خبر نحو إعادة الاعتبار لقرار « الصهيونية حركة عنصرية » ... !نواف الزرو

الساعة 07:40 ص|07 مارس 2010

نحو إعادة الاعتبار لقرار "الصهيونية حركة عنصرية" ... !نواف الزرو

 

عادت مسالة التمييز العنصري الاسرائيلي "الابرتهايد" وجرائم الحرب والانتهاكات السافرة للقوانين والمواثيق والاعراف الدولية  لتحتل العناوين في اوروبا و"اسرائيل" على حد سواء، وذلك بعد ان نظمت عشرات الجامعات في العالم وللسنة السادسة على التوالي في أكثر من 58 مدينة حول العالم، أسبوعا رمزيا بعنوان"إسرائيل دولة عنصرية"، ويستمر هذا الأسبوع أربعة عشر يوما كاملا  بهدف فضح ممارسات إسرائيل العنصرية والدعوة لمقاطعتها وفرض العقوبات عليها .

وقد بدأ اسبوع "اسرائيل العنصرية" في جامعات تورنتو عام 2005 ثم انتقل إلى مونتريال ثم إكسفورد ووصل العدد عام 2008 إلى 19 جامعة ثم أصبح عام 2009  .. 27 جامعة ، وبلغ عدد الجامعات المشاركة في الأسبوع في عام 2010 أربعين جامعة -هارتس-  1/3/2010-.

النائب العربي جمال زحالقة افتتح"أسبوع الأبرتهايد" في جامعتي أكسفورد وكامبردج تحت عنوان "خذوا ديمقراطيتكم وأعطونا أرضنا"، وقال في كلمته أن السر القذر للديمقراطية الإسرائيلية، والذي تسعى المؤسسة الإسرائيلية للتستر عليه على مدى عقود طويلة، هو أنها مبنية على الترانسفير وفقط بعد تهجير الفلسطينيين من بلادهم عام 1948 ضمنت الحركة الصهيونية الأغلبية اليهودية، وعلى هذا الأساس أنشئت الديمقراطية الإسرئيلية/03/03/2010 ".

وقد شنت وسائل إلاعلام العبرية وشخصيات سياسية من أحزاب صهيونية مختلفة، هجوماً على "أسبوع الأبرتهايد الإسرائيلي" وهاجمت النائب زحالقة في أعقاب مشاركته في المؤتمر، وقال نائب وزير الخارجية، داني أيالون، أن وزارة الخارجية ستحارب هذه الظاهرة بكل الأدوات، وستعمل على تكثيف الحضور في الجامعات التي تستضيف النشاطات المذكورة لتوضيح "حقيقة الموقف الإسرائيلي".

وابدت "إسرائيل" انزعاجها من "أسبوع الأبرتايد الإسرائيلي" الذي يدعو أساساً إلى مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وأكاديمياً وفرض عقوبات عليها نتيجة سياستها القمعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وسياسة التمييز ضد الأقلية الفلسطينية في تخومها/ الثلاثاء 2 / 03 / 2010".

وكانت ثارت ثائرة "اسرائيل" في الاعوام السابقة في اعقاب عقد عدة جامعات اوروبية وكندية اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي الذي فتح  ملفات الممارسات العنصرية الاسرائيلية وجرائم التطهير العرقي التي تقترفها دولة الاحتلال على نطاق واسع..

وحول هذه المؤتمرات العلمية الاعلامية  قال النائب العربي في الكنيست د.جمال زحالقة، الذي شارك في الحملات المتصلة ل"أسبوع مناهضة الأبرتهايد الإسرائيلي"، "إنه قبل سنوات كان الحديث عن الأبرتهايد الإسرائيلي على هامش السياسة العالمية، ولكن في الفترة الأخيرة تسمع أصوات جدية وذات وزن تعقد مقارنات بين ما تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة وبين جنوب أفريقيا"، واكد"ان المدارس في اسرائيل تربي الاطفال اليهود على كراهية الفلسطينيين وان اسرائيل هي دولة عنصرية"، وكشف زحالقة النقاب عن ان "اسرائيل سنت 30 قانونا عنصريا للتمييز ضد المواطنين العرب وان اكثرها عنصرية هو قانون العودة لليهود".

وفي السياق الابرتهايدي ايضا تبين من نتائج بحث أجرته جامعة حيفا حول موضوع "تقبل الآخر" في أوساط الشبان العرب واليهود في إسرائيل، "أن معظم طلاب المدارس الثانوية اليهود، 75% يعتبرون أن العرب هم " حطابون وسقاة ماء"، وقد شارك في البحث الذي أجراه البحث د. حغاي كبلرمينتس ود. يغئال روزين والسيدة ربيعة الحسيني، 1600 مشترك، وهم طلاب من 22 مدرسة ثانوية في جميع أنحاء "اسرائيل".

ويقول د. كبريمنتس عن نتائج البحث: "وجدنا في البحث تعبير خطير عن تفكير مبني على آراء مسبقة لدى الطلاب اليهود اتجاه الطلاب العرب". ويتبين من البحث أن 69% من الطلاب اليهود يعتقدون أن العرب ليسوا أذكياء، 75% يعتقدون أنهم غير مثقفين، 75% يعتقدون أنهم ليسوا حضاريين و 74% يعتقون أنهم ليسوا نظيفين.

ويذكر في هذا الصدد ان سياسة الابرتهايد ضد العرب قد احتلت ايضا قمة اجندة مؤتمرات هرتسليا ، فلم يقفز المشاركون في المؤتمر عن الهواجس الاساسية التي وقفت اصلا وراء مؤتمر هرتسليا ، تلك الهواجس المتعلقة بما يسمونه التهديد الديموغرافي الذي يشكله عرب 48 على وجود "اسرائيل".

وعلى نحو مكامل، لنذكر هنا- في العاشر من تشرين الثاني من العام 1975 كانت الامم المتحدة قد اتخذت انذاك قرارا بحق "اسرائيل " والحركة الصهيونية اعتبر تاريخيا انذاك اذ اعلن القرار: "ان الصهيونية هي شكل من اشكال العنصرية والتمييز العنصري " ...فكان ذلك القرار بمثابة صحوة انسانية اممية جامعة ضد "اسرائيل " كدولة احتلال وارهاب ، وضد الحركة الصهيونية بمواصفاتها وممارساتها العنصرية .

   في هذه الايام يكون قد انقضى  خمسة وثلاثون عاما على ذلك القرارالتاريخي الذي اخذ من ضمن  ما اخذه بعين الاعتبار القاعدة التي كان  دافيد بن غوريون قد ارساها بالنسبة للعلاقة من الامم المتحدة والمجتمع الدولي   حيث قال جهارا نهارا : "بلا امم متحدة  بلا هوى" و" وان الامم المتحدة مقفرة فارغة لاقيمة لها " مثبتا القاعدة الاخرى التي حكمت  سلوك "اسرائيل " في علاقاتها مع المنظمة الدولية على مر العقود الماضية وهي " ليس مهما ما يقوله الاغيار وانما المهم ما يفعله اليهود على الارض".

 وبعد ذلك القرار بنحو خمسة عشر عاما عادت الامم المتحدة لتتخذ قرارا جديدا  في الحركة الصهيونية ولكن في الاتجاه المعاكس تماما، حيث لحست " قرارها السابق بقرار  جديد يلغيه ويقد اعتذارا ضمنيا لاسرائيل عنه.

 في اعقاب قرار الالغاء والاعتذار اخذت سياسات وموقف وقرارات الامم المتحدة تتحول شيئا فشيئا لصالح "اسرائيل " وسياساتها ..هكذا بمنتهى الاتحيازية الظالمة على رؤوس الاشهاد ...الى ان بلغت الامور  ذروة النفاق الدولي مع الدولة والحركة الصهيونية باتخاذ تلك المنظمة سلسلة قرارات ومواقف تشجب في مضمونها  مثلا "الارهاب – الانتفاضة والاحتجاجات والرفض – الفلسطيني للاحتلال وجرائمه "  وتبرر لاسرائيل من جهة ثانية "حقها في الدفاع عن نفسها "

ولذلك ..وفي ضوء كل هذه الحقائق والوثائق المتعلقة بالابرتهايد الاسرائيلي وبجرائم الحرب والانتهاكات التي تقترف على مدار الساعة، لعلنا نعرب عن تقديرنا واحترامنا البالغ لكل اولئك الذين عقدوا ويعقدون "اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي" في الجامعات والنقابات الاوروبية والكندية والجنوب افريقية  ونحث كافة المؤسسات العربية المعنية بمناهضة سياسات التمييز العنصري الابرتهايدي على ان تتحمل بدورها مسؤولياتها القانونية /الحقوقية / الانسانية /الاعلامية وان تتحرك من اجل تدويل قضية العنصرية الابرتهايدية الاسرائيلية ضد ملايين العرب في فلسطين ، وان تقتدي ب"اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي" والعمل على تعميمه على اوسع مساحات اممية ممكنة، وصولا الى اعادة الاعتبار لقرار"الصهيونية حركة عنصرية".

وهذه مسؤولية تاريخية منوطة بالمؤسسات القانونية الحقوقية / الانسانية العربية على امتداداتها الجغرافية عليها ان تقوم بها بلا تاخير او تقاعس...!