خبر مكتبات غزة تشتكي قلة الرواد؟؟

الساعة 02:37 م|27 فبراير 2010

فلسطين اليوم- غزة - خاص

لا شك أن المكتبات تمثل الكنز الحقيقي في المعرفة لدى الباحثين والمهتمين لما تحتويه من كتب قيمة، لا توجد في مصادر أخرى "كالانترنت"، الأمر الذي جعل منها مكاناً للذوي الشأن في أغلب بقاع الأرض.

وفي قطاع غزة كان الأمر مختلفاً حيث أن المكتبات رغم ما تحتويه من كنوز معرفية الا أنها تشتكي من قلة الرواد، رغم أن القراءة والمكتبات تمثل عالماً شيقاً يسمو بالمرء إلى أرقى درجات المعرفة والثقافة، القراءة تمكن الإنسان من بلوغ أرفع غاياته وأعلى طموحاته وأيضاً في تكوين شخصيته وإثراء حصيلته المعرفية وثقته في نفسه. فلماذا لا نتخذ الكتاب صديقاً دائماً لنا نشغل به أوقات فراغنا.

وللوقوف على دور المكتبات في تثقيف أبناء قطاع غزة تجول "مراسل فلسطين اليوم" داخل مكتبة بلدية غزة, للتعرف على إقبال المواطنين على المكتبة والكتب التي تعتبر مصدر الثروة الإنسانية في العالم الحديث.

التقي مراسلنا بنائب مدير مكتبة بلدية غزة أبو جهاد ألوحيدي قائلا  " تأسست مكتبة بلدية غزة عام 1999م حيث انبثقت من خلال مشروع بلدية غزة وبلدية دنكرك الفرنسية وتم تدريب طاقم المكتبة في فرنسا وبعض الدول العربية" لافتا إلي أن المكتبة تحتوي على 20 ألف عنوان في جميع المجالات المعرفة بالإضافة إلي 120 ألف من الدوريات".

وأكد أبو جهاد " بان مكتبة غزة هي مكتبة عامة موسوعية تخدم جميع فئات المجتمع الفلسطيني من كبار وصغار ذكور وإناث وطلاب جامعات وباحثين" ..الخ

ولفت أبو جهاد " إلي أن مكتبة بلدية غزة تعمل من خلال ثلاث شبكات تتبع لبلدية غزة منها هذه المكتبة ومكتبة ديانة الصباغ في مركز رشاد الشوا ومركز هولست الثقافي مشيرا إلي أن تلك المكتبات تعمل بواسطة شبكة موحوسبة ويتم البحث عن كتاب ما في المكتبات الثلاثة"

وعن الخدمات التي تقدمها المكتبة للقراء أوضح أبو جهاد "بأن المكتبة تقدم كثيرا من الخدمات للطلاب منها الإعارة والاشتراك بالمكتبة والتصوير والإرشاد والدوريات والعديد من الأنشطة التدريبية في مجالات عدة منها اللغة الفرنسية والألمانية والانجليزية"

وأضاف أبو جهاد "بان الإقبال ضعيف جدا فهو لا يتجاوز عن 40 قارئ لافتا إلي أن اغلب القراء هم من فئة الطلاب الجامعين نظرا لوجود كتب في المكتبة لا تتوفر في المكتبات الأخرى بالإضافة لوجود كتب تحمل ثقافة الشعوب التي لا توجود في أي مكتبة في قطاع غزة" مشيرا إلي أن الأزمة المالية والحصار الإسرائيلي شدد الخناق على المكتبة من إقبال للقراء ومن تزويد المكتبة بالكتب العلمية والثقافية للشعوب العربية والأوروبية" لافتا إلي أن المسئولين عن تزويد المكتبة بالكتب أصبحوا يستعملون الأنفاق لإدخال الكتب وتزويد مكتبة بلدية غزة بالكتب اللازمة ولكنها لا تكفي فأصحاب الأنفاق يطلبون مبلغ خيالي لإدخال هذه الكتب"

وتابع قوله " بان القراءة تبقي الأمل لشعبنا للخروج من المحن والتحرر يأتي من خلال القراء والتعلم وزيادة الوعي بين أبناء الشعب الفلسطيني"

وحث أبو جهاد جميع فئات المجتمع على ارتياد المكتبات والاستفادة من خدماتهم, لان الشعوب تقاس بمدي حضارتها وثقافتها وأصل الحضارة هي القراءة حتى الإسلام حثنا على القراءة وذلك حين نزلت أول سورة من القران الكريم على النبي محمد صلي الله علىه وسلم " اقرأ باسم ربك الذي خلق" وهذا دليل على أهمية القراءة".

من جانبه قال الشاب حسام" 19عام " والذي يتدرب في مكتبة بلدية غزة لإتقان اللغة الألمانية  " إنه واجب على كل شاب من شباب فلسطين أن يتوجه إلي المكتبة ويقرأ ولو ربع ساعة ليحصل على المعلومات التي تفيده في يومه وللتعرف على ثقافة الشعوب الأخرى "

وحث حسام" كل شاب عربي عموما وفلسطيني على وجه الخصوص أن يدخل المكتبات سواء مكتبة بلدية غزة أو أي مكتبة قريبة من منزله ويستفيد منها لان القراءة كنز لا يفني "

بدوره قال الطالب محمود من جامعة الأزهر " أن هناك جمود لدي طلاب الجامعات ولكن هناك اطلاع على الكتب المنهجية التي تهمهم في النجاح فقط دون أن يقدموا على الاطلاع على كتب تفيدهم مستقبليا فكريا وعقليا"مشيرا "إلي أن الاطلاع على كتب علمية وثقافية تفيدهم في حياتهم وتساعدهم في امتلاك أكبر مكتبة متجولة في الدماغ ".

وأكد محمود "بأن هذا الجمود ناتج عن عدم وجود جهات لتوعية الشباب لهذا الجيل فهم يعانون من فراغ رهيب يولد لهم الكبت مما يجعل الطالب يفرغ وقته في أمور الانترنت والتسلية واللهو".