خبر انتفاضة بيضاء .. التحول الفلسطيني .. يديعوت

الساعة 10:34 ص|07 مارس 2010

بقلم: اليكس فيشمان

الان لم يعد كبار المسؤولين الفلسطينيين يرغبون ببطاقات الـ في.اي.بي، للشخصيات الهامة والتي تمنحها اسرائيل الى نحو 300 من منتخبي الجمهور وقادة اذرع الامن الفلسطينية. وهذه هي البطاقات التي تسمح لهم، بما في ذلك من امتيازات، بالبقاء في سيارات المرسيدس المكيفة خاصتهم والعبور بسهولة في حواجز الجيش الاسرائيلي في الضفة امام ناظر "الشعب" الذي ينظر اليهم بغضب وحسد.

هذه البطاقة اصبحت رمزا لـ "العمالة"، للعلاقات الطيبة بين اذرع الامن الفلسطينية والمخابرات الاسرائيلية، والان يركلونها. حسين الشيخ، نائب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، أعلن على الملأ بانه يرفض تلقي البطاقات، وذلك لان اسرائيل اسقطت مائة اسم من قائمة الحاصلين على هذه البطاقة وكلهم اعضاء اللجنة المركزية لفتح ممن شاركوا في المظاهرات في بلعين.

وهم لا يركلون فقط البطاقة. هم يركلون ايضا العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل. في السلطة تجرى مباحثات حول الوقف التدريجي لعمل العمال الفلسطينيين في المناطق الصناعية في المستوطنات، كجزء من تغيير المبنى الاقتصادي – التنظيمي للسلطة. خلايا من المراقبين تمر على المحلات التجارية في الضفة وتصادر بضائع من انتاج المستوطنات.

بشكل عام الثنائي ابو مازن – فياض يحاول ان يشطب بقايا اوسلو الاخيرة. فهما يحاولان، مثلا، تشويش الفوارق بين المناطق أ و ب و ج في الضفة التي تحددت في اوسلو. ومؤخرا فتح فياض مكاتب زراعية في غور الاردن، وهو يوطن فلاحين في الجفتلك، وكلا المنطقتين هما ج، بسيطرة اسرائيلية. وهذا لا يتم سرا، بل باحتفالات علنية، والصور تنشر في كل وسائل الاعلام. وهما يوجهان كل عملية اسرائيلية موضع خلاف – بدءا من تصفية المطلوبين الثلاثة في القصبة في نابلس وانتهاء بالاعلان عن المواقع التراثية – من اجل الضغط على الامريكيين ليمنعوا اسرائيل من تنفيذ ملاحقة حامية في مناطق السلطة.

كل هذه الاجراءات – والتي هي جزء مما يسمى في الضفة "الانتفاضة البيضاء لسلام فياض" – تتجمع لتصل الى موعد هدف واحد: 17 تموز 2010، الانتخابات للسلطات المحلية في الضفة. في اسرائيل لا يهتم احد بذلك ولكن هذه الانتخابات هي اختبار القوة الحقيقي لشرعية الثنائي ابو مازن – فياض. كل ما يحصل اليوم في الضفة يتجمع في هذا الهدف لانتصار جارف للسلطة الفلسطينية في الانتخابات. لاظهار – لاول مرة بعد سنين – التحول، عادة القوة الى م.ت.ف وفتح حيال حماس، التي في انتخابات 2005 اقتطفت 70 في المائة من الاصوات في المدن الكبرى في الضفة.

ابو مازن – فياض يتطلعان اليوم الى تحقيق 50 في المائة على الاقل. مع تأييد كهذا يمكنهما ان يدخلا المفاوضات مع اسرائيل مع شرعية من الجمهور الفلسطيني وليس فقط مع ريح اسناد من الاعضاء المعتدلين في الجامعة العربية. هذا هو مصدر قوة حقيقي، وليس زائفا. حماس من جهتها أعلنت بانها لن تشارك في الانتخابات. السلطة ستسير الى الانتخابات حتى بدونها.

غريب. في اسرائيل يوجد ميل لتجاهل الانتخابات في الجانب الفلسطيني. في 2005، غفينا واصبنا بالذهول عندما سيطرت حماس على السلطات المحلية، ومع الايام، في الانتخابات العامة، سيطرت ايضا على الاغلبية في البرلمان الفلسطيني. الان ايضا يغلقون العيون. هكذا مثلا، توجد لدينا توقعات من "محادثات التقارب" التي يفترض أن تبدأ هذا الاسبوع بين المحامي مولكو وصائب عريقات (اللذين لا يجلسان في واقع الامر معا، بل يقوم السفير ميتشيل بحملة مكوكية بينهما). غير أنه حتى ما بعد الانتخابات للسلطات في الضفة لن يخرج من هذه الاتصالات أي شيء.

الفلسطينيون يدخلون هذه المحادثات مع النية للبحث في مواضيع اللباب، بحيث يتمكنوا من التلويح بها بعد اربعة اشهر، قبيل الانتخابات. اسرائيل ترى في المحادثات مجرد مرحلة في الطريق الى محادثات مباشرة، ستبدأ – حسب خطة ميتشيل – بعد اربعة اشهر، بينما الامريكيون يريدون ان يخرجوا من هذه المحادثات على الاقل باعلان عن الحدود الدائمة. توجد هنا ثلاثة خطوط متوازية لا تلتقي، وبالتأكيد ليس الان.

وفضلا عن ذلك، فان السلطة لا يمكنها أن تدخل الانتخابات في 17 تموز مع سجل من التنازلات في الموضوع الوطني. بالعكس. لديها مصلحة واضحة في خلق أزمة كي تحظى برأي عام حميم والوصول الى الانتخابات مع صورة من المناعة الوطنية، نظيفة من كل علائم "العمالة".