خبر نيويورك تايمز: دبي تسعى للحفاظ على صورتها بعد اغتيال المبحوح.

الساعة 05:46 ص|04 مارس 2010

فلسطين اليوم – وكالات

يقول المحققون في دبي إن قتلة المبحوح كانوا يعتقدون أن بإمكانهم إسدال الستار على جريمتهم لتعتبر وفاة طبيعية، أو ربما إحدى جرائم المنطقة الغامضة. ولذلك حقنوه بغاز يرخي العضلات ومن ثم خنقوه من دون ترك أثر يدل على مقاومته، ثم انسحبوا من المكان.

و بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فان شرطة دبي استطاعت بسرعة كشف المؤامرة والتعرف على 26 متهماً بشفافية يندر حصولها في أي بلد عربي، مع تقديم صور فيديو تبين هؤلاء القتلة وتكشفهم أمام العالم. وبالتالي أدت تفاعلات هذه العملية إلى خلق مشكلة دبلوماسية لإسرائيل، وطرحت أسئلة صعبة بخصوص سرقة الهوية وتضارب تعريفات الإرهاب والجريمة. والأهم من ذلك أنها حفّزت هذه الدولة/المدينة على حماية صورتها كبلد سياحي وقوة اقتصادية من مزيد من الضرر.

فقد تضررت دبي بقوة من الأزمة المالية العالمية، وهي حريصة على ألا تسمح لأي قتلة بالاستفادة من دورها كأكثر المدن انفتاحاً في المنطقة. وكانت السنة الماضية شهدت سابقة من هذا النوع بمقتل شخصية سياسية شيشانية. ولذلك يؤكد قائد شرطة دبي ضاحي خلفان، في مؤتمراته الصحفية شبه اليومية ما مفاده: لا تسووا حساباتكم هنا.

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات عبد الخالق عبدالله «من خلال هذه الشفافية العالية، تريد دبي أن توجه رسالة ردع واضحة جداً. فهذا المجتمع ربما يكون الأكثر تنوعاً وانفتاحاً في العالم العربي، وتكرار مثل هذا الحدث مرتين أو ثلاث مرات يجعل من الضروري القول عند حد معين: لن نتحمل هذا».

خلال الأيام الأخيرة، ساهمت استجابة دبي القوية في صرف الأنظار عن الأخبار السلبية المتعلقة بمشكلات دبي مع ديونها. وقد لا يكون من قبيل المصادفة أن يتحول الاهتمام إلى هذه البراعة العالية في مكافحة الجريمة.

في كل الأحوال، ستعمل صور الفيديو التي التقطت على جعل القتلة يغيرون أساليبهم في كل مكان من العالم. وفي الوقت ذاته ساهمت في فضح 26 عميلاً باتت صورهم على شبكة الإنترنت وعلى موقع الإنتربول.

رغم أن القتلة نجحوا في الفرار، فإن طريقة نجاتهم هزّت كثيرين في العالم العربي الذي ينظر إلى الموساد على أنه يتمتع بدرجة خارقة من المهارة والسرية. ومع أن البعض يعتقد أن هؤلاء العملاء كانوا يعرفون أنه يجري تصويرهم، يعتقد معظم المحللين أنهم لم يتوقعوا أن يُكشف هذا القدر من العملية. يقول المحلل الأمني في مركز أبحاث الخليج في دبي مصطفى العاني: «كان القتلة مستهترين بشكل لا يمكن تصديقه»، مشيراً إلى التعرف على أساليبهم، ما قد يساهم في فهم قضايا سابقة.

و تقول الصحيفة انه معروف عن الموساد قيامه بمجازفات مثيرة. فمنذ السبعينيات، أقدم على تنفيذ عدد من عمليات الاغتيال في بيروت وروما وأثينا وبلدان أخرى كثيرة. وقد ارتكب عملاؤه أخطاء كبيرة، مثل قتل نادل جزائري المولد في النرويج العام 1973، ظناً منهم أنه ناشط فلسطيني. ولكن لم يسبق أن تعرضت عملية للموساد لما تعرضت له عملية دبي من انكشاف.

وتواصل الصحيفة قولها انه من الصعب التنبؤ بدرجة نجاح جهود دبي في الردع، ولكن من المؤكد أن نجاح عملها تسبب بصداع لإسرائيل. فقد أدى الكشف عن جوازات سفر العملاء مزدوجي الجنسية إلى استياء الدول المعنية وإجراء تحقيقات. كما أن المعلومات التي كشفت عن بطاقات الائتمان المستخدمة من قبل القتلة تشير إلى صلة الجيش الإسرائيلي بالقضية. ولكن القضية بمعظمها حسب الصحيفة اعتبرت بمثابة نكتة. ففي عيد ما يسمى «البوريم- المساخر»، الذي يرتدي فيه اليهود عادة أزياء خاصة، انتشرت ملابس التنس والشعر المستعار تشبهاً بالقتلة المتنكرين. وحتى في دبي، يشعر كثيرون أن الضجة الدبلوماسية سرعان ما ستخبو. ولا يبدو هناك كثير من الاضطراب نتيجة مقتل المبحوح .

ومن المقرر أن تبدأ دبي تدريب موظفي الهجرة على التعرف على الوجوه واللهجة الإسرائيلية لمنع الإسرائيليين من الدخول بجوازات بلد ثالث. لكن البعض يعتبر ذلك شكلاً من ندب الحظ لأن رجال الأعمال الإسرائيليين يدخلون دبي ويخرجون منها باستمرار.