خبر مصطفى الصواف يكتب : « جوال » والشرائح

الساعة 10:10 م|27 فبراير 2010

مصطفى الصواف يكتب : "جوال" والشرائح  

شركة جوال للهاتف المحمول, هي الوحيدة في فلسطين العاملة على الأقل الآن في قطاع غزة، قدمت خدمات لجمهور المشتركين مدفوعة الأجر، وهناك عقد بينها وبين جمهور المشتركين, هذا العقد مفاده تقدم الخدمة الأفضل مقابل دفع مبلغ تحدده قيمة الاستهلاك, سواء كان نظام الاشتراك عبر الفاتورة أو الشريحة, التي تزود برصيد حسب القيمة المتعارف عليها.

 

أساس العقد الخدمة الأفضل، منذ فترة ليست بالبعيدة كانت الخدمة أفضل، اليوم هناك شكوى مستمرة من قبل المشتركين على مختلف أنظمة التعامل مع شركة جوال، والشكوى نابعة من سوء الخدمة المقدمة دون الدخول في تفاصيل الشكوى، المهم أن هناك شكوى، وهناك من يرى وأنا واحد منهم أن السبب هو الشركة نفسها التي أغرقت السوق بكميات كبيرة من الشرائح دون أن يكون هناك ما يغطي هذا الإغراق من أجهزة سواء كانت أبراج التقوية أو قدرة الشركة على تقديم خدمة أفضل.

 

من حق الشركة أن تبحث عن مجالات للربح، وهذا لا اعتراض عليه، ومن حق المشترك أن يتلقى أفضل خدمة من قبل الشركة، أما أن تسعى الشركة إلى ما يصب في مصلحتها دون اعتبار لمصلحة المشتركين، ويصبح هناك خلل في العقد المبرم ما بين الشركة والمشترك، وهذا يستوجب تدخل الجهات المسئولة في الحكومة للفصل في الأمر وعدم ترك الأمر للشركة كي تلعب بالمشتركين بالطريقة التي تريد, وأن تغرق السوق بهذا الكم الكبير من الشرائح التي سببت هذا الخلل الحادث في شبكة الاتصالات.

 

صحيح أن الشركة ترجع أمر الخلل إلى انقطاع التيار الكهربائي، وهذه حجة غير كافية لإقناع المشتركين، ولا ترى أن إغراق السوق بالشرائح هو السبب الأكبر في إحداث هذا الخلل، لأن المنطق يقول إن شبكة جوال على سبيل المثال تستوعب مليون خط، أو مليون مشترك، وهذا يستدعي أن لا تطرح الشركة شرائح تزيد عن قدرة الاستيعاب؛ ولكن يبدو أن الواقع غير ذلك، فالشبكة غير قادرة لأسباب كثيرة على استيعاب هذا الكم من الخطوط ، نسمع ونقرا عبر الإعلانات, تبرير الشركة والتي منها انقطاع الكهرباء والحصار وعدم إدخال محطات التقوية ونقص في أجهزة وأدوات الصيانة، إلى غير ذلك من المبررات؛ ولكن كل هذا المبررات لم تحول دون إدخال كميات مهولة من الشرائح إلى القطاع، فهل الحصار فقط على أجهزة الدعم، أما الشرائح فلا حصار عليها، علامة استفهام بحاجة إلى إجابة من المسئولين في الشركة، والإجابة التي نريدها هي إجابة عملية تحد من مشكلة سوء الاتصال؟

 

لست متحاملا على شركة جوال، فأنا واحد من المشتركين معها، ومن المشتركين المتميزين كما تصف الشركة ذلك؛ ولكن في نفس الوقت أعاني مما يعاني منه غالبية المشتركين، وما نسعى إليه هو البحث عن حلول، وما نراه أن على الشركة أن توقف هذا الطرح غير المنطقي للشرائح، والتي باتت في متناول الأطفال والفتيان، وهناك من يحمل شريحتين وثلاثة، دون أن يكون مقابل ذلك دعم في شبكة الاتصالات وتقوية لها في كافة المناطق.

 

وفي نفس الوقت, ندعو وزارة الاتصالات بضرورة التدخل لوقف سياسة إغراق السوق بالشرائح، الأمر الذي أدى إلى تدني الخدمة المقدمة للمشتركين لأن من مسئولية الوزارة حماية المشتركين