خبر 10 آلاف شيكل شهريا دخل مدرس الدروس الخصوصية في غزة!!

الساعة 09:07 ص|07 مارس 2010

10 آلاف شيكل شهريا دخل مدرس الدروس الخصوصية في غزة!!

 

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

ما أن تقترب مواعيد الامتحانات النهائية لمرحلة الثانوية العامة في كل عام، حتى تجد أن معدلات الإقبال على الدروس الخصوصية تتزايد و تشتعل بورصتها.. مشكلة آفة تستفحل شيئاً فشيئاً في مجتمعنا التربوي و التعليمي، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتفاقم حدتها مع استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه دولة الاحتلال على القطاع منذ مايقارب الأربع سنوات، لتضيف مزيداً من المعاناة على كاهل الأسر الغزية من خلال إرهاق لميزانيتها واستنزاف لمواردها.

 

الإيجاب والسلب

وقد تباينت آراء العديد من الطلاب والمعلمين فيما يتعلق بالدروس الخصوصية، فمنهم من رأى أن الدروس الخصوصية ضرورة ملحة لاجتياز امتحانات التوجيهي، بينما عارض البعض هذه الظاهرة معتبراً أنها نوع من الموضة لدى المعلمين و الطلاب و ذويهم هدفها استغلال ضعف و حاجة الطلاب.

 

الطالبة نجاح أبو عطيوي، طالبة في الثانوية العامة الفرع العلمي وتذهب إلى دروس خصوصية في بعض المقررات التعليمية، و في معرض ردها حول سؤالنا عن الدافع الذي جعلها تبحث عن تلك الدروس قالت:"إن الحصة الدراسية في المدرسة لا تكفي لمعرفة وتعليم كل شيء، وما يتم شرحه أثناء الحصة جزء يسير مما يشرح في درس الخصوصي".

 

واستدركت، "لكن ما يثير تذمر بعض الطلبة و أسرهم هو ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، إذ أن الطالب أصبح يكلف أسرته نحو 100 دولار شهرياً، هذا ناهيك عن ما يلزم الطالب من كتب خارجية ورسوم مدرسية وأخرى للشهادة النهائية، علماً بأن الرسوم المدرسية قد ارتفعت من 50 إلى 100 شيكل".

 

وأضافت أبو عطيوي، أنها تذهب لدروس خصوصية في مقررين فقط، فماذا يقول من يذهب لدروس خصوصي في أكثر من أربع مواد علمية؟

و طالبت أبو عطيوي مدرسي الخصوصي إلى تخفيض سعر الساعات الدراسية بحيث تكون في مستوى متوسط يعطي كل ذي حق حقه حتى لا يظلم أي من الطلبة و لا المعلمين.

 

من جانبه، أكد الأستاذ محمد الحطاب، و هو أحد المدرسين في مدارس الحكومة ومقدم برنامج "يوميات توجيهي" الذي يبث عبر إذاعة صوت القدس من غزة أن العملية التعليمية في مجتمعنا بدأت تأخذ منحىً تجارياً من قبل بعض المعلمين الذين يستغلون ظروف بعض الطلاب الذين يندفعون إلى أتون هذه الآفة الخطيرة.

 

و أشار الحطاب في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم" إلى أن بعض المعلمين يهملون بعض الجوانب التعليمية في الصفوف المدرسية حتى يدفعوا الطلاب للبحث عنها خارج المدرسة من خلال الدروس الخصوصية.

 

وأضاف الحطاب، أن هؤلاء المعلمين لم يعد يهمهم سوى كم من الدولارات يجمعونها في نهاية الشهر من تلك الدروس، مشيراً إلى أنه ومن خلال متابعته لهذا الأمر الشائك، تبين أن المعلم الخصوصي يحصل ما قيمته 10000 شيكل شهرياً من خلال عمله في الدروس الخصوصية.

 

وقال الحطاب:"إن السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية هو غياب البرامج الإبداعية والتطورية في النظام التعليمي، معتبراً أن وزارات التعليم في الحكومات المتعاقبة  تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية من خلال عدم متابعتها للتعليم على أرض الواقع".

 

كما أكد الحطاب أنه تم دعوة وزير التربية والتعليم بحكومة غزة إلى نقاش مباشر في برنامج إذاعي في هذا الخصوص إلا أن الطلب رفض أكثر من مرة و قوبل بالاعتذار0

 

وبينما عزت المدرسة حنان حجاج (33 عاماً) إحدى المدرسات في مدارس الوكالة انتشار هذه الظاهرة إلى رغبة بعض الطلاب المتميزين إلى تحصيل أكبر قدر من المعلومات و دعم قدراتهم لتمكنهم من اجتياز الامتحان، مضيفةً أنها تؤيد الدرس الخصوصي إذا ما كان يراعي الأوضاع الاقتصادية للأسر وألا تكون هدفها مالي بحت، وأيضاً إذا كانت غير مجحفة بحق المدرس.

 

وقالت حجاج:"إن على وزارة التربية والتعليم الحد من انتشار تلك الظاهرة من خلال إيجاد مؤسسات تكلف بعض المدرسين الأكفاء بعد الدوام المدرسي لغرض المعالجة والمساندة وذلك بدعم من الحكومة، أو من خلال إعداد برامج تطويرية لمدرسيها وعمل مواد علاجية ومساندة على غرار النظام القائم بمدارس وكالة الغوث سيما، وأن الدروس الخصوصية لم تعد تخص مرحلة الثانوية العامة فقط بل تجاوزت حدودها إلى مراحل الابتدائية والإعدادية".

 

من المسؤول؟

أبو الحسن (48 عاماً)، وهو أب لطالبة في الثانوية العامة تساءل عما يفعله أي أب عندما تقول له ابنته أنها تحتاج لمساعدة في مادة الرياضيات أو الكيمياء أو الفيزياء أو اللغة الانجليزية؟ من ستحاسب؟ وأنت ترى أبناءك مجتهدين منذ بداية العام؟ صعوبة المنهج؟ كثافة المقررات؟ جدول الاختبار؟ ازدحام الفصول الدراسية؟.

 

وحمل أبو الحسن وزارة التربية والتعليم المسؤولية الكاملة عن تفشي هذه الظاهرة التي تشكل عبئاً إضافياً على كاهل الأسرة، وذلك في غياب الدعم والتأهيل للكادر التربوي و التعليمي من خلال عقد ورش عمل أو دورات تدريبية و تأهيلية و تنمية خبرات المعلمين لخلق حالة من الألفة بين الطلاب  والامتحان و علاج مواطن الضعف و الخلل، مؤكداً أن التغيير في النظام التعليمي لا يكون بقرار من خلف المكاتب بل من خلال متابعة النظام التعليمي على الواقع.

 

و تابع يقول:"لقد سمعنا عن نظام تعليم تمكيني و تعليم علاجي وأن التعليم تحسن بنسبة 3% في غزة، لكن الوقائع على الأرض تثبت غير ذلك، أي اندفاع الطلاب نحو مراكز الدروس الخصوصية".

 

كما حملً أبو الحسن نظام الترفيع الآلي المسؤولية عن هذا الزحف من الخريجين بدون وظائف، مؤكداً أن المئات ممن ينهون الدراسة الثانوية لا يجيدون القراءة و الكتابة.