خبر القمة العربية -يديعوت

الساعة 10:58 ص|02 مارس 2010

حفلة معمر

بقلم: سمدار بيري

 حين سنجلس بعد شهر حول الطاولات الممتلئة ونغني بصوت عال في ذكرى خروج مصر، سيكون فرح في طرابلس ايضا. هذه هي المرة الاولى في التاريخ الطويل للجامعة العربية حين تنعقد قمة الحكام في ليبيا. الاستعدادات المبذرة على الارض، القذائفي غير المتوقع، الحروب التي تطل منذ الان من خلف الكواليس – كل هذا يعد بعناوين رئيسة لا بأس بها.

        كل موضوع يأخذ فيه القذافي موقع القيادة هو وصفة للفضائح ولكن كيفما نظرنا، فان هذه هي قمة عرجاء مسبقا. لم تنعقد بعد، واذا بها تصعد الى مسار الصدام. سطحيا، يدور الحديث عن قمة حيوية، ترمي الى البحث في موضوعين مشتعلين: الاول، ما العمل بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني حين تبدو المسيرة السلمية كجثة هامدة. والثاني، كيفية معالجة التهديد الايراني. ليس فقط القنبلة النووية، بل، اساسا، الزحف الوحشي الذي لم يعد ممكنا اغماض العين عنه، الى عمق اراضي الدول العربية المعتدلة. وهذا يعني مصر، هذا يعني هستيريا وفزع في الخليج، هذا يعني العراق الذي من شأنه ان يشتعل عشية الانتخابات.

        ولم ننسَ بصمات ايران على طول الحدود بين السعودية واليمن، ومعسكرات التدريب في الصومال وفي السودان والتي تتهدد بالانقسام الى دولتين. السودان منقسم هو مصيبة زراعية لمصر، بسبب مصادر النيل. يمكن اغلاقها بحركة يد، والدفع الى حرب عالمية مبادر اليها من طهران ضد الدولة العربية الاكبر. القذافي، الذي تنازل عن حلم ملك افريقيا، يصد الان سلسلة من الضغوط للتنازل عن شرف المضيف. ويمكنه أن يخمن بان الحكام سيمتثلون عنده دون شهية. كل واحد بات يفحص من سيسمح لنفسه بالتغيب ومن سيبعث بدلا منه. ولكن القذافي مثل القذافي، يخطط منذ الان كيف يسحر وسائل الاعلام بعباءته الملونة وحارساته، وكيف سيطلق شعارات في صالح دولة "اسراطين" ثنائية القومي.

        ابو مازن يهدد بمقاطعة القمة اذا ما دعيت حماس. لبنان يحذر بانه لن يصل بسبب قضية قبل 32 سنة، الا اذا وفرت ليبيا أخيرا اجوبة مريحة للبال عن ملابسات اختفاء الامام موسى الصدر (اعقابه ظهرت لاخر مرة في ليبيا في آب 78، ويبدو أنه صفي بأمر من القذافي).

        وسيكون من المشوق ان نرى اذا كان سيتبادل مبارك الكلام مع بشار الاسد. فهو لا يتحدث معه منذ سنتين. وسيكون مشوقا اكثر ان نكتشف ماذا سيفعل حكام امارات النفط اذا ما حظي احمدي نجاد بمكانة مراقب ضيف. في مثل هذه الحالة، فان القذافي الداهية يخلق عن قصد مشكلة للمعسكر المعتدل. مسألة شر وتسلية.

        بين الـ 22 حاكما مسجلا في مقر الجامعة العربية من الصعب أن نجد اليوم رئيس دولة يدير حوارا مع اكثر من اثنين من زملائه. وهم سيأتون اساسا كي لا يثيروا اعصاب القذافي الذي يمكنه أن يحسن اليهم باتفاقات اقتصادية – مثلما فعل هذا الاسبوع مع سوريا، مثلما يحتفظ بمليوني عامل مصري، مثلما يهدد بان يلقي في كل لحظة بمئات الاف اللاجئين الفلسطينيين.

        ولكن كيف الخروج من هنا بقرار؟ اين القاسم المشترك؟ هل تبقت للجامعة العربية على الاطلاق اسنان قاطعة، ومن يعد لها الحساب على الاطلاق في العالم الكبير؟ كل ما سيقوله الزعماء امام الميكروفونات، لن يكون ما سيرشقه الواحد ضد الاخر في اللقاءات المغلقة.

        المسيرة السلمية ماتت؟ في ليبيا يستعدون لبث الحياة في جثة مبادرة السلام السعودية. كما سيضغطون لتحديد تاريخ هدف: اذا واصلت حكومة نتنياهو التملص من صيغة "الانسحاب الكامل مقابل السلام الكامل" فان حكام العالم العربي سيقررون نيابة عنا. فهم سيقررون موعدا نهائيا لثلاثة اشهر، بعدها يأتي اعلان متفجر عن الدولة الفلسطينية. وهم سيتفقون مثلا على الموعد الرمزي للسادس من حزيران كموعد ملزم، وسيبعثون ابو مازن الى الديار، للنهوض والقاء كلمة الاعلان عن الدولة. فماذا سيفعل بغزة؟ مشكلته. نحن قلنا قولتنا، ومن ناحيتنا فليحطموا الرأس في المناطق وفي مكتب رئيس الوزراء في القدس.