خبر كيف ستكون المنطقة في نهاية الأشهر الأربعة؟ ..د. عصام نعمان

الساعة 12:11 م|08 مارس 2010

كيف ستكون المنطقة في نهاية الأشهر الأربعة؟ ..د. عصام نعمان

 

أشاد بنيامين نتانياهو بقرار «لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام» التي منحت محمود عباس تفويضاً للدخول في «مفاوضات غير مباشرة» مع "إسرائيل"، قائلاً «أرحب بحقيقة أن هذا النضوج قد بدأ، وأتمنى أن يؤدي إلى بدء محادثات مع السناتور جورج ميتشل».

 

يتضح من هذا الكلام أن «المسؤولين» العرب أعطوا عباس تفويضاً بإجراء مفاوضات، فيما اعتبره المسؤول الإسرائيلي مدخلاً إلى بدء محادثات.

 

المفاوضات شيء والمباحثات شيء آخر. الأولى تتضمن، غالباً، جدول أعمال بقضايا محددة يأمل المتفاوضون بأن يتوصلوا إلى أسس متفق عليها لتسويتها. الثانية تكون دائماً تمريناً في المناقشة الحرة دونما روابط وبقصد إزالة عوائق وعقبات تحول دون إجراء مفاوضات لاحقة.

 

نتانياهو فهم التفويض لعباس بأنه ترخيص بإجراء مباحثات غير مباشرة، وأن هدف حكومته هو «محاولة تحقيق تسوية سلمية مع جيراننا الفلسطينيين عبر مباحثات مباشرة».

 

من جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين في منظمة التحرير صائب عريقات إن رسم حدود الدولة الفلسطينية في غضون المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية للمفاوضات غير المباشرة (4 أشهر) أمر له أهمية قصوى، معتبراً أن لا جدوى من مناقشة أي قضية أخرى من دون اعتراف حكومة "إسرائيل" بمبدأ الدولتين وفقاً لـ «حدود» العام 1967، مع وجود مبادلة متفق عليها للأرض.

 

تعليقاً على تصريحات عريقات، قال المتحدث باسم نتانياهو مارك ريغيف إنه «بإمكان الفلسطينيين أن يجلبوا كل مخاوفهم إلى طاولـة المباحثات، ونحن سنجلب مخاوفنا، وأولها وأهمها الاعتراف الفلسطيني بشرعية "إسرائيل" كدولة يهودية ونزع السلاح».

 

يتضح من هذه المطارحة عبر الإعلام أن الجانب الإسرائيلي ينظر إلى الحوار مع الجانب الفلسطيني عبر ميتشل بوصفه محادثات غير مباشرة، وإن أول مخاوف "إسرائيل" وأهمها اعتراف الفلسطينيين بها كدولة يهودية، ثم نزع السلاح من دون تحديد ما إذا كان السلاح المطلوب نزعه هو سلاح فصائل المقاومة أو سلاح الدولة الفلسطينية المأمولة.

 

خلافاً للمسؤولين الإسرائيليين، يرى عريقات أن «الأمر ذا الأهمية القصوى» هو رسم حدود الدولة الفلسطينية في غضون أربعة أشهر، وأن لا جدوى من أي مناقشة ما لم تعترف حكومة "إسرائيل" بمبدأ الدولتين وفقاً لـ «حدود» العام 1967 مع استعداد الجانب الفلسطيني ضمنا لمبادلة المساحة التي تحتلها المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية مع مساحة أخرى من الأرض داخل «حدود» "إسرائيل".

 

هل يستطيع أيُّ من الجانبين تحقيق مراده في مدى أربعة أشهر؟

 

للرئيس الإسرائيلي رأي مخالف. فقد صارح شيمون بيريز جمهوره بأن نتانياهو «لن يستطيع تحقيق التسوية السلمية مع الفلسطينيين لأنه مكبّل اليدين من جانب الأحزاب اليمينية المشاركة في الائتلاف الحكومي».

 

على الصعيد الفلسطيني، لا أمل لعباس بالحصول على دعم أهل المقاومة والممانعة في مغامرته التفاوضية. فقد اتهمته حركة «حماس» ببيع الوهم للفلسطينيين، ورشقه عضو مكتبها السياسي عزت الرشق بطلب صارم: «أن يتنحّى جانباً لأن الشعب الفلسطيني يريد قيادة صادقة، وطنية ومتماسكة تقوده لتحقيق حقوقه وليس قيادة تُقدّم التنازل تلو التنازل».

 

حتى لو اعترف عباس بيهودية الدولة العبرية وبنزع سلاح المقاومة في الحاضر وسلاح «الدولة» الفلسطينية في المستقبل (المجهول)، فهل في وسع نتانياهو أن يعترف بمبدأ الدولتين وفق «حدود» العام 1967؟

 

من الواضح أنه «لن يستطيع تحقيق التسوية»، كما قال بيريز. هو لا يستطيع لأن غالبية أعضاء حكومته يرفض قيام دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل" بين النهر والبحر، ولأنه هو نفسه يرفض ضمناً قيامها كما كان قد رفضها علناً في أثناء رئاسته للحكومة العام 1999، وقبل ذلك في أثناء رئاسته للحكومة العام 1996. ففي 1999 أعلنت حكومته الليكودية عن خطتها التي لم تتغير القائلـة بـ «الرفض الصريح لإقامة دولة عربية - فلسطينية غرب نهر الأردن» بعدما كانت حكومته قد وافقت سنة 1996 على أنه بإمكان الفلسطينيين تسمية الأجزاء المتبقية لهم من فلسطين بـ «دولة» إذا كانوا يرغبون في ذلك، أو يسمونها «دجاجاً مقليا»، وذلك على حد قول ديفيد بار ايلان، مدير التخطيط السياسي والإعلامي في مكتب رئيس الحكومـة، خـلال مقابلـة مـع مجلـة « Palestine - Israel Journal » عـدد 1996 « Su  

 

صحيفة الوطن القطرية