصعاب الظاهرة في تجنيد الجماعة الدولية لتشديد العقوبات – سيجعل من الصعب على بايدن اكتساح الاطراءات. قد يكون خبيرا نظريا بالسياسة الخارجية، لكنه لن يستطيع ان يعرض مستندات نجاح. ليس ذاك في هذه المرة. من اللطيف أن يأتي بايدن للزيارة، ويجب ان نؤمل ان تنجح المحادثات معه. لكنه لم يسجل منذ زمن حماسة ضئيلة الى هذا الحد لزيارة مسؤول على هذا القدر من فخامة الشأن.