خبر مراكز تحقيق الاحتلال تفرق عائلة الأسير فتحي الخصيب

الساعة 11:03 ص|28 فبراير 2010

مراكز تحقيق الاحتلال تفرق عائلة الأسير فتحي الخصيب

فلسطين اليوم- طولكرم

الأب معتقل بـ 29 مؤبداً غير السنوات، والأبناء لم ترحمهم مراكز التحقيق والمعتقلات، العائلة ممنوعة من الزيارة، سحب تصريح الزيارة من الزوجة، هدم بيتين يعودان للعائلة، تفاصيل تتمحور في مجملها حول نكبة حقيقة تعيشها إحدى العائلات الفلسطينية بعد أن فرقت بينها سجون الاحتلال.

تفصيل الحكاية تدور حول عائلة الأسير القسامي فتحي الخصيب من بلدة قفين شمال طولكرم الذي اعتقل منذ عام 2002 بتهمة الضلوع في عملية بارك ولتكتمل معاناة تلك الأسرة فيما بعد باعتقال الأبناء عبد الرحمن بعد حوالي السنة والأبناء ومعاذ واحمد  قبل أسابيع من الآن .

حكاية اعتقال الأب

مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان ذكر أنه بعد ما يقارب شهرين على عملية بارك التي نفذها الاستشهادي عبد البساط عودة وفي ليلة شديدة البرد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قفين  بتاريخ 8/5/2002 بعدد كبير من الآليات العسكرية وبرفقة الطائرات الحربية حاصرت منزل الأسير الخصيب قبل أن تبدأ بإطلاق نداءات تدعوه إلا تسليم نفسه فما كان منه إلا أن تحدى حالة الترهيب التي حاولت قوات الاحتلال فرضها على الجميع يخرج وكله ثقة ويقين بقوة الحق وثبات المبدأ الأمر الذي فاجأ قوات الاحتلال التي قابلت ذلك الموقف بالضرب المبرح له أمام أعين كافة إفراد العائلة لتقوم بعد ذلك مباشرة باقتياده إلى مركز تحقيق الجلمة ليمضي هناك 65  يوما بالتحقيق القاسي والعنيف وبعد ذلك تم نقله إلى سجن هداريم بتاريخ 21/7  حيث الظروف الاعتقالية الصعبة والعزل  بغرف صغيرة لا تصلح للعيش الآدمي.

الحكم القاسي

وبتاريخ 14/4/2003 حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية على الخصيب بمدى الحياة 29 مؤبدا بالإضافة إلى عشرين عاما بتهم الضلوع والمساعدة في تنفيذ عملية بارك الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي عبد الباسط عودة عام 2002  ومع اللحظات الأولى لنطق الحكم عليه والذي تم في جلسة مفتوحة أمام وسائل الإعلام ما كان منه إلا ان يقابل ذلك بتحد وفخر وصمود أزعج القضاة العسكريين وكل من في قاعة المحكمة من الإسرائيليين حيث أبدى رغبته بالانتقام والاستشهاد لو سنحت الفرصة له ليتم بعد ذلك وتحديدا بتاريخ 14/5/2003  نقله إلى سجن نفحة الصحراوي .

عبد الرحمن ثانياً !!!

 

ويقول فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أنه لم تتوقف فصول معاناة عائلة الخصيب عند اعتقال الوالد  فحسب فبعد عام ونيف من اعتقاله وتحديا في مطلع عام 2004  أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال نجله  عبد الرحمن بتهمة طعن جندي إسرائيلي كان يعمل في حراسة الجدار الفاصل المقام على أراضي القرية وبعد أن  أمضى عشرات الأيام في مراكز التحقيق أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية بحقه حكما يقضي بالسجن لمدة 9 سنوات علما أن عمره وقت الاعتقال لم يكن يتجاوز  الخمسة عشر ( 15)   عاما وهو الآن يمكث في سجن النقب الصحراوي في حين إن والده يقبع الآن في سجن ريمون .

أحمد ومعاذ !!!

ويضيف الخفش يبدو وكأن دولة الاحتلال لم تكتفي بما لديها من إفراد العائلة وتصر على أن تقتل كل معنى للأمل لدى عائلة الخصيب المنكوبة لتقدم  قبل أسابيع قليلة من الآن على اعتقال احمد احد الأبناء الآخرين للأسير الخصيب أثناء عودته من الأراضي الأردنية ليتم اقتياده مباشرة إلى مركز تحقيق الجلمة وبعد عشر أيام فقط أكملت قوات الاحتلال جريمتها باعتقال معاذ  النجل  الثالث والذي هو الأخر تم اقتياده إلى مركز تحقيق الجلمة و اعتقاله  تكتمل اللوحة السوداوية التي تنم على مأساة العائلة التي يبلغ تعدادها 14 فردا .

استهداف آخر !!

ويقول الخفش أن معاناة الأسرة تفاقمت بعد أن منعها الاحتلال من زيارة الأب والأبناء المعتقلين بل وأقدم على سحب تصريح الزيارة الذي كان بحوزة الزوجة أثناء عبورها احد الحواجز في محاولة منها لزيارته .

 

ومن الجدير بالذكر بان الاستهداف الإسرائيلي لم يتوقف عند اعتقال  الأب  والأبناء بل إن نشوة الحقد ورغبة الانتقام المغروسة  في شخص الاحتلال  دفعته إلى هدم منزليين تعود للأسير  الخصيب ظنا منه بان بذلك سيقهر إرادة العائلة المجاهدة الصابرة التي يدفع أبنائها ضريبة حب الوطن والمقاومة في سبيل الله .