خبر قلق في إسرائيل بسبب الوضع الصحي لمبارك

الساعة 06:39 ص|07 مارس 2010

فلسطين اليوم-المصريون

تابعت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية باهتمام بالغ تطورات الحالة الصحية للرئيس حسني مبارك الذي أجرى جراحة لاستئصال الحوصلة المرارية بمستشفى هايدلبرج الجامعي في ألمانيا أمس، وانصب تركيزها قبل إجرائه الجراحة حول مستقبل الحكم في مصر مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في العام القادم، مشيرة إلى أن الاتجاه السائد في مصر يرجح توريث السلطة لجمال النجل الأصغر للرئيس المصري.

 

وقالت صحيفة "هآرتس" إن مبارك البالغ من العمر 81 عاما شعر بوعكة صحية خلال زيارته لألمانيا وتم نقله إلى مستشفى هايدلبرج، حيث أوصاه الأطباء بإجراء عملية جراحية، وأشارت إلى أن عائلة مبارك المكونة من زوجته وابنيه كانت بمرافقته أثناء العملية الجراحية التي أجراها أمس.

 

وأضافت أن مبارك الذي يتولى الرئاسة في مصر منذ عام 1981 لم يحسم حتى الآن قراره بشأن ما إذا كان سيخوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم أم لا، موضحة أن المصريين يعتقدون في توريث مبارك نجله جمال الحكم (46 عاما).

 

مع ذلك أشارت إلى إمكانية أن تتغير الخريطة السياسية المصرية بشكل ملحوظ بعد ظهور محمد البرادعي المدير العام السابق لوكالة الطاقة الدولية في الصورة حيث أسس "الجمعية الوطنية للتغيير"، لافتة إلى أن قوة تلك الهيئة السياسية تكمن في أهدافها الرامية إلى إجراء تعديلات دستورية بما يسمح للبرادعي بالترشح للانتخابات الرئاسية.

 

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فاعتبرت أن الوضع الصحي لمبارك يعد من المسائل الحساسة جدا في مصر ويعد أحد "التابوهات" المحرم تناولها والتحدث عنها، مشيرة إلى الشائعات التي راجت حول الظروف الصحية لمبارك في عام 2007، وأن صحيفة "وورلد تريبيون" البريطانية نقلت عن عناصر استخباراتية غربية في أعقاب ذلك القول، إن الرئيس المصري أصيب بهبوط حاد قبل زيارته للسعودية.

 

بدورها، قالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي إن الرئيس مبارك نقل سلطاته إلى رئيس وزرائه الدكتور أحمد نظيف، وذلك لخضوعه لعملية جراحية بألمانيا في حوصلة المرارة، مضيفة أن تلك العملية التي أجراها مبارك سبقها عدة إجراء فحوص طبية له بنفس المستشفى، مشيرة إلى أن علامات التعب لم تظهر على الرئيس المصري خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

 

وأضافت أن الرئيس مبارك أصيب بهبوط عام 2003 خلال إلقائه كلمة بالبرلمان المصري وأعلنت مصادر رسمية مصرية وقتها أن الأمر جاء بسبب تناوله لمجموعة من الأدوية وإصابته بالإرهاق بعد صيامه رمضان، لافتة إلى أن المرة الأخيرة التي قام فيها الرئيس المصري بنقل سلطاته إلى رئيس وزرائه كان في عام 2004 عندما خضع لعملية جراحية بظهره في ميونخ، الأمر الذي أشعل نار الشائعات عن توريث الحكم لابنه جمال وأدى إلى انهيار في أسواق المال المصرية.

 

وأشارت إلى أن مبارك رغب في وقف الشائعات عن تدهور حالته الصحية عام 2007 وذلك بتوجيه رسالة للشعب المصري قال فيها إن هذه الشائعات كاذبة وهدفها الوحيد هو محاولة زعزعة نظام الحكم، لافتة إلى أن الرئيس المصري سيكمل هذا العام السنة الخامسة لولايته السادسة منذ عام 1981.

 

وأوضحت أن قضية التوريث تثار في مصر كلما ظهرت تخوفات فيما يتعلق بالوضع الصحي للرئيس مبارك، مؤكدة أنه حتى الآن لم يعلن الرئيس المصري إذا كان سيشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة وكثيرون في مصر يعتقدون أنه إذا اتخذ قرارا بعدم المشاركة فسيقوم بنقل سلطاته لنجله جمال.

 

من جهته، قال موقع "واللاه" الإخباري الإسرائيلي إن مبارك الذي يتقلد زمام السلطة في مصر منذ مقتل سلفه أنور السادات وحتى الآن لم يقم بتعيين نائب له، الأمر الذي يثير موجة من التكهنات حول الحاكم القادم لمصر، وهي التكهنات التي تظهر كلما برز الحديث عن وضعه الصحي، مضيفة أن مبارك لم يعلن عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، بينما يرى عدد كبير من المصريين أنه سيقوم بنقل السلطة لنجله جمال البالغ من العمر 46 عاما في حال عدم ترشحه.

 

وبعنوان "دراما مصرية"، قال موقع "نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي إن الرئيس سيخضع لعملية جراحية سريعة بألمانيا وقام بتوقيع أمر رئاسي بنقل سلطاته لرئيس وزرائه احمد نظيف لحين عودته إلى القاهرة، مضيفا أن التقرير الذي بثه التليفزيون المصري عن العملية الجراحية سبب حالة من القلق الإسرائيلي خاصة في ظل الشائعات المستمرة عن وضع مبارك الصحي.

 

وذكر أن شائعات انتشرت خلال الفترة الماضية بين المصريين حول تدهور صحة مبارك، لافتة إلى أن المسئول عن إطلاق هذه الشائعات هم منافسوه السياسيين- خاصة جماعة "الإخوان المسلمين"- الرافضين لاتفاقية السلام مع إسرائيل، موضحا أن هؤلاء يرفضون في الوقت ذاته تولي جمال مبارك الحكم في حال غياب والده.