خبر « الكانتـينا ».. معاناة تلاحق الأسرى

الساعة 11:08 ص|01 مارس 2010

"الكانتـينا".. معاناة تلاحق الأسرى  

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

تمنت الكثير.. ولكن بعد أن عجزت رضيت بالقليل.. على أن يتحقق.. ولكن أم الأسير عبد الله توفيق الكرد لم تعد تستطع تحمل المزيد.. فلا إفراج قريب.. ولا أخبار تسر القلب وقت الضيق.. حتى الأموال وبعض الحاجيات التي تلزم الأسرى فلا تصل إليه لعلها تكون رسائل حب ممن افترق عنهم.

لم يعد أمام أهالي الأسرى في قطاع غزة أملاً في رؤية أبنائهم خاصة بعد حرمان الاحتلال الإسرائيلي قبل حوالي أربعة أعوام أهالي الأسرى من زيارة ذويهم في سجون الاحتلال, ولكن المشكلة التي باتت تراودهم ولم يكونوا قد وضعوا لها أي حساب تكمن في عدم وصول أموال الكانتينا لذويهم في سجون الاحتلال.

فوالدة الكرد المعتقل منذ خمس سنوات في سجن نفحة، لم تخف لمراسلة "فلسطين اليوم" عجزها عن فعلها لما يسرها ونجلها الأسير، حتى باتت تفقد الأمل في أهمية هذا الاعتصام، وإن كانت تشعر أنه رسالة لا تراها الأعين لابنها.

الكرد تواظب على المشاركة في الاعتصام الذي ينظم أسبوعياً في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وباتت تبحث عن طريقة تمكنها من إرسال الأموال لابنها السجين وذلك لشدة احتياجه للأموال.

وأشارت الكرد، إلى أن ابنها يقترض شهرياً بعض الأموال من الأسرى المتواجدين معه في نفس السجن ليتمكن من سداد احتياجاته داخل السجن, فتذهب لهذا المسؤول وتلك المرأة ممن جاءوا للاعتصام علهم يرشدوها للطريقة المناسبة لإيصال الأموال.

أما والدة الأسير محمود الترابين المعتقل منذ أربعة أعوام في سجن ريمون فتشارك في الاعتصام، لتخفف عما يجول في نفسها من أحزان على فراق ابنها طيلة سنوات اعتقاله خاصة وأنها لا تعرف شئ عنه منذ اعتقاله سوى بعض المعلومات التي وصلتها من أهالي الأسرى في الضفة الغربية.

وعن وصول أموال الكانتينا لابنها، ذكرت الترابين أنها تعاني من عدم وصول الأموال التي ترسلها لابنها الأسير, وأنها حاولت مراراً وبعدة طرق أن ترسل أموالاً لابنها إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.

وعن مشكلة الكانتينا وطرق وصول الأموال للأسرى، أكد الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة لـ"فلسطين اليوم"، أن أزمة الكانتينا بالنسبة للأسرى كبيرة، حيث أن الأموال لاتصل إليهم، وبالتالي لا يتمكنون من شراء مايلزمهم، أو تعويض ما ينقصهم من الكانتينا المحدودة.

واعتبر فروانة، أن قضية الكانتينا أمر شائك بحاجة إلى حل جذري، لأن الأمر يعد مرهقاً للأسرى، خاصةً أن بعض الأسرى ممن تصل أموالهم، ترهقهم إدارة السجون بالغرامات التي تسحب من أموالهم مما يضاعف معاناتهم.

وأضاف، أن مايزيد الأمر تعقيداً هو أن إدارة السجون عدا عن عدم سماحها بإرسال أموال للأسرى لشراء حاجياتهم فإنها لا تقوم بشراء أو إدخال الكميات المطلوبة من لوازم الأسرى خصوصاً في فصل الشتاء كالملابس والأغطية.  

بدوره، أوضح ياسر مزهر عضو لجنة الأسرى عن حركة الجهاد الإسلامي لـ"فلسطين اليوم"، أن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي تغلق حساب الأسرى وتحول دون وصول الأموال لديهم.

وأضاف مزهر، أن موضوع أموال الكانتينا يتم عن طريق وزارة الأسرى في رام الله , حيث فوضت وزارة الأسرى مندوب لها في منظمة الصليب الأحمر خليل أبو عيطة لجمع الأموال من أهالي الأسرى وإرسالها على الحساب الخاص بهم إلا أن الاحتلال يمنع من وصول الأموال لديهم .

وذكر مزهر أن وزير الأسرى في حكومة رام الله عيسى دراغمة تبنى هذه المشكلة وتواصل باسم الوزارة من مصلحة السجون الإسرائيلية لحل المشكلة ولكن وعود جيش الاحتلال لم توف حتى الآن .