خبر قيادي في الجهاد لـ فلسطين اليوم:« السلطة تلاحق المقاومة لحفظ أمن إسرائيل وليس شعبنا »

الساعة 09:21 ص|04 مارس 2010

قيادي في الجهاد لـ فلسطين اليوم:"السلطة تلاحق المقاومة لحفظ أمن إسرائيل وليس شعبنا"

فلسطين اليوم- الضفة الغربية (خاص)

توالت الهجمات المتكررة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، في وقت تواصل السلطة وأجهزتها الأمنية ملاحقتهم ومطاردتهم، حيث ينتهي بهم الأمر إلى الاغتيال أو الاعتقال.

 

فأجهزة أمن السلطة، تنتظر خروج القياديين وعناصر المقاومة من سجون الاحتلال لتطلب إليهم تسليمهم أو تقوم باعتقالهم، دون مراعاة لتاريخهم النضالي، الذي كلفهم سنوات من الشقاء والفرقة عن ذويهم والعيش تحت ظلام السجون، أو تطارد من يعيش في البراري بعيداً عن أعين العدو.

 

لم تكن هذه الملاحقات والمطاردات التي تشنها السلطة والعدو الإسرائيلي معاً وليدة اللحظة، فلها تاريخ من الحملات المكثفة ضد القياديين والمقاومة.

 

أبو القسام القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية تحدث في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم" عن هذه القضية، مؤكداً أن حركته وقوى المقاومة في الأراضي الفلسطينية تعرضت كثيراً لحملات اعتقال وملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة كانت أكبرها تلك التي تبعت اتفاقية أوسلو.

 

علاء أبو الرب

وأشار أبو القسام، إلى أن الأعوام القليلة الماضية تعرضت فيها قوى المقاومة المختلفة في الضفة الغربية لضربة أقوى من تلك السابقة في عملية تعاون أمنية مشتركة بين العدو الصهيوني والسلطة التي لم تتواني عن العمل في سياق دور الاحتلال لملاحقة واعتقال عناصر الحركة وكوادرها والتعرض لبعضهم بإطلاق النار عليهم كما حدث مع القيادي بسرايا القدس في جنين المجاهد "علاء أبو الرب" وغيره.

 

واعتبر القيادي في الحركة، أن تلك الخطوات جميعها تدل على خطورة المرحلة التي وصلت إليها أجهزة السلطة بمساعدة من أجهزة أمن أمريكية وأخرى عربية للقضاء على المقاومة بحجة الأمن والسلام وإنعاش الوضع الاقتصادي.

 

وأوضح، أن حقيقة الأمر، أن هذه الأجهزة تعمل لتفريق الفلسطينيين من تحويل كم هائل من الشباب للانتماء للسلطة ومواجهة المقاومة بدل من الانتماء للفصائل ومواجهة العدو وبذلك تفسح المجال أمام حماية أمن إسرائيل وليس أمن الفلسطيني الذي يتمزق من الداخل على حساب أوهام السلام مما يشكل خطر حقيقي على المقاومة ودورها المقبل في الحفاظ على نهجها وطريقها بالاستمرار في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا.

 

وقال أبو القسام:"إن أجهزة أمن السلطة تقوض هذه القدرة لدي المقاومة باعتقال المجاهدين وبل تحويلهم لمحاكم عسكرية في تحدٍ خطير، وكأن المقاوم أصبح مجرم يقوم باستهداف أبناء شعبه وليس باستهداف العدو".

 

وشدد أبو القسام، على ضرورة أن يكون هناك وقفة فصائلية تدافع فيها الفصائل عن أبنائها الذين يتم استهدافهم واعتقالهم حتى وإن كان مُفرج عنهم من سجون الاحتلال، كما على الفصائل أن تتحمل نتائج إهمالها لدور الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" وعدم التنبه من البداية لحقائق الأمور بخلق واقع جديد على الأرض وليس البقاء موقف المتفرج.

 

وفي سؤال حول دور الحركة (على مستوى الضفة الغربية أو غزة) بمحادثات مع السلطة لإيقاف مطاردتها لقيادات الحركة وعناصرها، أوضح أبو القسام أن هناك تنسيق داخل قيادة الحركة الجهاد الإسلامي على مستوى داخلي وخارجي، فيما كانت هناك اتصالات مع قيادات في فتح بالضفة، وفي غزة أيضاً.

 

وعود لا ترقى للعمل

كما بين، أن القيادة السياسية أجرت الكثير من الاتصالات والاجتماعات مع قيادات من فتح كإبراهيم أبو النجا، كما تحدث شخصياً د. رمضان عبد الله شلح مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما زار الأخير دمشق قبل فترة والتقي فيها قيادات مختلفة من الفصائل برعاية سورية وتحدث الأمين العام للحركة عن المعتقلين بسجون السلطة.

 

ونوه أبو القسام، إلى أنه كان هناك وعود من عباس وغيره من فتح إلا أن هذه الوعود لم ترقي إلي خطوات عملية بل اشتدت الحملات وزاد عدد المعتقلين بالسجون منذ تلك الزيارات.

 

وقال أبو القسام:"كنا في الضفة نقول خلال اتصالات مع قيادات بفتح "إن كنتم تعتبرون مشاكلكم مع حماس في غزة، فلماذا إذاً يتم استهدافنا، فيردون بأن هذه هي الأوامر العليا!" كاشفاً بذلك حقيقة أن هذا المسلسل من الاعتقالات والاستهدافات لمجاهدينا بأنه قرار سياسي يهدف لتقويض المقاومة وليس له أي شأن بما حصل في غزة.

 

حفظ أمن إسرائيل

وفي رده حول ما إذا كان استمرار ملاحقة قيادات الحركة في هذا التوقيت من ضمن التسهيلات التي تقدمها السلطة للمفاوضات والتنسيق الأمني، قال أبو القسام:"هذا أمر موجود على أرض الواقع وليس اعتبارات وأفكار تراودنا، فالسلطة تعمل على حفظ أمن إسرائيل لكسب ودها وود أمريكا ودول أوروبا باعتقال المجاهدين، واعتقالهم يسنح الفرص أمام الاحتلال ومستوطنيه لارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين ولا يجد من يردعه، ومن يفكر بردعه من المقاومة إما تجده شهيداً قد طالته رصاصات العدو وإما أسيراً قد كُبل بأيدً إسرائيلية أو فلسطينية لم يعد هناك الفارق فالتعذيب موجود والمحاكم موجودة في لدي الطرفين".


وأضاف، أن بعض المجاهدين أصبحوا يتمنون الشهادة أو الاعتقال لدى الاحتلال على أن يتم اعتقالهم لدى السلطة مما يعانوه من ذروة التعذيب وقسوة المعاملة وخير شاهد على ذلك ما حصل مع المجاهد "علاء أبو الرب" الذي كان قد أصيب بقدميه مراتٍ عديدة، وأيضاً تعرضت عينه لإصابة وعندما اعتقل لم يتم علاجه إلا بعد فترة طويلة من اعتقاله وقد أثر ذلك بشكل مباشر على عينه التي كاد أن يصبح لا يري فيها.

لن يكون هناك مصالحة في ظل المطاردة

وفي سؤال حول ما إذا كانت مطاردة القيادات من قبل السلطة والاعتقال السياسي تعيق ملف المصالحة الوطنية، أكد أبو القسام، أن قيادات المقاومة في الضفة والتي تتعرض لملاحقة شديدة وأبنائها وعناصرها في المعتقلات تحت التعذيب والمحاكمات يرفضون أي مصالحة لا تهتم بشأنهم.

 

وذكر أبو القسام، أن من ركائز المصالحة هو الإفراج عن جميع المعتقلين بلا استثناء وكف أيدي السلطة عن المقاومين وعدم التعرض لسلاح المقاومة واستهداف منازل المجاهدين من أجل مصادرة السلاح الذي لا يفلح العدو في الوصول إليه فيما تتمكن السلطة بالضغط على أهالي المعتقلين بحرمانهم من الزيارات وغيرها مقابل تسليم معلومات عن رفاق أبنائهم وأماكن تواجدهم وسلاحهم.

 

وجدد القيادي في حركة الجهاد مطالبته برفض أي مصالحة فلسطينية ما لم تشمل الإفراج عن كافة المعتقلين، ووقف المطاردات والملاحقات والتهجم على منازل وذوي المعتقلين والمقاومين، والالتزام بذلك، شاداً على أيدي إخوانه في قيادات الفصائل بغزة والخارج من التأكيد على هذه الخطوات التي نحن نثق تماماً أنهم يرفضون التوقيع على المصالحة بدون إتمامها ويعون جيداً أنها فعلاً المعيق الأهم لإتمام المصالحة.