خبر بعد مصادرة 300 دونما...قرية النبي صالح تنتفض ضد الاستيطان

الساعة 04:12 م|06 مارس 2010

بعد مصادرة 300 دونما...قرية النبي صالح تنتفض ضد الاستيطان

فلسطين اليوم: رام الله

في الشمال الغربي من مدينة رام الله تقع قرية النبي صالح الفلسطينية والتي قررت ان تقاوم سرقة الاحتلال لمئات الدونمات من أرضها0 لصالح المستوطنة التي أقيمت على أرضها.

 

فقد بدأ سكان القرية بالخروج الأسبوعي إلى الشيك الفاصل بين منازل القرية و الأراضي التي صودرت مؤخرا لصالح المستعمرة التي أقيمت بالكامل على أراضيهم، بمثيلاتها من القرى الفلسطينية بلعين ونعلين و المعصرة، بحربها الشعبية ضد الجدار و الاستيطان ومصادرة الأرضي الفلسطينية.

 

يقول عطا التميمي عضو المجلس القروي أن فكرة الاعتصام جاءت بعد اعتداءات المستوطنين و الجنود على الأهالي أثناء محاولتهم تشجير أرضهم التي صادرها المستوطنين و قطعوا أشجار الزيتون فيها، حيث حاصرت عدد كبير من حرس الحدود و بدؤوا بضربهم و الاعتداء عليهم.

1700 دونما ...

وتعود قصة القرية مع المستوطنين الى العام 1976 عندما صادرت سلطات الاحتلال 1700 دونما من أراضي القرية لصالح بناء مستوطنة (حالاميش نيفي تسوف)، ومن ثم بدأ مستوطنيها بمضايقة أهالي القرية و التضييق على حياتهم.

 

و مع اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000 اتخذ المستوطنين من الوضع الأمني مبرر لضم أكثر من 300 دونما جديدا وقاموا بتشييكها وضمها إلى المستوطنة و منعوا المواطنين من الدخول إليها.

 

ولما كانت الأراضي المصادر من أخصب و أهم أراضي القرية، كما يقول التميمي، كان لا بد من التحرك، حيث توجه الأهالي إلى القضاء حيث استطاعوا أن يحصلوا على قرار يعيد لهم الأرض من جديد، الا ان المستوطنين رفضوا الانصياع لأوامر المحكمة و استمروا في العربدة ومنع المواطنين من أراضيهم.

 

يقول التميمي:" المستوطنين لم ينصاعوا لقرار المحكمة، على العكس قاموا بتشييك إضافي للأرض وقطعوا أكثر من 200 شجرة زيتون و اعتدوا على كل من حاول ان يصل إلى أرضه".

 

و تابع التميمي:" طرقنا كل الأبواب من محاكم و سلطات و الإدارة المدنية إلا ان المستوطنين كانوا وق القانون و ينفذون ما يخططون له دون أدنى اهتمام بقرارات السلطات، فكان لا بد من التحرك لصدهم".

لن نعود للوراء...

وهذا التحرك كما يقول التميمي جاء بعد إصرار المستوطنين على حرمان الأهالي من أرضهم و منبع ماءهم وقاموا بالسباحة فيها بحجة أنها نبع عين مقدسة و وطلقوا عليها اسم "عين نير" ونظموا زيارات دورية للمستوطنين من المستوطنات المجاورة للاستحمام فيها.

 

و لما كانت الروايات الدينية و التاريخية اقصر الطرق لمصادرة الأراضي، كان التفكير بحذو حذو القرى المحاذية للجدار و تنظيم مسيرات أسبوعية ضد مصادرة الأرض و العبث فيها.

 

يقول التميمي:" منذ 15 نوفمبر الماضي بدأنا بتنظيم المسيرات الأسبوعية يوم الجمعة و نحرص على حشد اكبر قد ممكن من الأهالي و المتضامنين الأجانب لذلك".

 

هذا الحشد و التحرك من قبل الأهالي قابلة إجراءات أمنية صارمة من قبل السلطات الإسرائيلية وجيش الاحتلال لحماية المستوطنين، فقد منع الأهالي من الاقتراب من المنطقة المهددة بالمصادرة من يوم مساء يوم الخميس حتى صباح يوم السبت، إلى جانب الاعتقالات الأسبوعية.

 

يقول التميمي:" اعتقلت لعشرين يوما بتهمة وصولي إلى ارضي المصادرة و غرس شجر الزيتون فيها، و بعد إطلاق سراحي قاموا بتسليمي قرار بالإبعاد عن القرية يومي الخميس و الجمعة".

 

ويعتبر التميمي أن الإجراءات التي يقوم بها الأهالي هي وسيلتهم الأخيرة للحفاظ على ما تبقى من أرضهم، في ظل الإهمال الرسمي الفلسطيني بالتحرك لحماية الأراضي، و أن الأهالي سيستمرون في نضالهم للحفاظ على القليل الباقي من قريتهم.

وتابع:" بالتأكيد لن نعود للوراء من حقنا التواجد في أرضنا وقتما نشاء، فهي ملك لنا و لن نستسلم لكل أنواع القهر التي يتففن المستوطنين بإيقاعه علينا".