خبر هل تنجح « إسرائيل » في القضاء على المقاومة؟! .. عبد الله الأشعل

الساعة 02:01 م|02 مارس 2010

بقلم: عبد الله الأشعل

من الواضح لأي قارئ للمشهد العربي خمسة خطوط أساسية: الخط الأول، هو استمرار "إسرائيل" في مخطط التهويد في فلسطين، والتأكيد صراحة على أن السلام بأي معنى لم يعد متاحاً، وأن العرب يجب أن يتفاوضوا مع "إسرائيل" على شروط الاستسلام. هكذا تؤكد "إسرائيل" بسلوكها اليومي بتهويد القدس، وتهويد آثار الخليل، والاعتداء اليومي على الفلسطينيين. الخط الثاني، هو تشديد "إسرائيل" الضغوط على المقاومة، ويشتمل هذا الخط على عدة روافد، أولها: استمرار حصار غزة والتضييق على المقاومة فيها. والثاني: العمل مع العملاء بالسيطرة على أعمال المقاومة، وهو ما بدا في استشهاد عدد من المقاومين حتى قبل أن تبدأ مهمتهم الفدائية. والثالث: التعاون مع السلطة الفلسطينية في رام الله لتمكين "إسرائيل" من عناصر حماس. والرابع: اغتيال قيادات المقاومة، مثلما حدث مع عماد مغنية في سوريا، ومع محمود المبحوح في دبي. الخط الثالث، هو محاولة إخضاع المنطقة العربية لمنطق التطبيع مع "إسرائيل"، والاستسلام لها، على أساس أن ضعف العرب عن مواجهة "إسرائيل"، وعجز الولايات المتحدة، يجب أن يدفع ثمنه الطرف الضعيف العربي، للطرف الغالب الإسرائيلي. الخط الرابع، تبديد محاولات الملاحقة القانونية لجرائم "إسرائيل" في غزة على المستوى الدولي، استفادة من الحالة العربية التي بلغت حداً غير معقول من التردي أخيراً، بالمواجهة المؤسفة بين ليبيا وسويسرا، والتي تتصاعد، لكي تعود ليبيا مرة أخرى وحدها في مواجهة الغرب، بسبب أوهام إدارة الأزمة. وقد نتج عن ذلك أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة لن تتمكن من تطوير موقفها ضد "إسرائيل" حول تقرير جولدستون، فأصدرت الجمعية العامة توصية متكررة لكل من "إسرائيل" وحماس لإجراء تحقيقات جادة فيما ورد بالتقرير. الخط الخامس، هو حالة التوتر التي تنذر بإشتعال الموقف في المنطقة، ونخص بالذكر تهديد "إسرائيل" بإسقاط النظام السوري، واجتياح دمشق، والإعلان الإسرائيلي عن التحضير لهجوم كاسح على حماس وحزب الله، وإجراء مناورات وتجارب على العمليات الحربية، وارتفاع وتيرة التهديدات لإيران، في الوقت الذي تتوتر فيه الحالة بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن الإعداد الواضح للتحالف العدوانى بين "إسرائيل" والولايات المتحدة. وأخيراً الموقف الحازم والتحالف بين إيران وسوريا والمقاومة خلال زيارة أحمدي نجاد إلى دمشق، وخصوصاً تصريحاته مع الرئيس بشار، حيث رفض الرئيس السوري نصيحة هيلاري كلينتون أو تعليماتها في الابتعاد عن إيران، مؤكداً التحالف معها ضد "إسرائيل" وتكرار أحمدي نجاد لمواقفه السابقة من أن أي مواجهة مع "إسرائيل" في المستقبل سوف تعني ببساطة نهاية هذه الخرافة.

 المنطقة إذاً ببساطة تقف على ثلاثة أضلاع. الضلع الأول، هو الحلف العدواني الأمريكي الإسرائيلي الذي يريد أن يجتث المقاومة ويستمر في الهيمنة على المنطقة. والضلع الثاني، هو الحلف الدفاعي الإيراني السوري المقاوم لهذا التغول الصهيوني. وأما الضلع الثالث، فهو المنطقة العربية التي يخشى أن ينضم بعضها في هذه المواجهة التاريخية إلى العدو، أو أن يتقاعس عن مساندة المقاومة ضد العدوان عليها، وإذا حدث ذلك فأظن أن خريطة المنطقة سوف تتغير، إلى الأفضل، لأن الشعوب ستكون أقدر على تقرير مصيرها.

من الواضح أن المقاومة هي الغصة التي تقف حتى الآن في حلق "إسرائيل" والمشروع الصهيوني، وأن "إسرائيل" تتفنن في إزلة هذه الغصة، وقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا السبيل، حيث تمكنت من تحييد المنطقة العربية، بل واستعداء البعض ضد المقاومة، خاصة في الدول التي تنتمي إليها المقاومة، وذلك في إطار خطة "إسرائيل" لتفكيك الأوطان العربية، كما أنها دفعت بعض الدول إلى الاشتباك مع المقاومة بشكل مكشوف، مما يؤدي حتماً إلى إضعاف المقاومة، في الوقت الذي تتعزز فيه قدرات "إسرائيل".

فهل يقع الانفجار الذي سوف يسفر حتماً عن زوال أحد الطرفين، "إسرائيل" أو المقاومة؟!.