خبر الحمض النووي يكشف إن كان الشخص يهودياً أم لا!!

الساعة 11:08 ص|04 مارس 2010

فلسطين اليوم – وكالات

من هو يهودي؟ فمع الخلافات التي أثارتها مسألة جوازات السفر الأخيرة يصبح سؤال من هذا النوع شديد الضبابية حيث تتداخل عناصر مثل الدين والقيم والأصل والقومية مع بعضها البعض.

يكتب عالم الوراثة ستيف جونز في صحيفة الديلي تلغراف، أنه إذا كان سؤال من هذا النوع يثير ذكريات مظلمة في ذاكرة الذين تعرضوا للعزل والمطاردة خلال ثلاثينات القرن الماضي فإن الأمور تختلف اليوم.

وهذا ما جعل إجراء المسوح الجينية ممكنة اليوم من دون إثارة أي حساسية. فبحسب مسح أجري على ما يقرب من نصف مليون شخص في مواقع مختلفة عبر عدة مئات من الجينومات( الخرائط الوراثية) الخاصة بأوروبيين وأميركيين يعرف كل منهم أن في تأريخ عائلته جدا يهوديا أو غير يهودي، اتضح أن فرقًا واضحًا بين اليهود وغيرهم: فحتى بوجود جد يهودي واحد فإنه سيكون كافيا لتحديد الهوية الخالية من أي التباس والمكتوبة في الحمض النووي DNA.

وإذا كانت اليهودية يتم توارثها عن خط الأم فإن الحمض النووي أظهر أن يهود اليوم المنتمين إلى المجموعة الأكبر منهم: الاشكناز التي تضم 8 ملايين يهودي والذين استوطن أجداد معظمهم في وسط وشرق أوروبا وتنتمي الأغلبية اليهودية في الولايات المتحدة إليهم هم من دون جدات يهوديات. فهناك نصف المتحدرين من أصول يهودية وجد أن جداتهم يحملن نفس فصيلة "الميتشوندريال" الموجودة في الحمض النووي والتي هي موجودة حصريًا بين الاشكيناز.

لم يكن هناك في أوروبا أكثر من 100 ألف اشكينازي عام 1650 وهذا العدد تقلص لاحقا بفضل المذابح المنتظمة. وفي القرن الثامن عشر زاد عدد هذه المجموعة في وسط أوروبا بشكل كبير بسبب تحسن شروط الحياة النسبية. وفي عام 1900 وصل هذا العدد إلى نحو 4 ملايين نسمة.

وجرت الزيادة بشكل أساسي في ألمانيا بين العوائل القليلة الميسورة فالكثير منها كان فيها 10 أطفال بينما العائلات الفقيرة كان فيها أطفال أقل. لذلك فإن أغلبية الاشكينازي جاءت من نسبة صغيرة من الأسلاف فهناك مليونان منهم ينتمون إلى أم واحدة قد تكون عاشت في قرية ألمانية أو بولندية. لذلك فإن الاشتراك بهوية من خلال خط الأمهات والجدات لملايين اليهود الاشكيناز هو حقيقة وراثية.

أما بالنسبة لليهود الآخرين فالقصة أكثر ضبابية. فهناك قطاع من اليهود نشأ في إسبانيا وأكثر اليهود "السفارديم" جاءوا بعد سقوط أسبانيا تحت حكم الرومان في القرن الثاني قبل الميلاد. وفي عام 711 فتح جيش مسلم أسبانيا، ونتيجة للنظام المتسامح الذي بناه المسلمون ازدهر اليهود حيث احتلوا حرفا مهمة مثل التجارة والمحاماة. لكن سلطة الكنيسة عادت بعد ذلك وبعد قرن من الاضطهاد تم إخراجهم من أسبانيا بعد سقوط غرناطة عام 1492، مما أدى إلى انتشار يهود السفارديم في أوروبا والشرق الأوسط والعالم الجديد.

لكن صبغة "الميتوشوندريا" الوراثية غير واضحة المعالم مثلما هو الحال مع يهود الاشكينازي. فسبب التهديد بمحاكم التفتيش غادر آلاف اليهود الأسبان إلى أماكن مثل تركيا. بينما اعتنق بعضهم المسيحية أو ادعى ذلك. ففي قرية برتغالية ظلت هناك ثقافة يهودية سرية وظل التزاوج ما بين أبنائها عبر خمسة قرون.

وكشفت كروموسومات " Y" الكثير من الأواصر بين الفئات البشرية المنتمية إلى ديانات مختلفة. فخمس الرجال في أسبانيا الحالية هم من أصل يهودي وهذا يعني أن ملايين من الكاثوليك الأسبان هم من أصل سفارديمي بينما يهود السفارديم أنفسهم يحملون تنوعا جينيا واسعا أكثر بكثير مما يحمله أفراد الاشكيناز.

فالكثير من  أولئك المنتمين إلى ديانة ما لهم جذور وراثية في ديانة أخرى. فزوجة عالم الوراثة  ستيف جونز على حد قوله من عائلة سفارديم ولديها أقارب يحملون اسماء مثل كورودز وبكسيوتا بعد 40 سنة من الإقامة في بريطانيا.