خبر هدوء وهمي وخطير- هآرتس

الساعة 10:57 ص|02 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

الهدوء الامني الذي تتميز به الاشهر الاخيرة وهمي ومضلل. بينما يتمتع سكان اسرائيل السيادية بسكينة نسبية، بل وبازدهار على الجانب الاخر من الخط الاخضر يواصل واقع الاحتلال بكامل وحشيته دون ان يحظى الامر بانتباه. عميرة هاس نشرت أول امس في "هآرتس" أحداث يوم عادي في المناطق: في 24 شباط  سجل هناك ما لا يقل عن 212 حدثا مرتبطا بالاحتلال، بينها اربع هجمات جسدية على الفلسطينيين، ثماني هجمات نارية من الجيش الاسرائيلي، 39 اقتحاما عسكريا وهدم خمسة آبار.

في العام 2009 أيضا، الذي اعتبر في اسرائيل عاما امنيا هادئا على نحو خاص، تميز باحداث عنف عديدة في مناطق الاحتلال: فقد هدمت اسرائيل في اثنائه 225 مبنى فلسطينيا، اقتلعت مئات السكان من منازلهم واعتقلت ما لا يقل عن 700 طفل وفتى.

وحتى لو لم يكن  يبلغ عن معظم هذه الاحداث في وسائل الاعلام في اسرائيل، فانه لا يمكن تجاهلها. فهي تزرع المزيد فالمزيد من الكراهية والاحباط، وتقوض العرض العابث للحكومة وكأن الحياة في المناطق مرتاحة ومطمئنة، وهي كفيلة بان تشعل من جديد نار الانتفاضة.

في الحياة العادية تحت الاحتلال وان كانت تحققت تسهيلات في السنة الاخيرة ولكن ليس في هذا ما يغير الصورة من اساسها: الفلسطينيون يواصلون العيش تحت الكفة الساحقة للاحتلال الاسرائيلي، حتى وان كان خف ضغطها. وطالما استمر هذا الواقع، فاننا جميعنا، فلسطينيين واسرائيليين، سنواصل العيش على فتحة برميل من البارود القابل للانفجار في كل لحظة. كل عمل استفزازي، كل اشعال عود ثقاب، من شأنه أن يشعل النار من جديد.

لا يمكن لاي تسهيلات ان تغطي على استمرار الاحتلال وعلى الجمود السياسي المطلق. الارهاب الفلسطيني توقف على نحو شبه تام تقريبا، ولكن عنف الاحتلال لم يتوقف. في ظل غياب الارهاب ليس لدى اسرائيل هي مبرر للامتناع عن تحريك المسيرة السلمية، سواء من خلال المفاوضات ام من خلال خطوات عملية مثل خطة الاخلاء – التعويض، تمهيدا لاخلاء المستوطنات واقامة دولة فلسطينية تعهد بها رئيس الوزراء. في ظل غياب كل هذا، لا ينبغي ان نتفاجأ اذا ما عادت النار لتشتعل ليس فقط في المناطق، بل وايضا في اسرائيل المطمئنة وغير المبالية.