خبر علماء مسلمون: منع نصرة المجاهدين في الأقصى خيانة يؤثم فاعلها

الساعة 11:44 ص|08 مارس 2010

علماء مسلمون: منع نصرة المجاهدين في الأقصى خيانة يؤثم فاعلها

فلسطين اليوم- غزة

أثارت قضية الإعتداء على المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، حفيظة المسلمين عامةً والفلسطينيين بشكل خاص، فجوبهت بمسيرات ومظاهرات جابت قطاع غزة للتنديد بهذه الإعتداءات.

 

وكان للعلماء باختلاف أماكن وجودهم وقفة لمساندة المسجد الأقصى وتعلن رفضها لكل أشكال منع أساليب قمع المحتلين من الإعتداء على المقدسات الإسلامية، داعين العالم أجمع لنصرة القدس ومقدساتها وعدم الوقوف مكتوفة الأيدي أمام مايحدث.

 

مانع نصرة الأقصى "آثم"

فمن جانبه، أكد الشيخ حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين، أن القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى المبارك هو "أمان في أعناق كل العرب والمسلمين سواء كانوا شعوباً أو حكاماً، مما يستلزم على المسلمين نصرته والتحرك لحمايته ونجدته من التهويد".

 

وقال البيتاوي، النائب عن الحركة الإسلامية في المجلس التشريعي:"إن الاعتداءات المتواصلة من قبل العدو الصهيوني ضد القدس والمتمثلة في تهويده "تتطلب خطوات عملية من الشعوب والحكام للوقف إمام هذا العدوان المستمر، فلا بد من تحمل الجميع المسؤولية، لقوله صلي الله عليه وسلم" كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته".

 

وطالب "بالرد العلمي على هذه الاعتداءات وتوحيد شطري الوطن على خيار المقاومة، لا باللقاءات أو بالمفاوضات العبثية التي تتم بين الاحتلال وسلطة رام الله"، داعيا سلطة رام الله إلى وقف التنسيق الأمني مع العدو.

 

وأضاف الأجهزة العربية ومليشيا عباس لا تسمح للشعوب بأن يعبروا عن غضبهم بأي شكل كان ولو على شكل مسيرة، مناشداً الشعوب والحكام "بوقف كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال وطرد سفراء العدو من دولهم".

 

وشدد البيتاوي على أن "من يمنع الشعوب من نصر الأقصى هو آثم"، عاداً ذلك بأنه "شكل من أشكال الولاء للعدو سواء كان من السلطة أو الحكام العرب".

 

نصرة الأقصى واجبة

كما أكد الشيخ عبد الكريم الكحلوت عضو مجلس الإفتاء الأعلى في غزة أن واجب المسلمين في كل مكان نصرة المسجد الأقصى، والتحرك من أجل حمايته وتخليصه من نير الاحتلال والعدوان.

 

وقال الكحلوت: فلسطين أرض محتلة، وأي أرض من أراضي المسلمين تُحتلُّ من قِبَل أعداء الله يجب على المسلمين جميعًا أن يهبُّوا لنصرتها، وأقل القليل أن تهبَّ الدول المحيطة بها لنصرتها مثل مصر والأردن وغيرهما؛ لأنهم شركاء في الحدود".

 

وأشار إلى أن فلسطين تحمل دلالاتٍ إضافيةً على وجوب تحمُّل المسلمين واجب الدفاع عنها واستنقاذها؛ لكونها وقفًا إسلاميًّا، وأرضًا مباركةً، وفيها المسجد الأقصى الذي باركه الله، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ومعراجه".

 

وشدَّد الكحلوت على أن المسلمين يأثمون إذا خذلوا المسجد الأقصى المبارك؛ "لأنه أحد معالم الإسلام وأعمدة الدين الإسلامي".

 

وعبَّر عن أسفه لغياب الدور العربي في الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته، في ظلِّ الاعتداءات واستباحة الحرمات التي يمارسها الاحتلال "في ظل صمت يوجب الإثم على أصحابه".

 

وأضاف: "علماء الأمة جميعًا يتفقون على ما أقول، ولا خلاف عليه؛ لأن فلسطين أرض محتلة، وأي أرض من أراضي المسلمين تُحتلُّ من قبل أعداء الله يجب على المسلمين جميعًا أن يهبُّوا لنصرتها".

 

واستشهد بقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، متسائلاً: "أولسنا نحن مظلومين؟ فأين هم المسلمون منا؟!".

 

وأضاف مذكرًا بقول الله تعالى في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنتقمنَّ من الظالم في عاجله وآجله، ولأنتقمنَّ ممن رأى مظلومًا فقدر أن ينصره فلم يفعل" (رواه ابن حبان).

 

وتابع: "ولقد حذَّر الله من مصاحبة الظالمين ومخالطتهم وزيارتهم وإعانتهم وذكرهم بما فيه توقيرهم، قال تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِيْنَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرونَ) (هود: 113)". 

 

خيانة

بدوره، قال الشيخ حامد بن عبد الله العلي، الأمين العام الأسبق للحركة السلفية في الكويت: "إنَّ من أوجب واجبات الدين وأعظم فرائض الإسلام؛ حماية المقدسات الإسلامية من أعداء الأمة، وعلى رأسها -بعد الحرمين- المسجد الأقصى المبارك، وما حوله من الأرض المقدسة".

 

وأوضح العلي -في الفتوى التي نشرها موقعه الإلكتروني اليوم الإثنين (8-3)- أن أرض فلسطين "أورثها الله تعالى أمة الإسلام، وجعل الحفاظ عليها أمانة الله بيدها، وسمَّى المفرِّط فيها خائنًا، وتوعـَّد من تخاذل عن الدفاع عنها بالعذاب الأليم، والاستبدال.. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمـون)، وقد نزلت هذه الآية فيمن أسرَّ إلى اليهود خبرًا بغير رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن أسـلم المسجد الأقصى والأرض المقدَّسة وأهلها من المسلمين وغيرهم من المظلومين ممن هم في عهد المسلمين؛ أسلمهم إلى اليهود بالتثاقل عن النصرة والجهاد؟!"، مؤكدًا بالقول: "والله إنَّ التقاعس عن نصرتهم من أعظم الآثام، وأشنع الإجرام".

 

وأكد أن التخاذل عن الجهاد عمومًا يوجب عذاب الله تعالى، "فكيف بمن يتخاذل عن جهاد أشدِّ الناس عداوةً للمؤمنين، المغتصبين لبيت المقدس، المعتدين على حرمات الأمة وجميع مقدساتها؟!".

 

ونقل الشيخ العلي إجماع العلماء واتفاق المذاهب الإسلامية على أنَّ الجهاد من أعظم الفروض إذا احتلَّ العدوُّ أرضًا إسلاميةً حتى لو كانت خرابًا أو مواتًا على حدود بعيدة من أرض الإسلام، متسائلاً: "فكيف يكون هذا الفرض الإسلامي العظيم إذا كان المسجد الأقصى هو المحتلَّ، والأرض المقدسة هي المغتصبة؟!".

 

وشدَّد على أن "حكم من يصطفُّ مع الصهاينة بأيِّ عمل كان -بمحاصرة المجاهدين، أو إعاقة جهادهم، أو التضييق عليهم، أو التعاون مع اليهود في عدوانهم بأيِّ شكل ضدَّ المقاومين، بالتعاون الأمني، أو الاستخباراتي، أو السياسي، أو بالفتوى، أو غير ذلك، أو بتوقيع المعاهدات مع اليهود المتضمّنة التنازل عن أيِّ حقِّ للمسلمين في فلسطين، أو ما يُسمَّى التطبيع معهم، أو منع نصرة المجاهدين في فلسطين بالمال والنفس أو غيرهما من وسائل النصرة- فهذا هو التولِّي للكافرين؛ الذي جعله القرآن العظيم أعظم الخيانة للمسلمين، والدخول في زمرة أعداء الدين"، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوِّي وعدوَّكم أولياء)".

 

وأكد الشيخ العلي أن الواجب اليوم على الأمة الإسلامية التداعي لنجدة المسجد الأقصى، والتحرك السريع لدعم الجهاد في فلسطين؛ لحماية بيت المقدس ومقدسات الأمة، وذلك من خلال فكّ الحصار عن غزة، وفتح مكاتب لفصائل المقاومة الفلسطينية في كل البلاد العربية، والإسلامية، والتأليف بينها.

 

كما أكد على أهمية التحرك لإطلاق كل السجناء في سجون دايتون - عباس في الضفة، وتحسين أوضاع كلِّ الفلسطينيين في الداخل والخارج ورفع معاناتهم، ودعم الجهاد الفلسطيني بكل ما يحتاجه من دعم معنوي ومادي لتنطلق الانتفاضة الثالثة لحماية المقدسات.

 

وطالب العلي، بإيقاف مهزلة المفاوضات العبثية، ومقاطعة كلِّ من ينخرط فيها، ومحاربة كلِّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتصدِّي لدعواته، وإعادة اصطفاف الأمة حول قضية فلسطين؛ بما في ذلك تكوين اللجان، وتفعيل وسائل الإعلام، ودور الدعاة، والمفكرين.. إلخ.