خبر زيدان: الانقسام لا يفيد سوى العدو الإسرائيلي، ولا يضعف سوى المقاومة.

الساعة 03:42 م|27 فبراير 2010

      زيدان: الانقسام لا يفيد سوى العدو الإسرائيلي، ولا يضعف سوى المقاومة

فلسطين اليوم- غزة

احتفلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اليوم، بالذكرى الـ 41 لانطلاقتها بمشاركة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في ملعب فلسطين بمدينة غزة.

وحضر المهرجان الحاشد قيادات الجبهة يتقدمهم أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية والقيادة المركزية للجبهة في قطاع غزة، وممثلو القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني، وأنصار الجبهة وكوادرها، في ملعب فلسطين بمدينة غزة

وردد المشاركون في المهرجان الحاشد الأناشيد والأهازيج الوطنية، والهتافات التي تؤكد على التفاف جماهير شعبنا حول منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، والتي تؤكد كذلك اعتزازهم بالجبهة الديمقراطية ومواقفها المشرفة.

وانتشر خلال المهرجان العشرات من الملثمين من كتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكري للجبهة.

وألقى الرفيق صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة كلمة بهذه المناسبة حذر فيها من أن التصعيد الخطير من قبل الاحتلال الإسرائيلي في استفحال التعديات على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتسارع وتائر الاستيطان وتهويد القدس، يغلق الطريق أمام أية محاولة لاستئناف المفاوضات.

        وشدد على ضرورة التمسك الفلسطيني باستمرار وقف المفاوضات حتى الوقف الشامل للاستيطان في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس، وصيانة حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، واعتماد قرارات الشرعية الدولية كمرجعية لهذه العملية وبسقف زمني بما يضمن إنهاء الاحتلال والاستيطان وبناء دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس وبحدود الرابع من حزيران عام 67 وصيانة حق العودة للاجئين طبقاً للقرار 194.

ودعا إلى تصعيد المجابهة الجماهيرية وصولاً إلى بناء مقاومة شعبية فاعلة دفاعاً عن الأرض ولإزالة الاستيطان وجدار الفصل العنصري طبقاً لفتوى محكمة لاهاي، منوهاً إلى أن المقاومة هي الضحية الأولى للانقسام.

وقال نحن لسنا أمام خيارين: إما مفاوضات عبثية، أو إعلانات للمقاومة دون سلاح السياسة. فهناك خيار ثالث، ثوري حقيقي أخذت به كل ثورات العالم المنتصرة انه خيار مفاوضات راشدة ومقاومة راشدة ترتكز على بناء جبهة مقاومة موحدة وبقيادة سياسية واحدة كما ورد في وثيقة الوفاق الوطني موضحا أن هذا الخيار صعب وله مستلزمات أولها وحدة الشعب ومؤسساته الوطنية.

وبين عضو المكتب السياسي للجبهة أن الوثيقة المصرية لإنهاء الانقسام هي ورقة تتضمن نقاط متفق عليها في الحوار الوطني الشامل، ولكنها كذلك تتضمن نقاطاً لم يتفق عليها بل هي نتائج الحوارات الثنائية بين فتح وحماس.

وكشف أن الجبهة الديمقراطية لها ملاحظات أساسية على الورقة المصرية، مضيفاً نحن مع حكومة توافق وطني وليس لجنة فصائلية فوق حكومتين مما يشرعن الانقسام، وكذلك نحن مع نظام التمثيل النسبي الكامل للانتخابات التشريعية وللمجلس الوطني ولسنا مع النظام الانتخابي المختلط، وأيضاً نحن مع بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية ووطنية وليس وفق المحاصصة. وتابع قائلاً : " نحن لسنا مع تعديلات محصورة بتقاسم السلطة والنفوذ. وهي كلها أمور تحتاج إلى حوار للوصول الى حلول وطنية شاملة بعيداً عن المصالحة الفئوية الضارة.

ورأى الرفيق زيدان أن ضمان تحقيق الوحدة الوطنية، هي الجماهير الفلسطينية وتفعيل العامل الذاتي الفلسطيني للتغلب على العقبات والمصالح الفلسطينية الداخلية والإقليمية والخارجية الداعمة للانقسام، مضيفاً فلنواصل حوارنا الشامل هنا في غزة وغيرها لفتح أبواب الوحدة المغلقة، ولنصعد من تحركاتنا الشعبية الضاغطة على فتح وحماس للخروج من مأساة الانقسام، من هذه الكارثة، واستعادة الوحدة الوطنية. وشدد على أن استمرار الانقسام لا يبرر مواصلة العدوان الإسرائيلي وعدم الإعمار وتشديد الحصار اللاإنساني الظالم الذي يخنق أنفاس شعبنا ويفقره.

ودعا زيدان الأشقاء العرب والمجتمع الدولي إلى العمل الجاد لرفع هذا الحصار الجائر وفتح المعابر كافة والعمل لوقف سائر أشكال العدوان ضد شعبنا سواء في غزة أو الضفة بما فيها القدس. وتأسيس مشاريع عربية في قطاع غزة لتوفير فرص العمل، والتعجيل بإعادة الاعمار، وذلك لتضميد جراح القطاع الصامد وتخفيف حدة الفقر والجوع والبطالة. كما أكد على ضرورة ملاحقة تقرير غولدستون وتطبيق توصياته لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم في قطاع غزة.

وأعرب عن إدانة الجبهة للإرهاب الإسرائيلي المنظم مستنكراً عملية الاغتيال الجبانة للقائد المبحوح. ودعا المجتمع الدولي لأخذ إجراءات وقف إرهاب دولة الاحتلال المنظم ومعاقبتها على جرائمها.

وذكر زيدان في كلمته أن: " الاحتفال بمناسبة عبور الجبهة الديمقراطية إلى عامها الثاني والأربعين هو أيضاً تعبير عن الغضب الشعبي للجريمة الإسرائيلية باعتبار الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح، جزء من التراث الإسرائيلي المزعوم، ومطالبة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بوضع حد للممارسات الإسرائيلية بتهويد القدس، ومحاولاتها محو الهوية الفلسطينية وإبادة التراث وسرقة التاريخ الفلسطيني. إنه أيضاً دعوة لأبناء شعبنا وقواه المقاومة والمناضلة للرد على هذه الجرائم النكراء".

وأكد زيدان في هذه الذكرى تمسك الجبهة بـ م. ت. ف. ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا الفلسطيني ومرجعية سياسية عليا فلسطينية. ودعا إلى إصلاح شامل لمؤسساتها، وبما يكرس القرار الجماعي ويضع حداً لاستمرار التفرد بالقرار. وإصدار قانون لانتخابات مجلس وطني فلسطيني جديد في الداخل وحيثما أمكن في الخارج ووفق نظام انتخابات التمثيل النسبي الكامل، مشدداً على التمسك بحق العودة طبقاً للقرار 194 ورفض يهودية الدولة الإسرائيلية. كما حذر من مخاطر تخفيض خدمات وكالة الغوث، داعياً للتراجع عن ذلك.

وكشف أن الجبهة الديمقراطية ستواصل عملها لبناء أوثق العلاقات بين قوى اليسار وصولاً لبناء القطب اليساري لوضع حد لسياسة الاستقطاب الثنائي المدمرة.

وفي خضم حديثه عن القمة العربية المرتقبة قال زيدان: " في ذكرى الانطلاقة ونحن على أبواب القمة العربية نقول أنه آن الأوان للدول العربية للانتقال من مجال الكلام إلى ميدان الفعل، وذلك بوضع القدس في مقدمة الاهتمامات على جدول الأعمال صيانةً لعروبتها ولموقعها عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. والتأكيد على م.ت.ف. كممثل شرعي وحيد. ودعم القمة للحوار الشامل في القاهرة وطبقاً للورقة المصرية.

وطالب الملوك والرؤساء العرب بوضع إستراتيجية جديدة تقوم على تضامن عربي بالفعل وليس بالشعارات، وإعادة صياغة العلاقات العربية الأمريكية وفقاً لمبدأ مصالح مقابل مصالح. وبتشكيل هيئة من الملوك والرؤساء العرب لتحمل المبادرة العربية لتضع ثقلها ورائها..

وشددت الجبهة على أن الانقسام لا يفيد سوى العدو الإسرائيلي ولا يضعف سوى الحقوق الوطنية والمقاومة، ولا يضرب سوى مصالح شعبنا الحياتية. موضحاً أن الانقسام هو الذريعة للحصار وعدم الإعمار، وتفاقم معاناة أهلنا في قطاع غزة بالفقر والبطالة والجوع وغلاء الأسعار، وفوق ذلك كله، هو الغطاء للتهديدات الإسرائيلية بتصعيد العدوان. الانقسام هو السبب الرئيسي لجميع الويلات التي تلحق بشعبنا.

وتابع قائلاً: " إننا في هذا العرس الوطني المبارك، يوم تأسيس الجبهة الديمقراطية التي غلّبت دوماً الصراع الرئيسي مع الاحتلال على الخلافات الثانوية الداخلية، ندعو ونناشد جميع القوى الفلسطينية المناضلة للتعجيل بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، بحوار وطني شامل نطور به الورقة المصرية، بأخذ ما يتفق عليه وطنياً، وعلى قاعدة التوقيع على الورقة المصرية وبآليات تستوعب الملاحظات المتوافق عليها في التطبيق، وندير لاحقاً حواراً على القضايا المختلف عليها".

وخاطب زيدان أبناء الشعب الفلسطيني بقوله: " تعالوا جميعاً إلى كلمة سواء، تعالوا لنتحد دفاعاً عن الحقوق الوطنية، وتوفير مقومات الصمود، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.

        وقال زيدان في كلمته: " نحتفل بتأسيس الجبهة الديمقراطية. بواحد وأربعين عاماً من المقاومة المسلحة والجماهيرية والسياسية. بميلاد جبهة التمسك بأهداف شعبنا ووحدته الوطنية، بانطلاقة فصيل المبادرة في طرح البرنامج الوطني المرحلي لمنظمة التحرير والإجماع الوطني، والنضال من أجل تحقيقه... برنامج الدولة والعودة وتقرير المصير".

ومضى بالقول: " إنها مناسبة لندعو الحكومة الفلسطينية لوقف التمييز بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة وذلك باعتماد رواتب كاملة لموظفي 2005 – 2006 – 2007، وفتح باب حق الترقيات، واعتماد الأقدميات وحل مشكلة المتقاعدين، وزيادة المساعدات الاجتماعية لقطاع غزة الباسل.

ودعا الجميع في غزة للابتعاد عن الفئوية في توزيع المساعدات وتوسيع نطاق برامج التشغيل للعاطلين عن العمل واعتماد الأحقية والعدالة والحفاظ على كرامة المواطنين، مؤكدا على ضرورة وقف التعديات على الحريات العامة والصحفية في غزة والضفة ووقف الانتهاكات السياسية واحترام التعددية الحزبية والفكرية والثقافية وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.

ووجه التحية لكتائب المقاومة الوطنية وعملياتها النوعية من مرغنيت إلى أبو هولي، وناحل عوز وحتى الطريق إلى فلسطين كما وجه التحية لكل قوى المقاومة الفلسطينية المسلحة والشعبية، وللمقاومة في لبنان والعراق، مضيفاً لتبقى راية المقاومة خفاقة، فهي حق مشروع لشعبنا ما دام الاحتلال جاثماً على أرضنا.