خبر دون الاعتذار: لدينا حق على البلاد -إسرائيل اليوم

الساعة 09:28 ص|03 مارس 2010

بقلم: اوفير اكونس

رئيس لجنة الاقتصاد في الكنيست

 (المضمون: زئيف جابوتنسكي عمل على تجنيد الرأي العامل في صالح الفكرة الصهيونية. هذا بالضبط ما تفعله دولة اسرائيل الان في اعلامها. تصر على موقفها ولا تعتذر - المصدر).

الذهول يتملك اليسار في اسرائيل. امام عيونهم المذهولة تتغير سياسة الاعلام الاسرائيلية وتشطب مفاهيم وضعوها منذ عشرات السنين. كلمات وتعابير ادخلها قادة اليسار الى الخطاب الاسرائيلي والدولي تخلي مكانها لاقوال جديدة. "مقاطعات الوطن اليهودي"، "حق تاريخي"، "الاستيطان في يهودا والسامرة" و "القدس موحدة" – لم تعد كلمات فظة.

        كدنا نعتاد على "الاحتلال"، "المس بحقوق الفلسطينيين"، "خطوط 67" و "التهديد الديمغرافي" – تعابير محببة جدا على حاييم رامون، شولاميت الوني، يوسي سريد ورفاقهم والتي كانت جزءا من الخطاب الجماهيري بل ودخلت الى الاستخدام لدى من لم يكونوا على الاطلاق جزءا من المفاهيم الانهزامية والانبطاحية امام العالم العربي والاسرة الدولية. دوما بحثوا اين اسرائيل مذنبة، ما الذي فعلته اسرائيل ولم يكن على ما ايرام، اين اخطأنا ولماذا بسببنا لا يوجد سلام في الشرق الاوسط بشكل خاص وفي كل المعمورة بشكل عام.

        هذا الفصل في تاريخ الاعلام الاسرائيلي آخذ في الاندثار، أخيرا، مع تأخير الكثير جدا من السنين والكثير جدا من الخسائر في الساحة الدولية.

        في صالح العرب ينبغي أن نقول باستقامة: فهم يصرون منذ سنوات عديدة وبثبات على موقفهم. في النزاع الاسرائيلي – العربي يؤيد العرب الجانب العربي. عندنا، لشدة الاسف، ايد الكثيرون هم ايضا مواقف العرب. التعابير الاكثر بؤسا خرجت من جهتنا: "المستوطنات – عقبة للسلام". أحقا؟ استيطان الاسرائيليين في يهودا والسامرة هو الامر الوحيد الذي يمنع السلام؟ الان، عندما تشرح اسرائيل، للمرة التي من يدري كم هي، بانها تمد يدها لسلام شجاع لكل جيرانها وتشطب من القاموس التعبير الخطير والمحرض هذا – فان أفواه من احدث ذلك بالرأي العام على مدى السنين تبقى فاغرة.

        فهل ربما معارضة الفلسطينيين المفاوضات السياسية، المباشرة وغير المماحكة، هي العائق للسلام؟ هل ربما بشار الاسد، الذي يتناول الحمص في دمشق مع احمدي نجاد الذي يرى عالما بدون صهاينة، هو العائق للسلام؟ وهل ربما عدم قبول وجود اسرائيل هو العائق الاكثر اساسية للسلام؟

        أحد الاوائل الذين فهموا بان الكفاح الناجح يترافق وخلق رأي عام في صالح الفكرة التي يرغب في تقدمها، لا يعيش في اسرائيل في سنوات الالفين، ولا حتى في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وهو لم يكن صاحب أحابيل اعلامية، ولا اعلاني ولا حتى مستشار للصورة. فقد توفي قبل سبعين سنة، قبل وقت طويل من اختراع التلفزيون، وبالتأكيد الانترنت.

        كان يسمى زئيف جابوتنسكي وقد عمل على تجنيد الرأي العام في صالح الفكرة الصهيونية. هذا بالضبط ما تفعله دولة اسرائيل الان. تصر على موقفها. لا تعتذر على مجرد وجودها. تقوم باعمال اعلامية نشطة وغير مدافعة عن النفس. فهي دولة حديثة، متطورة، حرة، فيها ديمقراطية لكل مواطنيها وحرية دينية لا توجد تحت أي حكم آخر في كل تاريخ بلاد اسرائيل، تصدر التكنولوجيا العليا من جهة والزراعة الحديثة من جهة اخرى. نحن هنا بقوة الفضل وليس بقوة الرحمة.

        عندما نؤمن بذلك، عندما نشرح ذلك بجلاء ودون تلعثم – سيفهم ذلك العالم العربي والعالم بأسره.