خبر ترجيح تشكيل وفد المفاوضات غير المباشرة بدون عبد ربه

الساعة 05:57 ص|05 مارس 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

علمت 'القدس العربي' من مسؤول فلسطيني رفيع ان المبعوث الامريكي لعملية السلام جورج ميتشل الذي سيصل الشرق الاوسط مطلع الاسبوع المقبل، سيقدم للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي مقترحا للملفات التي ستجرى مناقشتها في المرحلة الاولى لعملية التفاوض غير المباشرة، التي سيشهد على انطلاقها نائب الرئيس الامريكي.

وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه ان ميتشل الذي سيصل ليل السبت الى اسرائيل، ليبدأ جولة جديدة من الوساطة بين السلطة واسرائيل، يحمل مقترحا امريكيا حول المرحلة الاولى من المفاوضات 'غير المباشرة'، التي ستجرى بين الطرفين، عقب موافقة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية على انطلاقها وفق مقترحات واشنطن.

ولم يشأ المسؤول الفلسطيني الحديث عن الملفات العالقة التي ستناقش في المرحلة الاولى، حيث من المقرر ان تشمل مرحلة التفاوض ملفات القدس والحدود والامن والمياه والأسرى، واوضح ان عباس سيلتقي بميتشل في رام الله الاثنين القادم.

الى ذلك فقد كشف المسؤول الفلسطيني لـ 'القدس العربي' ان الرئيس عباس سيعين خلال ايام الوفد الفلسطيني الذي سيجري المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، وتوقع ان يضم الى جانب الدكتور صائب عريقات مسؤول ملف التفاوض في منظمة التحرير اسماء شخصيات فلسطينية مهنية جديدة، مستبعدا ان يكون ضمن الوفد ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية والمفاوض الفلسطيني السابق.

ولفت المسؤول الى ان عبد ربه كان مستبعدا من الوفد الفلسطيني الذي رافق الرئيس عباس خلال جولاته الخارجية الاخيرة التي شملت عدة بلدان اوروبية وعربية وآسيوية.

وعن طبيعة اجراء عملية التفاوض 'غير المباشر'، قال المسؤول الفلسطيني ان المقترح الامريكي يقوم على قدوم طواقم عمل امريكية للمنطقة، للمباشرة بجولات مكوكية بين تل ابيب ورام الله، قد يكون بعضها بشكل يومي لنقل الافكار والمقترحات بين الطرفين حول الملفات العالقة، ومحاولة ايجاد حلول مرضية.

وذكر المسؤول الفلسطيني لـ 'القدس العربي' ان هناك معلومات تشير الى ان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن، سيشهد على انطلاق عملية التفاوض غير المباشر، خلال زيارته الى اسرائيل الخميس المقبل.

واشار الى ان الرئيس عباس سيعرض تركيبة وفد التفاوض الفلسطيني خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مطلع الاسبوع القادم، الذي سيدرس القرار العربي وبلورة موقف من المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، لافتا في ذات السياق الى ان غالبية اعضاء اللجنة يوافقون على هذه المفاوضات، مع وجود 'بعض المعارضين'.

ومن جهته قال صائب عريقات ان اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية لفتح ستتخذ كل منهما السبت القادم قرارا نهائيا بشان الموافقة على اجراء مفاوضات غير مباشرة قبل وصول المبعوث ميتشل للمنطقة.

لكن عريقات في ذات الوقت ابدى عدم تفاؤله من امكانية نجاح جولات المفاوضات غير المباشرة، وارجع في تصريحات صحافية السبب الى 'تشدد الحكومة الاسرائيلية الحالية'.

واشار الى ان الموافقة العربية 'جاءت رغم قناعتنا بان حكومة (بنيامين) نتنياهو الحالية لن تكون جادة في المفاوضات التي ستجرى معها'.

واشار الى ان الدول العربية اعطت الرئيس الامريكي باراك اوباما فرصة اربعة اشهر، مشيرا الى ان الموقف الامريكي يجب ان يأتي على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلة تقام على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس.

ونفى الدكتور عريقات ما تردد من انباء بان الجانب الفلسطيني تعرض لضغوط عربية للموافقة على خيار المفاوضات غير المباشرة، واكد ان الفلسطينيين يريدون ان يكون هناك 'سقف زمني' لجولات المفاوضات.

كذلك نفى صحة ما اوردته القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي حول عقد قمة فلسطينية ـ اسرائيلية في ايطاليا في الثاني والعشرين من الشهر المقبل، وقال انه 'لا صحة لهذا النبأ'.

وكانت القناة الاسرائيلية ذكرت ان القمة ستعقد بمشاركة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس والرئيس عباس ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني.

وفي تل ابيب رحب نتنياهو بالزيارة التي سيقوم بها بايدن، ووصفها بانها تمثل 'اشارة الى حدوث تقدم في المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين'، واعرب عن امله في ان تساهم هذه الزيارة في دفع عملية السلام الى الامام.

يشار الى ان مجلس الجامعة العربية الخاص بعملية السلام والمكون من 15 دولة عربية وافق الاربعاء على الاقتراح الامريكي لإجراء مفاوضات فلسطينية ـ اسرائيلية غير مباشرة، تمتد لاربعة شهور فقط.

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد ابدت رضاها لقرار الجامعة العربية، واكدت التزام واشنطن بحل الدولتين، معربة عن الامل في ان تكون المحادثات 'منطلقا للعملية التي تفضي الى هذا الحل'.

وعزز القرار العربي موقف الرئيس عباس الذي قال في السابق انه يوافق على موقف اللجنة، فيما رحبت اسرائيل على الفور بهذا القرار.

وقال الرئيس عباس خلال لقاء بثه التلفزيون المصري عقب القرار العربي انه سيواصل المضي في 'طريق المفاوضات من اجل التوصل الى تسوية سياسية سلمية'.

واكد ان الاستيطان الذي تبنيه اسرائيل على اراضي الضفة والقدس 'غير شرعي وغير قانوني'.

واعلنت التنظيمات الفلسطينية رفضها لهذه المفاوضات، وشنت هجوما لاذعا على السلطة الفلسطينية، والدول العربية، وقال اسماعيل هنية رئيس حكومة غزة التي تديرها حماس ان القرار 'يسير في اتجاه انحداري'.