خبر الفصائل الفلسطينية ترفض الهجمات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية

الساعة 01:08 م|28 فبراير 2010

الفصائل الفلسطينية ترفض الهجمات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية

فلسطين اليوم- غزة

رغم الخلافات التي تطفو على السطح في الساحة الفلسطينية، إلا أن الجميع يتفق على موقفهم تجاه الهجمات الإسرائيلية المتكررة بحق المقدسات الإسلامية، والتي كان آخرها ضم الحرم الإبراهيمي، ومسجد بلال بن رباح للآثار اليهودية، واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك فضلاً عن اقتحامه من قبل المستوطنين.

 

وقد عبرت الفصائل الفلسطينية كافةً عن رفضها لهذه الممارسات، فيما خرجت الفصائل بمسيرات حاشدة، ومازالت تواصل حشودها من أجل نصرة المسجد الأقصى ورفضاً لهذه الممارسات التي تطال المقدسات الإسلامية.

 

تصعيد المواجهات مع العدو

فقد دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الأحد، إلى تصعيد المواجهات مع العدو الصهيوني في كفة أرجاء فلسطين المباركة، دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك.

 

وحثت الحركة في بيان لها تلقت "فلسطين اليوم" نسخة عنه، كافة قوى شعبنا إلى الوحدة ورص الصفوف وتوجيه الخطاب السياسي والإعلامي لدعم خيار المقاومة والمواجهة مع العدو.

 

وطالبت، أجهزة السلطة بالكف عن التصدي للمسيرات الشعبية الغاضبة في أنحاء الضفة المحتلة، ووقف سياسة الاعتقالات والملاحقات والوقوف إلى جانب أبناء شعبنا في مواجهة العدوان والاستيطان.

 

وأكدت على حق شعبنا في المقاومة ونطالب أجنحة المقاومة الفاعلة باتخاذ كل الوسائل الممكنة لردع ولجم الكيان المجرم.

 

وأشارت الحركة في بيانها، إلى أن دعواتها تتواصل بسبب استمرار السياسات العدوانية بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، التي كان آخرها اقتحام الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك، في رسالة واضحة تدلل على النوايا الصهيونية الحاقدة تجاه المسجد الأقصى وسائر المساجد والمقدسات في فلسطين.

 

مخطط صهيوني خطير

فيما استنكر فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اقتحام المغتصبين الصهاينة باحات المسجد الأقصى، مؤكداً أن ذلك يأتي ضمن مخطط صهيوني خطير؛ يهدف إلى تهويد مدينة القدس وتدمير المسجد الأقصى المبارك.

 

وأكد برهوم، في تصريحٍات صحفية، أن هذا المخطط "جاء ابتداءً من توسيع دائرة "الاستيطان" في داخل مدينة القدس، وتهجير الناس من بيوتهم، وسحب هوياتهم، والاقتحامات المتتالية لباحات المسجد الأقصى المبارك، وتغيير معالم المدينة المقدسة لـ"عبرنة" الشوارع الإسلامية والمسيحية".

 

وحذَّر المتحدث باسم "حماس" من خطورة هذا المخطط الصهيوني المستمر "الذي يهدف إلى تهويد المدينة المقدسة وطمس معالم مقدساتنا الإسلامية؛ تمهيدًا لما هو أخطر، وهو فرض السيادة السياسية والأمنية اليهودية على مدينة القدس؛ من أجل الوصول إلى الهدف الذي أعلنه نتنياهو وهو يهودية الدولة، وهو أكبر خطر على حقوقنا وثوابتنا، وعلى رأسها حقنا في القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية".

 

وأضاف: "هناك تجرؤٌ صهيونيٌّ غير مسبوق على الأقصى والقدس في ظل صمت عربي إسلامي على ما يجري الآن في باحات الأقصى المبارك؛ من اقتحام للمغتصبين وجنود الاحتلال، وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك، وأيضًا ما زال هناك سلطةٌ فلسطينيةٌ تضرب بيد من حديد على يد المقاومة التي يفترض أن تكون هي الحامية لأرضنا ومقدستنا.. كل هذا جرَّأ المحتل على هذا التهويد والتدمير والاقتحامات المتعمَّدة في وضَحِ النار".

 

ومضى يقول: "إن ما يجري الآن في المسجد الأقصى ناقوسُ خطر يجب أن يكون مدعاةً لموقف فلسطيني عربي وإسلامي صارم أولاً للجْم كل هذا العدوان، وموقف دولي يفرض على المحتل أن يترك أرضنا ومقدساتنا".

 

وأشار إلى أن استمرار الصمت العربي والإسلامي على الصعيد الرسمي بشكل خاص وعدم استخدام أيٍّ من أوراق الضغط العربية والإسلامية -وهي كثيرة- واستمرار قمع المقاومة في الضفة؛ يعني سقوط مدينة القدس مرةً أخرى، من خلال تهويدها بالكامل كعاصمة لـ"الدولة اليهودية" المزعومة.

 

وطالب في ختام تصريحه بموقف جماهيري شعبي عربي وإسلامي في كل عواصم هذه الدول؛ لإيجاد حالة من الضغط الجماهيري والشعبي على صنَّاع القرار؛ كي يُنهوا هذا العدوان السافر.

 

دعوة للرئيس عباس

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد دعت، الرئيس محمود عباس "أبو مازن " للتحرك العاجل لعقد لقاء قيادي فلسطيني شامل لكافة القوى الوطنية والإسلامية وبناء الوحدة الميدانية، في مواجهة الهجمة الاحتلالية الشاملة التي تتعرض لها المقدسات والأرض والإنسان الفلسطيني. 

 

واعتبرت الجبهة في تصريحات صحفي، أن اجتياح وتدنيس ساحات الأقصى المبارك على يد شرطة الاحتلال وقواته الخاصة وأجهزة أمنه والانتهاكات اليومية على يد جيش الاحتلال ومستوطنيه ضد الشجر والبشر والحجر والسطو على التراث والتاريخ، يبعث برسالة وحيدة صريحة لشعبنا وقيادته وللمفاوض الفلسطيني والعربي، بأن لغة القوة والإجرام والعنف هي اللغة الوحيدة التي لا يعرف سواها الاحتلال في التعامل مع الشعوب العربية وملوكهم ورؤوساهم عشية القمة العربية العتيدة، الأمر الذي يتطلب من هذه القمة الكف عن اللهاث وراء الوعود الامريكية والغربية الخادعة، والعودة إلى الشعوب وخياراتها، في الصمود والمقاومة.

 

وطالبت الجبهة، الرئاسة والقيادة الفلسطينية بالتوحد على أرض الميدان إلى جانب شعبنا وطلائعه الصامدة في مواجهة الاحتلال داخل المعتقلات الصهيونية وخارجها، من أجل تعزيز الجبهة الداخلية والوحدة الميدانية للخروج من حالة المرواحة والانقسام الراهنة وتوحيد شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية في التمسك بحقوق شعبنا الشاملة غير القابلة للتصرف في الاستقلال الناجز والعودة، ومغادرة دائرة ما يسمى بالمفاوضات والمراهنة على الوعود الزائفة للاحتلال وحلفائه، ومقاطعته وممثليه والتصدى لسياساته ومخططاته الرامية لتصفية القضية والقيادات الوطنية الفلسطينية المجربة والموثوقة .

فتح" تحذر الاحتلال من إشعال فتيل عنف يؤدي إلى حريق في المنطقة

من جهتها أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بيان لها وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، أن ليس هنالك أدنى شك في أن هنالك نوايا مبيته لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأن عملية اقتحام بات المسجد الأقصى ومحيطه وبوابات البلدة القديمة ورأس العامود وصور باهر في القدس المحتلة ما هي إلا دليل قاطع على نهج قمعي يرتكز على قاعدة التمييز العنصري ضد المواطنين الفلسطينيين، "فسلطات الاحتلال تمنع بالقوة أصحاب الأرض والمقدسات الفلسطينية من ممارسة حقوقهم وواجباتهم الدينية في المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين وتحتجز العشرات وتخنق بقنابل الغاز الطالبات الفلسطينيات اللواتي انتصرن لنداء الحرم القدسي الذي انتهكته قوات الاحتلال بأشكال متعددة من العنف والقمع ضد المواطنين الذين هبوا لحمايته من الجماعات اليهودية المتطرفة".

 

وأضاف الحركة :" أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لا ترى في عملية انتهاك حرمة المسجد الأقصى بالقوة المسلحة والاعتداء على المصلين والمواطنين والمواطنات وتخريب ممتلكاتهم، ومحاصرة أحيائهم وتعطيل حياتهم لصالح تمكين الجماعات اليهودية المتطرفة من إحياء طقوس تلمودية في ما يسمى "عيد المساخر"، لا ترى فيه إلا هجوماً مبرمجاً يستهدف تهويد مقدسات شعبنا الفلسطيني من خلال الاستيلاء على معالمه الحضارية ورموزه الدينية والثقافية وإعمال ماكينة التحريف والتزييف فيها في أكبر عملية سرقة في تاريخ الإنسانية تتم علناً وفي وضح النهار للتاريخ الفلسطيني ولثقافة شعبنا الحضارية.

 

وتابع البيان بالقول إن "فتح" ترى في سياسات الاحتلال هذه نهجاً تمييزياً عنصرياً لطالما كنا نراه في إجراءات وسياسات حكومات إسرائيل المتطرفة وتحديداً الحكومة الحالية التي لم تأخذ العبرة  والحكمة من قراراتها السابقة التي مست بشكل خطير المشاعر الدينية  عند أبناء شعبنا.

 

وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أنها "تعي خطورة الانتهاكات التي يتعرض لها إنساننا الفلسطيني وهي تدرك جيداً واجباتها وحقها المشروع في الدفاع عن جماهير شعبنا والمقدسات فإنها تحذر سلطات الاحتلال من إشعال فتيل عنف قد يؤدي إلى إحراق وتدمير كل ما تم بناؤه خلال مسيرة عملية السلام، وتنبه الرأي العام الإسرائيلي بأن الحكومة الحالية تدفع بالمنطقة  نحو دوامة جديدة سماتها العنف والفوضى".

وأضافت الحركة "إننا في حركة "فتح" نؤكد على حق شعبنا الفلسطيني في حماية مقدساته وصونها من أي انتهاكات أو اعتداءات، باعتبارها جزءاً لا ينفصم إطلاقاً عن هويته الوطنية ومكوناته الثقافية كشعب حر  ينشد الحرية والاستقلال، كما نؤكد بأن جماهير حركتنا ستكون في قلب المواجهة الشعبية تقف بالمرصاد لمنع تمرير مخططات تهويد مدينة القدس والاستيلاء على تراثنا الحضاري والديني وضمه إلى قائمة ما يسمى بالتراث اليهودي. وإننا ندعو جماهير الشعب الفلسطيني إلى اليقظة  والسهر لحماية المسجد الأقصى وكل المقدسات في الوطن التي تتعرض لمؤامرة منظمة  ومبرمجة  المراحل لا يدرك المسئولون الإسرائيليون  مخاطرها وتأثيراتها على أمن المنطقة كلها، وأبعادها الكارثية على جهود المجتمع الدولي لإحلال السلام في الأراضي المقدسة".