خبر منفذو اغتيال المبحوح أحرار على « فايسبوك » ووزيران إسرائيليان صديقان لمتهمين

الساعة 05:27 م|05 مارس 2010

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

تملك غايل فوليار 265 صديقاً على موقع "فايس بوك" لغاية كتابة السطور هذه. وباتت صورة غايل شهيرة بعدما غزت شاشات العالم كله، وعمّمتها شرطة دبي بصفتها واحدة من بين متهمين آخرين في قضية اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح وذلك بحسب ما نشرته صحيفة "السفير "اللبنانية اليوم.

فبعد تعميم صور وأسماء المتهمين، لا يعود صعباً البحث عن صفحاتهم على "فايس بوك" بطبيعة الحال، لا يصحّ أبداً اعتبار أن الصفحات "الفايسبوكية" تعود إلى المتهمين الحقيقيين في عملية الاغتيال، لكن مراقبة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي باتت تعكس مزاجاً واضحاً في الشارع الإسرائيلي تحديداً، يعبر عنه افتراضياً على الشبكة.

تقدّم فوليار نفسها على أنها تحب لعب التنس ورؤية أماكن جديدة والقيام بـ "زيارات قصيرة". صفحاتها المفضلة تلك الخاصة بالرئيس الأميركي باراك أوباما، الاستخبارات الأميركية "سي أي إي" ومدينة دبي. تتحدث غايل ضمن نقاشات على "حائط" مجموعات معنية بقضية اغتيال المبحوح من حين إلى آخر.

استكشاف الصفحات التي يقول أصحابها إنهم منفذو عملية اغتيال المبحوح تقدم بوضوح إذاً دلالات لها علاقة بردة الفعل تجاه دبي وشرطتها. تقول فوليار ساخرة "هل هناك أخبار من شرطة دبي اليوم؟ أحسّ بالملل كثيراً". والإجابة تأتي مباشرة من صفحة خلفان: "ألم تشاهدي الأخبار (...) لقد ربحت للتوّ جائزة ذهبية (...) لا أعرف عن أي فئة لكني ربحت". يرسم صاحب الصفحة لخلفان صورة تعاكس تلك التي قدمها الإعلام الإسرائيلي له عندما اعترف بجدارته.

انتقامية من الأخير، فمن كتب الصفحة ووضع صورة خلفان انتقى له تعريفاً خاصاً. في الخانة المخصصة للهوايات كتب: "الظهور في المقابلات الإعلامية (...) أنا محظوظ إن المبحوح قد اغتيل وإلا لما كان أحد قد عرف بوجودي". الموسيقى المفضلة: النشيد النازي ، الاهتمامات: الباسبورات، البرنامج المفضل: أي برنامج أنا أظهر به، الأفلام المفضلة: "بوند (...) جايمس بوند"، الكتب المفضلة: الدكتورواطسون والسيد هولمز. أما في خانة الاهتمامات فيحضر اتهام له بكره اليهود "أستطيع ان أشمّ رائحتهم على بعد أميال، هم قتلوا الضاحي الذي لا يؤذي نملة".

وزيرا "ليكود" صديقان لمنفذين

وتكمن "المفاجأة" الأبرز في الإطلاع على صفحة الوزير الليكودي جلعاد إردان وزميله ميخائيل إيتان. فبين 3698 صديقاً يحرص إردان على التواصل معهم، تبرز صورة واسم غايل فوليار. الوزير إردان صديق فوليار على "فايسبوك" إذاً. والأمر نفسه ينطبق على الوزير إيتان. هنا معضلة أخرى، إذ لا يعود افتراضاً القول إن الوزيرين يوافقان على أن يكونا صديقين (ولو افتراضيين) لشخص يقول (ولو ادعاءً) انه شارك في اغتيال المبحوح، بينما يصـرّ خطاب إسرائيل الرسمي على الامتناع عن الإجابة حيناً ونفي التهمة عن "الموساد" أحياناً، تحديداً عند سؤال سفرائها عن حقيقة جوازات السفر المزورة.

وتتكفل مواقع التواصل الاجتماعي بتظهير ردود الفعل أكثر فأكثر. استطاعت صفحة تحمل عنوان "أنا أيضاً شاركت في عملية دبي" باللغة العبرية أن تجمع حتى اللحظة 6260 "معجباً" من مختلف الأعمار. كلهم يحتفلون بـ"الإنجاز". معظمهم من الإسرائيليين كما تدلل أسماؤهم. وفي حين لا يمكن أبداً الجزم بحقيقة هوية أصحاب صفحات من يدعون أنهم المنفذون، لا يعود القول إن حماسة متصفحين إسرائيليين للانضواء تحت لواء صفحة من هذا النوع فعل افتراضي بالكامل.

هو خيط رفيع يفصل بين الافتراضي والراهن على مواقع التواصل الاجتماعية، والأكيد أن قضية اغتيال المبحوح ستقدم كماً هائلاً من المعطيات الافتراضية والراهنة التي يجدر التوقف عندها في محطات لاحقة.