خبر لبيرمان يشعل لهيبا كبيرا- يديعوت

الساعة 11:42 ص|09 مارس 2010

بقلم: اوري مسغاف

(المضمون: افيغدور ليبرمان ونائبه يعملان بنشاط كي يشعلا هنا لهيبا كبيرا. يجب أن تنزع من ايديهما اعواد الثقاب - المصدر).

مع ختام سنة من اسوأ السنين في تاريخ حكومات اسرائيل، يجدر بنا أن نقترح نظرة متوازية ايضا. هناك ضحالة ما في الانشغال الزائد بطبيعة افيغدور ليبرمان وبانعدام الشخصية لدى نائبه. كي نفهم أي مصيبة لحقت بوزارة الخارجية في اثناء ولاية هذا الثنائي غير اللطيف، ينبغي ان نفهم بعضا من الصلات التاريخية.

        خلافا لاجهزة عديدة في دولة اسرائيل، فان وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي قد اقيما على اساس متين وباجراء مرتب نسبيا. هذا حصل بقيادة موشيه شريت، وزير الخارجية الاول، الذي وقف قبل قيام الدولة في رأس الدائرة السياسية للوكالة اليهودية. شريت لم يقف وحده في المعركة: وبين الاباء المؤسسين والمؤثرين يمكن ان نذكر مثلا مؤيد السياسة الرئيس حاييم وايزمن، وولتر ايتان النشيط الذي عمل كأول مدير عام في الوزارة. وحتى بن غوريون، الذي رغم توجهه الامني عرف كيف يعترف بالاهمية العليا لتهيئة القلوب دوليا. انجاز اول، عظيم، سجل حتى قبل اعلان الاستقلال، الانتصار الساحق في الجمعية العمومية للامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947.

        المبعوثون الدبلوماسيون لشريت عملوا العجب في السنوات الاولى لدرجة انهم كانوا يسمون "ملائكة شريت". تقريبا من العدم وضعوا الاسس لسلك دبلوماسي فاخر. حتى اليوم هذا هو احد الاجهزة الحكومية الوحيدة، التي يطلب من العاملين فيه مسار تأهيل موحد ودقيق لسنتين. في العقد الماضي، وان كانت تطرح بقوة اكبر مسألة الالتفاف – ذاك الاجراء الذي سمح بتعيينات شخصية لسفراء وقناصل بالذات في مواقع اساس – ومع ذلك يجدر بالذكر ان هذه الاداة لا تعمل فقط على انزال مقربين سياسيين من نوع زئيف بن آريه في مينسك او شموئيل سيسو في نيويورك، بل سمحت في الماضي ايضا بتعيينات نوعية لم تنشأ عن مسار المتدربين، مثل شلومو بن عامي والون بنكاس.

        المشكلة هي ليس هذا التعيين او ذاك. الخلل يكمن في فكرة التشغيل. بشكل تاريخي، تتولى وزارة الخارجية في ارجاء العالم مسؤولية طرح خط معتدل، متصالح، متنازل. ثمة في ذلك منطق واضح، ينبع من ترسانة الادوات التي توجد تحت تصرف الوزارات الحكومية. وزارة المالية تسيطر على الميزانيات، الاجراءات الادارية واليات الترشيح المالي. وزارة الدفاع مسؤولة عن الذخيرة، بناء القوة العسكرية واستخدامها. وزارة الخارجية يفترض أن تستخدم السياسة، التعاون، التحالفات، الاقناع. هذه هي طريقة العالم.

        يوجد فقط نموذج واحد لوزراء خارجية يدقون طبول الحرب، الشقاق والنزاع. هذا يحصل في انظمة شمولية، فضلت الدفع الى الامام لاهدافها بوسائل القوة وحدها. في هذه الحالات يقوم وزير الخارجية باداء دوره التقليدي ويصبح بوقا دعائيا آخر للسلطة. وفخر وزير الخارجية يفترض أن يكون في تقدم مصالح بلاده بكل الوسائل باستثناء القتال. افيغدور ليبرمان ونائبه يعملان بنشاط كي يشعلا هنا لهيبا كبيرا. يجب أن تنزع من ايديهما اعواد الثقاب.