خبر صحيفة ألمانية: توجد سجون سرية أمريكية في 66 دولة حول العالم

الساعة 02:36 م|09 مارس 2010

فلسطين اليوم : بيت لحم

كشفت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية في تقرير لها نشر اليوم عن انتشار السجون السرية الأمريكية في 66 دولة على الأقل حول العالم.

وذكرت الصحيفة أن دراسة دولية أعدها أربعة محققين دوليين تناولت استخدام هذه السجون التي أقامتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" في احتجاز أشخاص تحت دعاوى كاذبة، ومعارضين لدول موالية لواشنطن، والتحقيق معهم باستخدام وسائل تعذيب مروعة.

وأوضحت أن المحققين قدموا بعد تحريات مكثفة أدلة دامغة وموثقة على وجود السجون السرية التابعة للاستخبارات الأمريكية في مصر والأردن والمغرب وباكستان وجيبوتي وإثيوبيا وتايلند ورومانيا وبولندا.

وأكدت الصحيفة أن سجونا سرية أخرى أقيمت في مصر وليبيا والسودان والجزائر والهند والصين وروسيا وزيمبابوي.

وأشارت إلى أنّه كان من المقرر مناقشة هذه الدراسة داخل مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف خلال الأيام الحالية، لكن المفوضية أجلّت المناقشة إلى حزيران القادم رضوخًا لمعارضة عنيفة أبدتها الدول المتهمة بوجود السجون السرية فوق أراضيها.

واعتبرت الدراسة أن الـ "سي آي إيه" أسهمت عبر سجونها السرية في تأسيس شبكة عالمية لتعذيب الأعداء المفترضين للولايات المتحدة وللأنظمة الحليفة لها.

وخلص معدو الدراسة إلى اتهام الأجهزة الأمنية في الدول التي أقيمت فيها السجون السرية بمناهضة مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، ووصفوا هذه الأجهزة بأنها باتت تمثل مشكلة عالمية جدية.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الأمريكية كشفت في وقت سابق عن قيام مجموعة البلدان الأفريقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بإرسال خطاب لرئيس المجلس الدولي لحقوق الإنسان تطالبه فيه بعدم مناقشة تقرير حول "الممارسات العالمية فيما يتعلق بالاعتقال والاحتجاز في أماكن سرية في سياق مكافحة الإرهاب" أو إقراره كوثيقة صادرة عن المجلس.

وحسبما ذكرت صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة، يرصد التقرير في أحد فصوله السجون السرية في مصر وكيف تعاونت مصر مع الاستخبارات الأمريكية في اعتقال وتعذيب واستجواب بعض الأشخاص الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة في إطار سياسات مكافحة الإرهاب التي انتهجتها عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وأكدت المنظمة أن ما جاء بالتقرير يثير العديد من المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي تتم في سرية وخفية وتؤدي إلي عواقب شديدة علي الضحايا، الأمر الذي يجعل مناقشة التقرير علنا أمرا شديد الأهمية للحيلولة دون تكرار استخدام مثل هذه المراكز.

ويرى التقرير أن "الحرب ضد الإرهاب، التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش”، بعد 11 سبتمبر، عملت على "خلق نظام سجون سرية تطور تدريجيا وبطريقة منسقة لاعتقال كل من يشتبه في ممارسته للإرهاب، وهذا ليس فقط من قبل السلطات الأمريكية، بل أيضا من سلطات دول أخرى في كل أنحاء العالم".

ويوصي التقرير بمحاكمة وإدانة كل من شجع أو وافق علي الاعتقالات السرية، كما يجب تعويض ضحايا الاحتجاز السري وإنصافهم قضائيا وفقا للمعايير الدولية التي تؤكد ضرورة جبر الضرر فوريا بحيث يتناسب مع ما تعرض له المعتقل أو المحتجز من انتهاكات لحقوقه.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلت في عدد سابق لها عن مصادر أمريكية وأجنبية مطلعة، قولها ان المخابرات المركزية الأمريكية تدير شبكة من السجون السرية في ثماني دول منها تايلاند وأفغانستان وعدة دول "ديمقراطية" في أوروبا الشرقية طُلب عدم ذكر أسمائها لاعتبارات أمنية.

ويعتقد إن وكالة الاستخبارات الأمريكية أرسلت أكثر من 100 مشتبه به إلى هذه السجون السرية التي تقول مصادر "واشنطن بوست" انه تم إغلاق اثنين منها خلال العامين الماضيين.

وتير معلومات الصحيفة إلى انه يوجد نحو 30 شخصا يشتبه في أنهم إرهابيون رئيسيون محتجزون في هذه السجون بينما يوجد أكثر من 70 معتقلا آخرين يعتبرون أقل أهمية تم تسليمهم إلى أجهزة مخابرات أجنبية بموجب عملية يطلق عليها اسم "التسليم".

يذكر أن معلومات كانت قد تسربت في وقت سابق بان المخابرات الأمريكية تنظم رحلات "تعذيب سياحية" إلى دول من العالم الثالث لسجناء يتم هناك التحقيق معهم كون مخابرات هذه الدول لديها خبرات طويلة في استخلاص الاعترافات تحت وطأة التعذيب.

وتتهم منظمات لحقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية، الولايات المتحدة، بإقامة شبكة سجون سرية عبر العالم.

وأعربت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" عن قناعتها "عمليا" بوجود مثل هذه السجون على الأقل في رومانيا وبولندا. أما لجنة الصليب الأحمر، ومقرها جنيف، فتشعر "بالقلق لمصير عدد غير معلوم" من الذين احتجزوا في إطار ما يطلق عليه الحرب على الإرهاب والمحتجزين في أماكن اعتقال لم يكشف عنها.

وطالبت اللجنة الدولية بالسماح لها بالوصول للمشتبه بهم "كأولوية إنسانية مهمة" لها. وتدين منظمات لحقوق الإنسان منذ فترة وجود ما تسميهم "سجناء أشباح" تعتقلهم المخابرات الأمريكية في أماكن مجهولة.