خبر «آباء وقتلة».. مصرع طفلين على يد والديهما فى المرج والمقطم

الساعة 01:50 م|08 مارس 2010

فلسطين اليوم-المصري اليوم

شهدت القاهرة فى الأسبوعين الماضيين جريمتى قتل، المتهم فيهما الآباء، والضحايا من الأبناء والسبب واحد، «مبلغ من المال».. الأولى فى المقطم، حيث أنهى محاسب فى بنك حياة ابنه البالغ من العمر ١٣ سنة بطريقة مأساوية، ظل يعذبه لمدة ١٠ ساعات ليعترف بسرقة ٤٠٠ جنيه من ملابس عمه أثناء زيارته لهم.. أوثق الأب ضحيته بالحبال واعتدى عليه بالضرب كى يعترف، لكنه توفى متأثرا بإصابته.

 

حاول الأب الهروب بجريمته واستدعى مفتش الصحة وادعى أن ابنه سقط من الهضبة أثناء لهوه مع أصدقائه،لم يصدق المفتش رواية الأب وشك فى الواقعة وأبلغ اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة وتم اكتشاف الجريمة وألقى القبض على الأب واعترف بالتفاصيل.

 

ووقعت الجريمة الثانية فى المرج، تفاصيلها لم تختلف كثيراً.. اكتشف الأب اختفاء ١٠٠ جنيه من حافظة نقوده، شك فى أن ابنه الطفل ٨ سنوات سرق النقود، قام بربطه فى السرير واعتدى عليه بالضرب بعد تقييده لمدة ٣ ساعات متواصلة لتنتهى حياة الطفل.

 

«المصرى اليوم» التقت الأب المتهم فى قضية المرج وقال والدموع تملأ عينيه:لم أكن أقصد تنفيذ الجريمة..لا يمكن لأب أن ينهى حياة ابنه بسهولة.. الشك والفقر هما السبب.. يوم الحادث اكتشفت اختفاء ١٠٠ جنيه من حافظة نقودى.. حاولت الاستفسار من زوجتى وابنتى، لكنهما أكدتا لى أنهما لم يقتربا من نقودى.. انتظرت محمد حتى عادت من الدرس الخصوصى.. واجهته بالواقعة، لكنه نفى.. حاولت الضغط عليه لكى يعترف فلم يغير موقفه.. وقتها شعرت بأنه يكذب على وأنه يخفى المبلغ فى مكان ما.. اصطحبته إلى غرفتى وأغلقت الباب حتى لا يتدخل أحد أثناء اعتدائى عليه بالضرب..لا أستطيع أن انسى المشهد، عندما طلبت منه أن يعطينى يده كى أقيده فنفذ طلبى دون أى مقاومة أو صراخ، انتهيت من تقييده فى السرير وبعدها بدأت الاعتداء عليه بالضرب بيدى فى البداية واستعنت بعدها بعصا خشبية واستمر الضرب لمدة ٣ ساعات متواصلة دون توقف.

 

واصل الأب:كنت أسمع صراخه وهو يبكى ويطلب منى التوقف عن الضرب، لكنى لم التفت إليه.. استمر الموقف على ذلك حتى توقف صراخ محمد وبكائه..توقفت عن الضرب واقتربت منه وجدته يتنفس بصعوبة والجروح تملأ جسده.. أسرعت إلى الخارج واستدعيت زوجتى وابنتى لمساعدتى فى انقاذه، لكننا فشلنا، حملته إلى المستشفى فى محاولة لإنقاذه وهناك اخبرنى الأطباء أن حياته انتهت.. سقطت على الارض بعد سماع الخبر، وتوجهت إلى قسم المرج وابغلت المقدم هانى عبدالرؤوف، رئيس المباحث، بالتفاصيل، اعترفت بأننى قمت بتعذيب ابنى حتى الموت.

 

أنا لم أقصد قتل ابنى، لكن الفقر أيضاً له دور فى الجريمة، عندما اكتشفت واقعة اختفاء المبلغ من حافظة نقودى، اكتشفت أنى لا أمتلك سوى ٢٠ جنيهاً أخرى، أنا عامل بسيط أحصل على الأموال بصعوبة..كنت أعتدى بالضرب على ابنى لسببين الأول حتى يعيد المبلغ لى والثانى لتأديبه حتى لا يكرر الجريمة مرة أخرى.. الآن أواجه جريمة القتل، لا أعلم هل سيتم حبسى فقط أم سأواجه حكما بالإعدام، لكنى سأظل أحتفظ بصورة محمد وسأشعر بالندم طوال حياتى وأنا أنظر إلى صورته.

 

وقال الدكتور سمير غنيم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إنه يجب النظر فى الجريمتين فى سياق العنف العام الذى أصبح صفة المجتمع المصرى،سواء فى الأسرة أو فى الشارع وأضاف «غنيم» أن العنف أصبح من المألوف حالياً خاصة بعد ما شهده المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة من عنف عائلى وأسرى من ضرب للزوجات وللأزواج وللأبناء بل من قتل بشكل بشع، حيث يتم تقطيع الجثث وتشويهها وأن ما حدث فى الجريمتين يعتبر عنفا مبالغا فيه يتم استخدامه من أب ضد ابنه، لكنه لا يقصد قتله ولكن الضحية ـ الابن ـ يعتبر كبش فداء يفرغ فيه الأب شحنة الغضب والإحباط وأن الأب فى الجريمة الثانية نفذ جريمته بسبب الظروف الاقتصادية وأيضاً محاولة تأديب الضحية.