خبر قبل المواجهة- إسرائيل اليوم

الساعة 09:57 ص|28 فبراير 2010

ما ينبغي لابو مازن ان يعرفه

بقلم: دان مرغليت

        (المضمون: ربما يكون أبو مازن بتنديده بقرار نتنياهو شمل الحرم الابراهيمي ضمن قائمة المواقع التراثية قد اشعل نار الانتفاضة الثالثة – خسارة، ولكن أهلا وسهلا - المصدر).

        زبد أبو مازن خرج على اسرائيل التي ترى في مغارة المكفيلا "صخرة وجودنا". بخفة رأي وبلسان حماسي اعطى الاشارة للشغب المتواصل منذ نحو نصف اسبوع للفتيان الفلسطينيين في مدينة الاباء. لعله لم يقصد، ولكن يمكن ان تكون انطلقت من فمه الانتفاضة الثالثة.

        تماما كسلفه، ياسر عرفات، الذي بهراء فمه دفع بنية مبيتة او بغيابها نحو الجولة الدموية في العام 2000، برده الحازم على زيارة استفزازية ولكن شرعية لاريئيل شارون الى الحرم.

        لماذا، في واقع الامر؟ أولم يشتري ابونا ابراهيم المغارة بثمن كامل؟

        أجيال على أجيال انفطرت قلوب المتدينين والعلمانيين على حد سواء على الموقع الذي في الخليل. وبعد وقت قصير من حرب الايام الستة، في ظلمة الليل، سافر علمانيان واضحان، كوزير الدفاع موشيه دايان وكبير المخابرات يهودا هرئيل الى مغارة المكفيلا التي تنطوي في ظل مبنى من عهد الملك هيرودوس.

        وقد جاءا متخفيين وأنزلا  عبر فتحة ضيقة ميخال، ابنة هرئيل النحيفة – التي أصبحت في ما بعد معلمة في القدس – فتجولت في اعماق المغارة ووثقت ووصفت ما رأته عيناها – قبور وعقارب. وعندها انتشلاها من هناك وانصرفا كما جاءا. بعد بضع سنوات من ذلك نشر دايان احداث تلك الليلة وانطباعاته مخلفا اياها للاجيال القادمة.

        قصة وطن، قصة تراث

        في رغبتهم في أن يحرموا الشعب اليهودي من كل حق تاريخي على بلاد اسرائيل يحاول زعماء فلسطينيون شطب الحقائق التاريخية او تشويهها. ذروة التشويه كان عندما قال عرفات على مسمع بيل كلينتون وايهود باراك بان أبدا لم يكن هيكل يهودي على الحرم. هذا الميل يتواصل الان ايضا.

        غير أنه على أبو مازن ان يعرف بان أيضا من يؤيد، مثلي، قيام دولتين للشعبين، يعرف بان النفس اليهودية تواقة للمواقع التي ستكون في اراضي فلسطين اذا ما قامت هذه باتفاق.

        موشيه دايان كان أول من وصف ذلك بعد حرب الايام الستة. صلة اسرائيل بعناتوت، مدينة مولد النبي يرمياهو، ستستمر الى الابد دون علاقة بمسألة في أي سيادة ستكون، وهكذا ايضا بالنسبة لسهل دوتان وجبل جرزيم وجبل عيبال، وباقي التاريخ من عهد البيت الاول والحشمونائيم.

        وبالذات د. يوسي بيلين تحدث هذا الاسبوع بانه بقدر ما كانت هناك حاجة الى تبادل السكان والاراضي بين اسرائيل والفلسطينيين. فهم يجلسون في عرش مولد ووجود الامة العبرية، ونحن في مجالات في اثناء التاريخ كانت اكثر لشعوب الغزاة وأقل لليهود. المشكلة هي ان التبادل ليس عمليا.

        لن نتمكن من أن نشرح لابنائنا واحفادنا ولمن سيأتون بعدهم بان عدنا الى البلاد لتحقيق حق تاريخي نستحقه، اذا لم يسمح لنا بان نزور معهم قبر راحيل ومغارة المكفيلا.

        الفلسطينيون ايضا يفهمون ذلك. ولهذا فهم يكافحون جدا لتشويش الحق رغم ان اسرائيل لا تطالب بان تحل باسمها سيادتها السياسية على المواقع التراثية. فقط صلة وحق في الزيارة، وعلى أساس متبادل. اذا كان هذا جدير في نظر ابو مازن باستئناف سفك الدماء، فخسارة، ولكن أهلا وسهلا.

        شرك جواز السفر الاجنبي

        قبل 73 سنة عرضوا على امي أورا جواز سفر بولندي. شرحوا لها بانهم في فلسطين (بلاد اسرائيل) تقع "اضطرابات" دموية، ولمزيد من الامان من المجدي لها ان تحتفظ بجنسية اخرى. وهي ليس فقط ادارت ظهرها للعرض، بل انها منحتني أنا وشقيقي الراحل دودي الصيغة الحديدية – جواز السفر يوجد فقط واحد، وهو مرتبط بالوطن.

        حتى الاسبوع الماضي تمسكت بهذا الموقف. الان ايضا، ولكن مع شك. إذ اني اتساءل اذا كنا محقين. في نهايات السبعينيات عرض علي "بطاقة خضراء" والتي هي مرحلة ضرورية في الطريق الى جواز السفر الامريكي المنشود ورفضت. يمكن ان أكون اخطأت.

        لو كان لي جواز سفر اجنبي، فرنسي كألماني، انجليزي كايرلندي او نمساوي لكان بوسعي أن احقق منفعة كبيرة. كنت سأرسله الى مئير داغان، عنوان مجهول في مكان ما هناك، وابلغه بان ليس واضحا لي اذا كان يمكنه استخدامه، ولكن من ناحيتي فاني اضعه تحت تصرف الموساد. اذا كان في جوازي ما يساعد واحدا من رجاله، فليتفضل. باحترام، كما يقال.

        غير أنه يتبين بان منظمات استخبارية ستصطدم من الان فصاعدا بمشكلة حقيقية في ضوء التعقيدات الحديثة. رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان، الذي بعد اعتزاله سيكون بوسعه أن يقف على رأس مشروع للفيس بوك – كشف النقاب عن ضعف الاساليب الكلاسيكية للحرب المركزة ضد المخربين. صورة وجه وصورة وجه آخر اذا ما اراد باعث المصفين ان يجدد في المستقبل حرية حركته، فليس لديه سوى ان يستخدم مختبراته وعلمائه كي يشوش الوسائل الحديثة التي لا تسمح حاليا لاعضاء الخلية بالوصول بحرية نسبية الى مقصدهم. لانه عمليا صور ايضا شبكيات عيونهم، وهذه، كبصمات الاصابع، لا يوجد لها مثيل.

        هذه هي طبيعة العلم. لكل اختراع يوجد اختراع يعطله. العمل كان يجب أن يبدأ عندما عرض خلفان المسلسل الاول من صوره.

        أمس عرض رونين بيرغمن سؤالا صحيحا في "يديعوت احرونوت": هل محمود المبحوح كان يساوي الضرر الذي في كشف الخلية التي وضعت حدا لحياته؟ لا يوجد جواب بسيط على هذا السؤال. على فرض أن سلسلة من الارهابيين وجدوا حتفهم كنتيجة لعمل الجهاز الذي يسعى الى المس بهم – يحتمل أن يكون الجواب ايجابيا في جوهره. إذ أنه من اجل منع مثل هذا الكشف، الذي لا يمكن ابدا ان نعرف متى يتحقق بالفعل، من  الواجب منع ايضا مثلا، تصفية عماد مغنية، او علماء الذرة الايرانيين والرجل السوري الكبير في هذا المجال. الجواب منوط بصيغة السؤال.

        خطة بركات

ذهبت أيضا الى رئيس بلدية القدس نير بركات في محاولة لافهم ما هو مصدر وقاحته في أنه لا يغلق كما ينبغي بيت يونتان كما أمرت محكمة العدل العليا وخرجت حاملا كلمته.

من يحب حقا القدس ليس فقط بالكلام وبالاحلام بل وايضا في السير بين بقاياها التي كانت "قرية لملك عظيم"، يعرف جيدا المناطق المجاورة للبلدة القديمة. ما يسمى "حقيقة الملك" ومرة اخرى "البستان"، او حي سلوان.

لبركات خطة جديرة بالاطلاع المعمق. اطلعت على تفاصيلها بشأن "البستان" والذي لا يزال يحتفظ بها طي الكتمان بسبب مفاوضات مضنية مع ذوي الشأن، ويمكن ان نقول عنها هذا فقط: هي جيدة لعرب القدس، لكل سكان المدينة، لسلطة القانون وكذا لليهود.

في المنطقة التي يوجد فيها "بيت يونتان" اليهودي، توجد ايضا ابراج اخرى (زوتا، ست طوابق). الاغلبية عربية. واحد فقط يهودي. اذا تركوا البلدية تدفع خطتها الى الامام، فسيسمح لكل السكان – وهم في اغلبيتهم الساحقة عرب – برفع بيوتهم الى اربعة طوابق. وعندها سيحلق طابقا من ستة طوابق بيت يونتان، وهكذا يتم ايضا لبيوت موازية للعرب.

بركات يطلب نحو ستة اشهر من التريث ولكن لا يتوجه أي مستشار قانوني الى محكمة العدل العليا. إذن كل من هو صديق للمحكمة مدعو بذلك الى التوجه الى الهيئات القضائية.

بركات جيد لليهود. بركات جيد للعرب. ليس الجميع يفهمون. من الصعب اختراق الرأي العام، كما يشرح. ولكن عندما تنكشف خطته، فان كل من يراها سيثني عليها. "هذه مثل التكنولوجيا العليا"، يقول رئيس البلدية الذي اثري من هذا الفرع، "المليون الاول لا يمكن تحقيقه؛ اما من هناك وحتى الـ 10 مليون فصعب جدا؛ ومن الـ 10 الى 100 مليون يكاد يكون محتما". امنحوه الفرصة.