خبر متى يتوقف العرب عن الرقص حول المفاوضات؟

الساعة 02:39 م|08 مارس 2010

فلسطين اليوم - وكالات

متى يتوقف العرب عن الرقص حول لعبة المفاوضات؟!".. سؤال طرحته افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية اليوم الاثنين تعقيبًا على عودة المفاوضات غير المباشرة بين سلطة رام الله ودولة الاحتلال، والتي وصفتها الصحيفة بأنها حصان طروادة الذي يختزن داخله كل الشر للقضية الفلسطينية والتضامن العربي.

وانتقدت الصحيفة في عددها الصادر اليوم موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها راعيًا للمفاوضات تجاه تعبير مجلس الأمن الدولي عن قلقه من الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس، مشيرة إلى أنه حتى القلق ممنوع، قائلة: "حينما تستبيح القوات "الإسرائيلية" المقدسات الإسلامية، وتروِّع المصلين وتعتدي عليهم لا يملك مجلس الأمن أكثر من الإعراب عن القلق، وحينما يشتد بطش هذه القوات وتمعن في استخدام السلاح ضد العزل من السلاح يساوي مجلس الأمن بين الضحية والجلاد فيطلب منهما ضبط النفس، هذا جلّ ما استطاع مجلس الأمن أن يخرج به على الناس".

وأضافت: "مع ذلك لم تستطع الولايات المتحدة أن تضبط تحيُّزها وهي تمارس توسُّطها "النزيه" بين الضحية والجلاد، فتعلن براءتها من قلق مجلس الأمن مما يجري في الأرض المحتلة"، مشيرة إلى أنه موقف يفتقد الحصافة السياسية، ويعبِّر عن الهزل في الموقف الأمريكي تجاه مسألة التسوية السياسية؛ لأن الحصافة السياسية تقتضي أن يكون موقفها مما يؤدي إلى العنف موقف الممانع؛ حتى لا تبدو على الأقل ظاهريًّا أنها منحازة فيما يجري ضد المقدسات الإسلامية ومشجعة عليه، وأما الهزل فلأنها لا يعنيها من المفاوضات سوى استمرارها.

وحول التسوية أشارت الصحيفة إلى أن الأوساط الصهيونية نفسها أكدت أن الولايات المتحدة ليست جادة في مسألة المفاوضات الجارية؛ لأنها مشغولة بداخلها، وهو رأي يعبِّر عن الواقع؛ فالولايات المتحدة التي لعبت دور الوسيط سنوات طويلة لم تحقق أي تقدُّم حقيقيِّ في إقناع الكيان الصهيوني، ناهيك عن إجباره على وقف مده "الاستيطاني" الاقتلاعي، وكل ما استطاعت فعله هو ليُّ الإرادة العربية والفلسطينية نحو مزيد من التنازلات في ميدان التطبيع.

وقالت الصحيفة: "لقد ابتلعت الإدارة الأمريكية الحاليَّة كل تصريحاتها المتعلقة بـ"الاستيطان" لتتماهى مع الموقف "الإسرائيلي"؛ فمن يتقمص الدور "الإسرائيلي"، ويضغط على العرب والعالم لمداراة البطش الصهيوني لن يكون قادرًا على تحقيق أي تقدم في مجال التسوية أصلاً؛ فكيف إذا كان غارقًا في مشاكله الداخلية.. إن الولايات المتحدة تقف في الجانب الصهيوني في تصوُّراته للحاضر والمستقبل؛ فهذا أمر لا يجهله أحد، ومن فاتته الفكرة فليستمع لنائب الرئيس الأمريكي يعلن عن صهيونيته".

وأضافت: "مع ذلك، يُقدِم العرب، وأمامهم السلطة الفلسطينية، على قرارات سياسية هي أشبه بالانتحار، خصوصًا عندما تتم تبرئة الإدارة الأمريكية من مسؤوليتها، ويتاح على الدوام للكيان الصهيوني الوقت لمزيد من الاقتلاع للفلسطينيين من أراضيهم وأحيائهم، والابتلاع لها ولمقدساتهم معها، كما أن ذلك يستدعي الفرقة والخلاف داخل الصف الفلسطيني والعرب، واللحمة بين أطراف المعسكر الآخر".

واختتمت الصحيفة بقولها: "آن الأوان للفلسطينيين والعرب أن يعوا أن المفاوضات أصبحت حصان طروادة؛ يختزن داخله كل أدوات الشر للقضية الفلسطينية والتضامن العربي؛ فمتى نمتلك الشجاعة لكي نوقف الرقص حول هذه اللعبة؟!".