خبر مزارعو غزة يواجهون الحزام الأمني بالمقاومة الشعبية

الساعة 03:55 م|06 مارس 2010

فلسطين اليوم –غزة (خاص)

بالقرب من الحزام الأمني الإسرائيلي المفروض على طول الحدود الشرقية مع قطاع غزة نجد أن الشريحة الأكثر تضرراً وهي "المزارعين" من الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية في تلك المنطقة, يواجهون الغطرسة الإسرائيلية بمسيرات مع القوي والفصائل الفلسطينية تحت عنوان "الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني".

الجدير ذكره أن إسرائيل منعت المواطنين بالاقتراب من الحدود من مسافة 300 متر الأمر الذي حرم الكثير من المزارعين حقهم في العمل في أراضيهم التي تقع ضمن المسافة التي حرم الاحتلال أصحابها دخولها تحت حجج أمنية واهية.

من جهته قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني محمود الزق لـ "فلسطين اليوم"" إن الحزام الأمني المحاذي لقطاع غزة يبتلع 20% من الأراضي الزراعية للقطاع حيث يمنع الاحتلال المزارعين من مزاولة مهنتهم  بل ويطلق النار صوب كل من يقترب من تلك المنطقة.

وأضاف الزق إلي أن المشكلة بدأت عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة الأمر الذي جعل من هذه الفئة التي تعتمد في الحصول لقمة عيشها من العمل في الزراعة إلى، جعلهم يعانون الأمرين في تحصيل لقمة عيشهم.

وتابع الزق قوله "إننا في القوي السياسية والمؤسسات الأهلية قررنا أن نشكل الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني من أجل النضال بكافة الوسائل لإعادة الحق للمزارعين بزراعة أراضيهم وذلك عبر إطلاق حملة شعبية في كافة أنحاء القطاع وتنظيم مسيرات جماهيرية حاشدة باتجاه الحزام الأمني".مشيرا "إلي أن المسيرات الشعبية انطلقت في العديد من مناطق القطاع تحت راية فلسطين فقط وستنطلق قريبا مسيرات حاشدة في رفح وخانيونس والمنطقة الوسطي".

وأكد الزق بأن المسيرات تأتي في هذه الظروف بالذات لتؤكد بأن عدونا الأساسي هو إسرائيل ولهذا فإنها نتجه شرقا حيث يوجد عدونا الذي يغتصب أراضينا ويحتل وطننا". وأوضح أن الفعاليات تجسد غضب الجماهير بشكل نضالي وحضاري يجلب لنا التأيد العالمي لقضايانا موضحا بان ذروة فعالياتنا ستكون في يوم الأرض 30 مارس حيث ستنطلق مسيرات حاشدة باتجاه الحزام الأمني في كافة أنحاء القطاع وفي وقت واحد ولكن هذا لا يعني بان 30 مارس هو ختام حملتنا الشعبية التي ستستمر حتى يتمكن مزارعينا من العودة لأراضيهم"

ودعا الزق جماهير شعبنا والمزارعين إلي الخروج في مسيرات حاشدة يوم الثلاثاء في بيت حانون والأربعاء في حي الشجاعية تجاه الحزام الأمني الإسرائيلي لمساندة المزارعين في العودة لزراعة أراضيهم المغتصبة من الاحتلال الإسرائيلي".

من جانبه قال أبو يحي حلس الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي لـ فلسطين اليوم:" إن الحزام الأمني الإسرائيلي الذي يفرضه الاحتلال ما هو إلا سلسلة من حلقات العدوان وشكل من أشكل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني موضحاً أن هذه الأيام تشهد العدوان الإسرائيلي المتمثل في اقتحام المسجد الأقصى المبارك وإضافة الحرم الإبراهيمي إلي التراث اليهودي والذي يأتي ضمن سياسة التضييق والخناق والتنكيل بالشعب الفلسطيني ولرسم صورة في ذهن المواطن الفلسطيني بان ذلك كله نتيجة للمقاومة الفلسطينية الباسلة".

وأكد حلس "بان موقف الجهاد الإسلامي هو التصدي لمثل هذا المخطط بأي وسيلة كانت سواء المقاومة المسلحة أو المقاومة السلمية الشعبية كما يحصل في نعلين وبلعين مشيرا إلي أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء الحزام الأمني تفريغ الأرض من مواطنيها ومزارعيها".

ورحب حلس "بأي جهد من شأنه رفض سياسة الاحتلال وتفريغ الأرض من المزارعين وسكانها، مؤكداً أن العنجهية الإسرائيلية لا تردعها إلا المقاومة المسلحة "مشيراً إلي أن مقاومة الحزام الأمني تعتر وسيلة من وسائل المقاومة الذي يهدف إلي توصيل رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن أبناء فلسطين لا يمكن أن يتخلوا عن حقوقهم المسلوبة موضحاً في الوقت نفسه "بان الأرض الزراعية هي حق مسلوب ونتمنى أن تتصاعد لهجة المسيرات وتتسع وندعو كافة القوي الفلسطينية للمشاركة بتلك المسيرات لافتا إلي أن سلاحنا هو الإرادة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكالها ووسائلها".

بدوره قال المزارع أبو نافذ شمالي " كنا نتوجه إلي الأرض التي امتلكها وهي 20 دونم بالقرب من الحدود وازرعها واليوم وبعد الحرب لم أتكمن حتى من زيارتها ولا الاستفادة منها لافتا إلي أنها كانت تخرج مبلغ غير قليل ويقدر ب 3000 دينار"موضحا بأنه لا يتوجه إلي الأرض في هذه الأيام لتهديد الاحتلال لنا بإطلاق النار علينا بشكل مباشر، مشيرا إلي أن الاحتلال منعنا من مصدر رزقنا.

وقدم أبو نافذ شكره للقائمين على الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي على طول القطاع وطالبهم بضرورة إكمال المسيرة حتى نتمكن من زراعة أراضينا التي تعد مصدر رزقنا الوحيد".

ويبقى المزارع على حاله يعيش المعاناة يوماً بعد يوم، في ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استهداف أي مواطن يقترب من المسافة التي حددها والتي تبلغ 300 متر.