خبر فروانة : العالم يحتفي بيوم المرأة ويتجاهل معاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة

الساعة 08:33 ص|06 مارس 2010

فروانة : العالم يحتفي بيوم المرأة ويتجاهل معاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة

فلسطين اليوم- غزة

أكد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن  العالم يحتفي بعد غد الإثنين ( 8-3 ) بـ " يوم المرأة العالمي " وبالمرأة أينما وجدت ، تقديراً لها ، وتكريماً لدورها في مناحي الحياة المختلفة ، ووفاءاً لتضحياتها ونضالاتها متعددة الأشكال ، وإصرارا على ضرورة تحسين أوضاعها وانتزاع حقوقها المسلوبة ومنحها حريتها الكاملة وضمان حياة كريمة لها.

 

وللأسف يتجاهل المرأة الفلسطينية الأسيرة التي زُج بها في غياهب السجون ، لتقبع فيها لشهور طويلة وسنوات عديدة وعقود مريرة ، وتتعرض خلال سجنها ، لما يتعرض له الأسرى الرجال من صنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي ، والمعاملة القاسية ، ولألوان متعددة من الحرمان والمعاناة ، لتتشابك جميعها وترسم صور لروايات مؤلمة تصلح لأن تكون سناريوهات في سينما 'هوليود' .

 

فيما المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحفظ لها حقوقها الإنسانية والأساسية تُضرب بعرض الحائط على مرأى ومسمع من العالم أجمع  .

 

وأكد فروانة بأنه من حق كل امرأة فلسطينية تعرضت للسجن أو لا تزال تقبع في السجن أن تقف في الصفوف الأولى للتكريم والتقدير وعلى كافة المستويات ، باعتبارها ليست امرأة عادية ، فهي من جمعت ما بين تضحيات وصمود المرأة الفلسطينية عامة ونضالاتها العريقة ، ومعاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة التي لا حدود لها ، وهي التي لا تزال صامدة ومثابرة ، تناضل من أجل انتزاع حقوقها المسلوبة وحريتها المفقودة منذ عقود والتي تتشابك مع حقوق وحرية شعبها  .

 

 

(8-3) ليكن يوماً لإنصاف الأسيرات المحررات ونصرة للأسيرات القابعات في سجون الاحتلال

 

وفي السياق ذاته قال فروانة : بأنه إذا كان العالم بمؤسساته التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان والناشطة في مجال حقوق المرأة ، قد استبعدهن من التكريم وتجاهلت حقوقهن ، ولم تسعَ لإنصافهن وضمان حياة كريمة لهن ، ولم يُحرك العالم ساكناً من أجل حرية من لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال ، فإننا نناشد كافة المنظمات والمؤسسات النسائية والحقوقية في فلسطين خاصة وفي العالم العربي والإسلامي عامة لجعل " الثامن من آذار " هذا العام يوماً للمرأة الفلسطينية الأسيرة ، باعتبارها المرأة الأكثر ألماً ومعاناة وحرماناً وهي الأحق بالتكريم والوفاء والحرية ، وذلك من خلال العمل لإنصاف الأسيرات المحررات و نصرة الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ودعماً لحقهن بالحرية.

 

وأوضح فروانة بأن الأسيرات المحررات بحاجة لحاضنة وطنية وعربية وإسلامية ، تعمل على كافة الجبهات السياسية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية ، بما يكفل لهن الدعم المعنوي والإرشاد النفسي والرعاية الصحية والاندماج المجتمعي والتأهيل المهني وإيجاد فرص عمل مناسبة والدعم المادي المتواصل كجزء وجزء مهم من الوفاء والتقدير لمعاناتهن ونضالاتهن وتضحياتهن الطويلة .

 

أكثر من عشرة آلاف أسيرة منذ العام 1967

 

وبيَن فروانة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت و منذ العام 1967 ولغاية الآن  أكثر من ( 10000 ) عشرة آلاف مواطنة فلسطينية ، من أعمار وشرائح وفئات طبقية مختلفة ، وأن تلك الاعتقالات طالت أمهات ، زوجات ، فتيات قاصرات ، طالبات ، كفاءات أكاديمية وقيادات مجتمعية ونائبات في المجلس التشريعي ، ..الخ  ،

 

و تعتبر الأسيرة المحررة " فاطمة برناوي " التي اعتقلت أواخر عام 1967 هي أول أسيرة فلسطينية ، فيما تُعتبر الأسيرة المحررة " سونيا الراعي " شقيقة الشهيد الأسير " ابراهيم الراعي "  هي عميدة الأسيرات " ، حيث أمضت ( 12 عاماً ) في سجون الاحتلال وهي الفترة الأطول من بين الأسيرات ، أما الأسيرة " أحلام التميمي " فهي الأعلى حكماً ، حيث صدر بحقها حكماً بالسجن ( 16 مؤبداً ) ولا تزال في سجون الاحتلال الإسرائيلي .

 

( 35 ) أسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي

 

 

 

وفي السياق ذاته ذكر فروانة بأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000  أكثر من  ( 800 ) مواطنة فلسطينية ، بقيّ منهن ( 35 ) مواطنة رهن الاعتقال حتى الآن ، غالبيتهن العظمى من الضفة الغربية وأسيرة واحدة فقط من قطاع غزة هى " وفاء البس " ،  و( 4 ) من القدس و( 4 ) من المناطق التي احتلت عام 1948  .

 

وأضاف فروانة بأن سلطات الاحتلال لم تميز في محاكمها ما بين أسير وأسيرة ، حيث أصدرت بحق العديد منن أحكاماً قاسية لسنوات طويلة وتصل لسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات ، ومن بين الأسيرات اللواتي يقبعن الآن في سجون الاحتلال يوجد بينهن ( 5 أسيرات ) يقضين أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات وهن :

 

- أحلام عارف التميمي ( 30 عاماً ) ولدت في مدينة الزرقاء الأردنية لعائلة فلسطينية وحضرت بتصريح زيارة لمدينة رام الله الفلسطينية ، وتنتمي لحركة " حماس" واعتقلت عام 2001 وارتبطت بالأسير نزال التميمي بعد اعتقالها ، وتقضي حكماً بالسجن المؤبد 16 مرة و20 عاماً  .

 

- قاهرة سعيد السعدي ( 34 عاماً ) من مخيم جنين متزوجة وأم لأربعة أطفال ، وتنتمي لحركة الجهاد الإسلامي اعتقلت عام 2002 ، وتقضي حكماً بالسجن لمدة ثلاث مؤبدات وثلاثين عاماً .

 

- ودعاء زياد الجيوسي ( 29 عاماً ) من طولكرم وتنتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، واعتقلت عام 2002 وتقضي حكماً بالسجن 3 مؤبدات و30 عاماً .

 

-  وسناء محمد شحادة ( 33 عاماً ) من بلدة شعفاط بالقدس المحتلة وتنتمي للجهاد الإسلامي ، اعتقلت عام 2002 وتقضي حكماً بالسجن 3 مؤبدات .

 

- وآمنة جواد منى ( 34 عاماً ) ومن القدس وتنتمي حركة " فتح " واعتقلت عام 2001 ، وتقضي حكماً بالسجن المؤبد .

 

ويعتبر موضوع الأسيرات اللواتي يقضين أحكاماً بالسجن المؤبد من النقاط الشائكة التي تعرقل إتمام صفقة التبادل حيث ترفض إسرائيل الإفراج عنهن .

 

 

 

جثامين شهيدات قيد الإعتقال ..!

 

وبيّن فروانة بأن سلطات الاحتلال لم تكتفِ باحتجاز الفلسطينيات الأحياء ، بل تواصل احتجاز جثامين شهيدات فلسطينيات في ما يُعرف بـ " مقابر الأرقام الجماعية " أو في " ثلاجات الموتى " ، وترفض الإفراج عنهن ، أو تسليم جثامينهن لعائلاتهن لدفنها في مقابر اسلامية معدة لذلك ، أمثال الشهيدات آيات الأخرس ، دلال المغربي ، دارين أبو عيشة ، وفاء ادريس ، هنادي جرادات ، هبة ضراغمة وغيرهن الكثيرات .

 

أوضاع مأساوية ..

 

ويصف فروانة أوضاع الأسيرات القابعات بشكل أساسي في سجني الدامون ( في حيفا ) وهشارون ( القريب من نتانيا ) ، بالمأساوية ، حيث الظروف القاسية والشروط الحياتية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة ، والمعاملة اللا إنسانية والتفتيش العاري والعزل الإنفرادي وحرمانهن من أبسط حقوقهن كحقهن في زيارة الأهل والتواصل معهم ، والرعاية الصحية والعلاج والملبس والفراش والأغطية والمأكل الجيد والمياه النظيفة ، مما يدفع الأسيرات في أحياناً كثيرة لشراء الأكل والمياه الصحية والملبس من مقصف السجن " الكانتينا " بأسعار باهظة جداً مما يشكل عبئاً اقتصادياً عليهن وعلى أسرهن .

 

يذكر بأن الأسيرات في سجون الإحتلال الإسرائيلي ناشدن مراراً وتكراراً المؤسسات الحقوقية والإنسانية لا سيما منظمة الصليب الأحمر الدولية للكف عن انحيازها للإحتلال وتجاهلها لمعاناتهن والتخلي عن موقف المتفرج التي تتبعه ، والتدخل العاجل لوقف معاناتهن المتواصلة وضمان توفير احتياجاتهن الأساسية واحترام حقوقهن التي تُسلب على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أن يحرك أحد ساكناً .