خبر نعم لنقف في المقدمة- هآرتس

الساعة 11:37 ص|09 مارس 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: عيوننا يجب ان تكون مفتوحة وان نفحص السبيل والسرعة التي تعمل فيها الولايات المتحدة و "العالم المتنور"، ولكن لا ينبغي ان نهجر الخيار العسكري - المصدر).

منذ ولد السلاح النووي استخدم بالاجمال مرتين، في 6 و 9 آب 1945 ضد مدينتي هيروشيما وناغازاكي. وهكذا دفع الامريكيون اليابان الى الاستسلام النهائي. هناك من يدعي بأن القاء القنبلة الثانية كان زائدا لا داعي له، ولكنه هاما كانذار للمستقبل، بأن هذا ليس سلاحا للعب. منذ ان تطور السلاح الفتاك هذا وانتشر في العالم لم تلق اي قنبلة ولم يطلق اي صاروخ يحمل رأسا متفجرا نوويا.

        في الايام الاكثر سخونة للحرب الباردة، عندما كانت القدرة النووية من نصيب القوى العظمى وحدها كان هناك خط لا يتجاوزه أحد بل ولا يقترب منه احد. المرة الوحيدة التي أوقف العالم تنفسه كان في تشرين الثاني 1962 عندما نصب خورتشوف على نحو مفاجىء في كوبا صواريخ بمدى متوسط وهدد بذلك قلب الولايات المتحدة. الرئيس جون كنيدي، في تهديد مباشر بالاستعداد لشن الحرب، اجبر الاتحاد السوفياتي على اعادة الصواريخ الى اراضيها.

        الحدث الثاني والثالث كانا مرتبطين بسياسة اسرائيل لمنع السلاح النووي عن الدول العربية. قبل 29 سنة قصفت اسرائيل المفاعل النووي الذي كان يبنى في العراق، وبذلك منعت صدام حسين من محاولة بنائه من جديد. وعندما قصفت في 2007 المفاعل الذي يبنى في سوريا اخرجت على ما يبدو ايضا من الاسد الرغبة في ان يبدأ كل شيء من جديد.

        حقيقة انه نشأ في العالم ميزان رعب نووي لم تمنع الحروب، ولكن حتى الان على الاقل لم يتم استخدام سلاح يوم الدين. دول نووية تعيش الواحدة الى جانب الاخرى، مثل الهند والباكستان، لا تتصور استخدام السلاح النووي وان كانت هذه ليست سابقة خالدة.

        المشكلة ليست في القدرة على تطوير قدرة نووية، بل في مسألة بيد من توجد هذه القدرة ولأي هدف. عندما يوجد السلاح في يد دولة تسيطر عليها حكومة آيات الله، خطت على علمها ابادة اسرائيل والكيان الصهيوني، ينبغي التعاطي مع هذه التهديدات بجدية تامة. هذه هي الدولة الوحيدة في العالم العضو في الامم المتحدة التي تصرح على الملأ بأن في رأيها تصفية دولة اليهود. نحن نتعامل مع مجنون مثل أحمدي نجاد، يعود الى الاعلان على الملأ بانه لم تكن كارثة والان "يكتشف" بأن العملية في البرجين في 11 ايلول نفذها الامريكيون كي تكون لديهم الذريعة للقتال ضد مصادر الارهاب. يدور الحديث هنا عن دولة زعامتها تتطلع الى جعل الشرق الاوسط المعتدل بأسره منطقة متطرفي الشريعة الاسلامية.

        الى جانب السباق نحو السلاح النووي في ايران يدور الحديث عن نظام يبني جيشا هائلا، بريا وبحريا، ولديه شبكة صواريخ شهاب بعيدة المدى، تهدد سواء امريكا ام اوروبا. والتوقع هو بأن الخطوة الاولى لايران النووية ستكون السيطرة على العراق، في طريقها لتحقيق الهيمنة في الخليج الفارسي.

        لحكام السعودية والاردن يوجد سبب للقلق بقدر لا يقل عما يوجد لاسرائيل. حزب الله مزود بسلاح ايراني يهدد ليس فقط اسرائيل، بل ينتشر منذ الان في الساحة البيتية لمبارك.

        صحيح ان دولا نووية لا تحب الواحدة الاخرى تعيش الواحدة الى جانب الاخرى دون استخدام النووي. ولكن تحت الظل الثقيل لجنون التهديد الارهابي فان ضربة على ايران احمدي نجاد وآيات الله محتمة – سواء بالعقوبات الدولية ام بعملية عسكرية امريكية برعاية مجلس الامن. ليس فقط دول المنطقة بل الدول السوية العقل بأسرها ملزمة بأن تكون قلقة مما يجري في ايران. فما بالك اسرائيل، المحددة كهدف أول للشطب من على وجه البسيطة.

        اصدقاؤنا الامريكيون، بينهم نائب الرئيس جو بايدن الذي يزور البلاد الان، يحذروننا المرة تلو الاخرى من عدم الوقوف في مقدمة العملية العسكرية قبل ان تستنفد العقوبات. اسرائيل ملزمة بأن تسمح للعالم برئاسة امريكا بالعمل، ولكن الايرانيين، كما هو معروف، اذكياء بما فيه الكفاية كي يضللوا فارضي العقوبات. عيوننا يجب ان تكون مفتوحة وان نفحص السبيل والسرعة التي تعمل فيها الولايات المتحدة و "العالم المتنور"، ولكن لا ينبغي ان نهجر الخيار العسكري.