خبر دمشق تحمّله مسؤوليتها ..عباس يذهب إلى المفاوضات بلا إجماع عربي

الساعة 09:46 م|03 مارس 2010

دمشق تحمّله مسؤوليتها ..عباس يذهب إلى المفاوضات بلا إجماع عربي

فلسطين اليوم- وكالات

فاجأ وزير الخارجية السوري وليد المعلّم نظراءه العرب، عندما قاطع كلمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والذي كان يلقي البيان الختامي لاجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، ونفى وجود إجماع على البيان، الذي يعطي غطاءً لرئيس السلطة محمود عباس  لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني.

 

فعلى الرغم من حصول عباس على موافقة عدد من الدول على إجراء المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الصهيونية المتطرفة وفي هذا الوقت؛ إلا أنه لم يحظ بما كان يأمله من إلقاء وزر المفاوضات على كاهل الدول العربية، حيث كان تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم واضحاً في معارضة هذا التوجه وتحميل عباس وسلطته وحدها مسؤولية المفاوضات، التي أجمعت الدول العربية، بحسب عمرو موسى، على عدم جدواها ومعرفة نتائجها مسبقاً.

 

فقد أكد المعلم، رداً على بيان اللجنة وفي الجلسة نفسها التي تلي فيها، أنه لم يكن هناك إجماع على البيان الختامي، مشيراً إلى أن "مثل هذا التفويض للسلطة ليس من اختصاص لجنة مبادرة السلام العربية التي وجدت أصلا للترويج لمبادرة السلام وليس لإعطاء غطاء".

 

وقال في رده، والذي حاول من خلاله مقاطعة عمرو موسى وهو يتلو البيان لتوضيح موقف بلاده: "إن الذهاب إلى مفاوضات غير المباشرة أو مباشرة هو قرار فلسطيني أولاً وأخيراً، والجانب الفلسطيني أدرى ما لديه من ضمانات لاتخاذ مثل هذا القرار، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية"، في إشارة واضحة إلى ضرورة تحمّل نتائج قراره.

 

كما "صحح" وزير الخارجية السورية، بحسب تعبيره، البند الرابع في البيان الختامي، والذي يتحدث عن الموافقة على أن تكون المباحثات غير المباشرة بين سلطة رام الله والحكومة الصهيونية لمدة أربعة أشهر، حيث أكد المعلّم أن هذا البند لم يكن فيه إجماع، حسب توضيحه.

 

وكان قرر عدد من وزراء خارجية الدول العربية، عقدوا اجتماعاً على مدى يومين في القاهرة، منح غطاء للسلطة الفلسطينية في رام الله ، لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني، في ظل تصعيد صهيوني غير مسبوق ضد المقدسات وضد الشعب الفلسطيني.

 

حيث قال عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في نبرة غير المتفائل من أي مفاوضات مع الاحتلال: "إن الجميع مقتنع بأن المسار التفاوضي تحت الظروف الحالية أصبح غير مجدي، وأن "إسرائيل" بإجراءاتها المستمرة بالمساس بالقدس والمسجد الأقصى وفي الخليل وإقامة المستوطنات في الضفة، أمر أصبح ينبئ - بل ويؤكد - أن كل مسارات التفاوض مع "إسرائيل" غير منتجة"، حسب قوله.

 

وأضاف: "رأينا مجتمعين على أن "إسرائيل" غير مؤهل ولا مستعد لمفاوضات حقيقية تؤدي إلى حل. وأن المفاوضات المباشرة تتطلب وقفا كاملا للاستيطان في كافة أراضي 67 بما فيها القدس".

 

ويتابع موسى قراءة البيان الختامي ويقول: "المباحثات غير المباشرة المقترحة من جانب واشنطن لن تثمر في ظل الإجراءات "الإسرائيلية"، ورغم عدم الاقتناع بجدية إسرائيل بتحقيق السلام العادل؛ ترى اللجنة كمحاولة أخيرة إعطاء الفرصة للمباحثات غير المباشرة وتسهيلاً لدور الولايات المتحدة أن لا تكون مفتوحة للنهاية ووضع حد زمني لا يتجاوز 4 شهور".

وفي السياق ذاته؛ شهدت قاعة الاجتماعات العديد من النقاشات الحادة التي تشير إلى وجود خلافات عميقة بشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيوني، وهو ما جعل عباس وفريقه يعملون بشتى السبل لاسترضاء أطراف عربية، إلا أنهم لم يفلحوا.

 

فقد لفتت مصادر عربية، شاركت في الاجتماع، أن خلافاً إجرائياً تسبب بحالة إرباك لعباس بعد أن شهد الاجتماع على المستوى الوزاري برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء ووزير خارجية قطر خلافا بين الجامعة العربية من جهة، ودولة قطر رئيسة اللجنة من جهة ثانية، وسلطة رام الله من جهة ثالثة، بعدما قام وفد السلطة بتوجيه خطاب إلى الجامعة، لطلب عقد اجتماع استثنائي للجنة بدلا من تقديمه لدولة قطر ما أثار حالة من الاستياء الشديد لدى قطر.

 

وقالت المصادر إن عباس استقبل الوزير القطري لدى دخوله إلى القاعة الرئيسية، إذ قام عباس من مقعده وسار ما يقارب عشرة أمتار ليقوم باحتضان الشيخ حمد، في مبادرة تنم عن حرصه في إنهاء هذا الخلاف حتى لا يلقي ظلالاً سلبية على اجتماع لجنة المبادرة، لكن الموقف السوري، الذي أكد عدم وجود إجماع على القرار العربي، صدم فريق السلطة وأذهب تحركاته أدراج الرياح.